مثلت الشابة الفلسطينية عهد التميمي التي تحولت رمزا لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي بعد تسجيل فيديو ظهرت فيه وهي تضرب جنديين في قريتها، الثلاثاء في جلسة مغلقة امام محكمة عسكرية اسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وامر قاضي المحكمة العسكرية باخراج الصحافيين من القاعة لان عهد البالغة 17 عاما ستحاكم كقاصر، وسمح فقط بدخول ذويها بينما طلب من دبلوماسيين حضروا للمراقبة الخروج. وحضر حشد كبير من الصحافيين المحليين والدوليين لتغطية محاكمة التميمي التي تحولت الى رمز للفلسطينيين ومؤيدي قضيتهم.
وعادة ما تتم محاكمة القاصرين في جلسات مغلقة، الا ان غابي لاسكي محامية التميمي قالت ان الجلسات السابقة في هذه القضية كانت علنية “منذ البداية”. وأوقفت عهد التميمي (17 عاما) في كانون الاول/ديسمبر الماضي اثر انتشار تسجيل فيديو تظهر فيها وهي تضرب جنديين اسرائيليين في قريتها النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة. واضافت لاسكي امام صحافيين ان المدعي العام لا يمانع ان تكون الجلسة علنية لكن السلطات “تدرك ان قضية عهد تثير اهتماما في الخارج. وأن حقوقها قد انتهكت، وانها يجب الا تحال أمام المحكمة”، وذلك بعد اعتراضها دون جدوى على قرار القاضي. ومضت تقول “السبيل لحجب الانظار هو اغلاق الابواب وعدم السماح بدخول الناس لحضور الجلسة”.
ودخلت عهد القاعة الواقعة بالقرب من القدس في الضفة الغربية المحتلة وهي ترتدي سترة عسكرية وقد كبلت يداها ورجلاها وهي تبتسم بالكاد عندما التقط صحافيون صورا لها. وخاطبها والدها باسم التميمي بصوت عال وهو يلوح لها بيده قائلا”خليك قوية …خليك قوية ..انت منتصرة”. وعقدت الجلسة لمدة ساعتين تقريبا قبل تعليقها حتى 11 اذار/مارس المقبل وقالت لاسكي انها اعترضت بانه من غير الممكن المضي قدما في المحاكمة لان الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية ونظامه القضائي فيها يجعلها غير شرعية. وأضافت انها ستتقدم بطلب جديد بان تكون الجلسات علنية.
وقال باسم التميمي خارج القاعة ان “وجود الناس في المحكمة من صحافيين وقناصل ودبلوماسيون ومراقبين ومحامين مهم جدا، يجعلنا نشعر بالامان على عهد، ويمنع الاستفراد بابنتي وحتى يرى العالم حقيقة هذا الاحتلال وحقيقة عنصريته”. وتحولت عهد التميمي الى ايقونة لدى الفلسطينيين لمشاركتها منذ طفولتها في مواجهات مع القوات الاسرائيلية، وفي حال ادانتها يمكن ان يحكم عليها بالسجن سنوات عدة.
ووجهت النيابة العسكرية الاسرائيلية 12 تهمة للتميمي تتعلق بضرب الجنديين، بالاضافة الى خمسة حوادث اخرى تشمل التحريض والتهديد ورشق الحجارة، ويمكن ان تواجه عقوبة بالسجن لفترة طويلة في حال ادانتها.
ومن المفترض ان تمثل ناريمان والدة عهد ونور قريبتها امام المحكمة في وقت لاحق الثلاثاء. وكانت عهد ونور اقتربتا في 15 كانون الاول/ديسمبر الماضي من جنديين يستندان الى جدار في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة، وراحتا تدفعانهما قبل ان تقوما بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما. ووقع الحادث اثناء يوم من الاشتباكات في مختلف انحاء الضفة الغربية المحتلة ضد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي. وتحتجز عهد التميمي حاليا في سجن هشارون قرب نتانيا شمال الأراضي المحتلة، بحسب ما اعلنت مصلحة السجون الاسرائيلية.
وتتقدم عائلة التميمي التظاهرات الاسبوعية في قرية النبي صالح. وانتقدت منظمات حقوقية ابقاء الفتاة قيد الاعتقال، واعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه ازاء اعتقالها، فيما دعت منظمة العفو الدولية في بيان إلى الافراج عن التميمي، واضافت ان اعتقالها والاجراءات الجارية “يبرزان المعاملة التمييزية التي تمارسها السلطات الاسرائيلية بحق الاطفال الفلسطينيين الذين يجرؤون على مقاومة القمع الوحشي غالبا، الذي تمارسه قوات الاحتلال” الاسرائيلي.