قالت مجلة “بوليتكو” الأمريكية، الثلاثاء، إن تركيا أصبحت خارج نطاق السيطرة، وقد حان الوقت للولايات المتحدة أن تحذر من خطر الاشتباك بين القوات الأمريكية والقوات التركية في سوريا.
وبحسب موقع “مصراوي” الذي نشر ترجمة تقرير المجلة الأمريكية، أشارت المجلة الأمريكية إلى أن توغل تركيا في سوريا ربما يقود إلى صدام مباشر بين الجنود الأتراك ونظرائهم الأمريكيين، معتبرة أن معركة أنقرة ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في منطقة عفرين شمال غرب سوريا، تزعزع الاستقرار.
يذكر أن الجيش التركي بدأ، أواخر الشهر الماضي، “عملية غصن الزيتون”، وهاجم مواقع “وحدات حماية الشعب” الكردية في منطقة عفرين جوًّا وبالمدفعية أيضًا، وتبع ذلك هجوم بري.
وسببت العملية العسكرية التركية في عفرين توتراً في التصريحات بين المسؤولين الأتراك والأمريكيين، خصوصاً أن العملية تستهدف مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية الذين سلحتهم واشنطن، فيما تهدد تركيا بتوسيع العملية لتطال منطقة منبج التي تتواجد فيها فرق عسكرية أمريكية محدودة.
وتخضع عفرين لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية.
بيد أن الخطر الحقيقي سيأتي إذا ما قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوعوده المتكررة بالضغط شرقا باتجاه مدينة منبج، حيث تتواجد القوات الامريكية، وفق التقرير الذي أوضح أن الطريقة الوحيدة لتفادي الصراع هي أن تتخذ إدارة الرئيس الأمريكي نهجا واضحا وصارما تجاه تركيا الآن، قبل أن تزداد الأمور سوءا.
وبحسب التقرير، من الضروري أن يكون هناك تصريح أميركي رادع لمنع الأعمال القتالية بين الولايات المتحدة وتركيا، والحفاظ على أي أمل في إقامة علاقة مستقرة بين البلدين في المستقبل، ولذا يجب على إدارة ترامب أن توضح أنها لن تتسامح مع أي سلوك سيئ الآن.
وعلاوة على كل ذلك، فإن الهجوم التركي على منبج سيكون متسقا مع تجاهل أردوغان المعتاد للتحالف الذي يربط تركيا مع الولايات المتحدة منذ عام 1950، وفق المجلة الأمريكية التي أكدت أن سياسات الرئيس التركي لا تدرك العواقب الوخيمة للهجوم على مدينة “منبج” السورية.
ووفقًا لـ”بوليتكو”، وصلت السلطة الاستبدادية لأردوغان إلى الأراضي الأمريكية، عندما هاجم حرسه الشخصي المتظاهرين في واشنطن، فضلًا عن اقتناء تركيا نظاما حديثا للدفاع الجوي والصاروخي من روسيا، وهو أمر لا يتفق مع أنظمة الناتو، ويهاجم الشركاء الأمريكيين فى سوريا.
ولفت التقرير إلى أن صبر الولايات المتحدة على تصرفات أردوغان كان مدفوعا بالأمل في أن تعالج تركيا أخطائها كحليف استراتيجي، ولكن لسوء الحظ، فإن عدم وجود رسائل واضحة من قبل ترامب قد عزز فقط اقتناع أردوغان بأن الولايات المتحدة لن تردعه بشكل كاف.
وينبغي أن تتخذ السياسة الأمريكية صيغة متشددة ومعاملة صارمة على غرار علاقة تركيا وروسيا على مدى السنوات العديدة الماضية، ولذا على أقل تقدير، يجب أن تفرض واشنطن عقوبات تستهدف قطاع الدفاع التركي والقطاع المالي والمسؤولين المحتملين المرتبطين بالفساد، حسبما ذكرت المجلة الأمريكية.
في 24 نوفمبر 2015، أسقطت طائرة مقاتلة تركية قاذفة سوخوي 24 روسية كانت عائدة من غارة جوية. وتم اطلاق النار على الطيار أثناء هبوطه بالمظلة فقتل وهو في الجو، وردت روسيا حينها فرض عقوبات على تركيا حيث قطعت كل العلاقات الاقتصادية والتجارية مع أنقرة وفرضت التأشيرات على دخول الأتراك إلى روسيا وتراجعت الصادرات التركية لروسيا إلى 737 مليون دولار خلال عام 2016.
في نهاية المطاف، إذا كان أردوغان عازما على تدمير التحالف الأمريكي التركي، لن يمنعه شيء سوى فهمه للمخاطر التي ينطوي عليها الأمر، حتى لاتصل الأمور إلى نقطة “الاعودة” في العلاقة بين واشنطن وأنقرة.