اختتمت امس الاربعاء فعاليات المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الذي استضافته دولة الكويت في الفترة من 12 الى 14 فبراير الحالي بمساهمات تصل الى( 30) مليار دولار كتعهدات من قبل الدول والجهات المشاركة.
وشهد اليوم الأخير للمؤتمر الذي عقد بحضور السيد رئيس مجلس الوزراء د. حيدر العبادي وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي والمنسق العام للاتحاد الأوروبي ومجموعة كبيرة من ممثلي الدول المانحة والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية إعلانات رسمية لدعم البلاد في مرحلة إعادة الاعمار.
وتوزعت المبالغ التي تعهد بتقديمها عدد من الدول والمنظمات والصناديق الإقليمية والدولية بين قروض ميسرة وقروض بمبلغ 15.5 مليار دولار، ذات بعد زمني طويل وميسر للتسديد بحيث يتيح للبلد استثمار هذه المبالغ ويمكنه من استعادة هذه المبالغ وتسديدها في الوقت الذي يُسرّع ويفعّل عجلة الاقتصاد مما يخلق فرص عمل كبيرة للمستويات المختلفة في كل المحافظات. أما الضمانات والتسهيلات المالية التي عُرضت لدفع عجلة الاستثمار بمبلغ 11.6 مليار دولار و المبلغ الآخر (1.8 مليار دولار) كمنح لدعم الاستقرار واعانات إنسانية واغاثية.
إن هذه المبالغ ستؤدي الى تعزيز متطلبات التنمية في المجالات الاساسية التي تمس حياة المواطنين، ومنها بشكل خاص في قطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة وتحسين نوعيتها بما ينعكس إيجاباً على تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، فضلا عن دور هذه المبالغ في تشجيع الاعمال الصغيرة التي تحقق أهداف التوسع في العملية الإنتاجية وفِي توفير الخدمات عبر إنشاء وحدات إنتاجية أو. خدمية أو ورش متخصصة في المجالات المختلفة.
اما في مجال فتح باب الاستثمار في المحافظات كافة، فقد شارك في جلسات المؤتمر الخاص بذلك حوالي 2600 شركة ورجل اعمال من مختلف دول العالم، واطلع المشاركون على التوجهات المهمة لمجلس الوزراء وللسيد رئيس مجلس الوزراء/ رئيس اللجنة العليا للاستثمار والاعمار بما في ذلك تفعيل النافذة الواحدة تحت اشراف مباشر من اللجنة العليا، وقرارات تحسين بيئة الاستثمار وتبسيط الإجراءات وعرض صيغ التمويل المالي وضمان الاستثمار المتبناة من المنظمات الدولية وفي مقدمتها البنك الدولي.
وقد أبدت عشرات الشركات رغبتها في الدخول في سوق الاستثمار العراقي، وستبدأ الهيئة خلال الأيام القليلة المقبلة مباحثاتها مع تلك الشركات بشأن المشاريع الكبرى والمتوسطة التي عُرضت خلال المؤتمر والتي لاقت اهتماماً كبيراً من المؤتمرين.
كما ان المبالغ الكبيرة التي تعهدت الدول المشاركة بالمؤتمر لتقديمها ضمانات للاستثمار ستكون دافعاً مهماً لإقدام الشركات على الاستثمار في المحافظات كافة، في قطاعات السكن، والتشييد، والزراعة، والصناعة، والسياحة، والنقل، وفِي المجالات التعليمية والصحية، والبيئية وغيرها.
وقد عبر الممثل الخاص للأمم المتحدة والمدير الإقليمي للبنك الدولي وممثلو الاتحاد الأوروبي عن سرورهم البالغ لتحقيق المؤتمر لأهدافه الكبرى في دفع مسيرة الاستثمار في العراق، وفي التسهيلات والمنح المالية التي قدمتها الدول وأبدوا استعدادهم التام للتعاون مع العراق في تيسير الاستفادة من المبلغ الذي تعهدت به الدول والبالغ حوالي (30 مليار دولار) وسيبدأ فريق العمل الوطني اجتماعاته ابتداءً من يوم الاثنين القادم مع السفراء وممثلي المنظمات الدولية في العراق للبدء بتفعيل الالتزامات المذكورة. كما يجري العمل حالياً على عقد اجتماعات موسعة مع المستثمرين خلال شهر اذار للاتفاق على الفرص الاستثمارية التي أبدت اعداد كبيرة من الشركات رغبتها في الاستثمار في المحافظات كافة.
