الأردن يخشى تمدد الصراع من شرق سوريا إلى الجنوب

آخر تحديث : الخميس 15 فبراير 2018 - 11:55 مساءً
الأردن يخشى تمدد الصراع من شرق سوريا إلى الجنوب
سبوتنيك:

يثير التصعيد الجاري في أكثر من جبهة سورية وبين أكثر من طرف مخاوف دول الجوار وخاصة الأردن، من تفجر الوضع هناك بما يهدد كامل المنطقة.

وتراقب عمان بقلق التطورات في سوريا وخاصة في شرق البلاد الذي يشهد حالة توتر مرشحة للتصاعد بين حلفاء دمشق من جهة وواشنطن وحلفائها من جهة ثانية.

وتعمل الولايات المتحدة على تثبيت حدود نفوذها في سوريا والتي تشمل الشرق وجزءا مهما من الشمال، في خطوة تهدف من ورائها إلى ضمان حصتها ما بعد التسوية، فضلا عن قطع الطريق أمام إيران لخلق حزام أمني يربط بين العراق وسوريا ولبنان.

وفي المقابل تصارع إيران للحيلولة دون تحقق أهداف الولايات المتحدة، خاصة في علاقة بالسيطرة على الحدود العراقية السورية، الأمر الذي قد يقود إلى مواجهة عسكرية بينهما بدأ التسخين لها الأسبوع الماضي.

وترتبط سوريا بحدود مع الأردن من الجنوب والشرق، وبالتالي أي تصعيد على إحدى الجبهتين سيؤثر عليه، وهي من الأسباب التي قادت على ما يبدو العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى زيارة روسيا.

واستقبل الخميس الرئيس فلاديمير بوتين العاهل الأردني، حيث ركزت المباحثات على المشهد السوري وسبل التسوية التي تبدو حتى الآن الظروف غير ملائمة لتحققها، في ظل حالة الكباش الحاصلة على الميدان وغياب التوافق بين أطراف الصراع على الخطوط العريضة.

ويرى مراقبون أن التوتر المسجل في شرق سوريا بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وإيران من جهة ثانية، يثير مخاوف عمان من تمدده باتجاه الجنوب الذي يشهد حالة من الاستقرار على خلفية اتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو العام الماضي.

وقال الملك الأردني خلال اللقاء مع الرئيس الروسي “إن جهود فلاديمير بوتين ساهمت في تعزيز التنسيق بين روسيا والأردن، ما سمح بتهيئة ظروف جيدة جنوبي سوريا”، معربا عن أمله في أن يتواصل هذا التعاون.

ومن جانبه، أبدى الرئيس الروسي رغبة في زيادة التنسيق قائلا “لدينا أساس لنأمل في أننا على ضوئه سنواصل تكريس بناء الثقة المتبادلة والتعاون”.

وبدأ التصعيد في شرقي سوريا الأسبوع الماضي، حينما حاولت قوات موالية للنظام التقدم نحو قاعدة يتمركز فيها تحالف قوات سوريا الديمقراطية الحليف للولايات المتحدة في محافظة دير الزور، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى شن غارات جوية أدت إلى مقتل نحو مئتين من العناصر المهاجمة، واعترفت الخميس موسكو بسقوط خمسة مواطنين لها ضمن ذلك الهجوم، مصعدة لهجتها ضد واشنطن التي قالت إن تدخلها في سوريا “احتلال”.

وانخرطت الولايات المتحدة بشكل مباشر في سوريا في نهاية العام 2013، وتنامى وجودها العسكري في شمال البلاد وشرقها (لا توجد أرقام دقيقة) خلال السنوات الأخيرة تحت غطاء القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يحتل مناطق واسعة في الشطرين.

ماريا زاخاروفا: يمكن الحديث عن مقتل 5 من رعايانا في المواجهة الأسبوع الماضي ونجحت واشنطن إلى حد بعيد في القضاء على التنظيم الجهادي الذي لم يعد له حضور وازن في سوريا، ولكنها ترى أن مهمتها في البلاد لم تنته فهناك الوجود الإيراني الذي لا يقل خطورة عن داعش، بل لربما هو الأخطر.

ومن هذا المنطلق جاء اهتمامها الشديد واللافت بتركيز موطئ قدم ثابت في شرق البلاد الذي يحد الحدود العراقية لمنع سيطرة طهران على هذا الجانب الحيوي الذي كان سيضمن لها تنقل ميليشياتها والأسلحة لها بحرية تامة.

ويقول مراقبون إن مشاركة عناصر روسية في الهجوم الأخير للقوات الموالية للنظام ضد القاعدة في دير الزور، لربما تعكس حقيقة أن طهران نجحت في جلب موسكو إلى خندقها في المواجهة في الشرق، خاصة وأن هناك امتعاضا روسيا فعليا من الولايات المتحدة لجهة إفشال أي خطط تطرحها بخصوص سوريا وآخرها مؤتمر سوتشي.

وكشفت موسكو الخميس أنها ترجح مقتل خمسة مواطنين روس في الضربات التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على قوات موالية للجيش السوري.

وكانت منظمات شبه عسكرية وقومية روسية أشارت إلى سقوط ضحايا في صفوفها بعد الغارات التي شنت في منطقة دير الزور في 7 فبراير.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “بحسب المعلومات الأولية، يمكننا الحديث عن مقتل خمسة أشخاص يرجح أنهم رعايا من الاتحاد الروسي بسبب المواجهة المسلحة التي لا تزال أسبابها قيد الدرس”.

وأكدت مصادر سورية محلية في وقت سابق أن الولايات المتحدة الأميركية قد أرسلت في الأيام الأخيرة عناصر من المارينز إلى حقل غاز «كونوك» الذي شهد الاشتباكات، في إشارة تبدو واضحة بأنها لن تسمح لأي قوات بتهديد مناطق نفوذها في هذه الجهة.

رابط مختصر
2018-02-15 2018-02-15
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر