نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله الاثنين إن التقارير التي أفادت بمقتل مئات المتعاقدين الروس في سوريا مؤخرا محاولة لاستغلال الحرب السورية.
وكانت ثلاثة مصادر مطلعة قالت الأسبوع الماضي إن نحو 300 رجل يعملون لصالح شركة عسكرية روسية خاصة على صلة بالكرملين سقطوا بين قتيل وجريح في واقعة بسوريا الشهر الحالي.
ودعت روسيا الاثنين الولايات المتحدة إلى “عدم اللعب بالنار” في سوريا وأن تقيس خطواتها انطلاقا من مصالح الشعب السوري والمنطقة ككل.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن لافروف القول أمام منتدى “فالداي” الدولي للحوار الذي يحمل هذا العام عنوان “روسيا في الشرق الأوسط … لاعب في كل الساحات”، “أدعو مرة أخرى زملاءنا الأميركيين إلى عدم اللعب بالنار”.
وأضاف “أدعوهم إلى قياس خطواتهم ليس انطلاقا من الاحتياجات الفورية للبيئة السياسية اليوم، وإنما من المصالح على المدى البعيد للشعب السوري، وكل شعوب تلك المنطقة، ومن بينهم الأكراد، بطبيعة الحال”.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في وقت سابق إن الولايات المتحدة لم تتأكد بعد من الجهة التي نفذت هجوم السابع من فبراير/شباط على القوات الأميركية والقوات المدعومة من الولايات المتحدة لكنه أقر بوجود روايات عن ضلوع متعاقدين روس مدنيين في الحادث.
وقالت الولايات المتحدة إن نحو مئة من القوات الموالية للحكومة السورية قتلوا في ضربات أمريكية لصد هجوم السابع من فبراير/شباط.
وأبلغ ضباط بالجيش الروسي الولايات المتحدة خلال الواقعة أن موسكو ليست ضالعة في الأمر. ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التعليق على التشكيل الدقيق للقوات التي نفذت الهجوم.
ما زال المسؤولون الروس ينفون نشر متعاقدين مع شركات عسكرية روسية خاصة ويقولون إن تواجد موسكو العسكري الوحيد يتمثل في حملة الضربات الجوية وقاعدة بحرية وعسكريين يدربون القوات السورية وعدد محدود من القوات الخاصة.
ولكن وفقا لشخصيات مطلعة على الأمر، تستخدم روسيا عددا كبيرا من المتعاقدين في سوريا لأن هذا يسمح لموسكو بنشر مزيد من القوات على الأرض دون المخاطرة بالجنود النظاميين الذين يجب تقديم تفاصيل عن ملابسات وفاتهم.
وقالوا أن المتعاقدين ومعظمهم من العسكريين السابقين ينفذون مهام يكلفهم بها الجيش الروسي. ومعظمهم مدنيون روس غير أن بعضهم يحمل جوازات سفر أوكرانية وصربية.
وتسعى الولايات المتحدة وروسيا، اللتان تدعم كل منهم أحد طرفي الصراع السوري، لضمان ألا تصطدم قواتهما ببعضها البعض بطريق الخطأ. ولكن وجود متعاقدين يجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث.