أردوغان في ورطة وسوريا تربح في الغوطة وعفرين

آخر تحديث : الأربعاء 28 فبراير 2018 - 8:49 مساءً
أردوغان في ورطة وسوريا تربح في الغوطة وعفرين
سبوتنيك:

تتصاعد وتيرة المعارك في الغوطة الشرقية وسط تصعيد سياسي إقليمي ودولي تقوده الولايات المتحدة، فيما تواصل دمشق عمليتها العسكرية بنجاح ضد المجموعات الإرهابية، وسط تقارير تتحدث عن اكتشاف شبكات معقدة من الأنفاق خلال تقدم وحدات الجيش السوري على أكثر من محور قتال في المنطقة.

في سياق آخر تواصل القوات الكردية المدافعة عن عفرين معاركها ضد الجيش التركي مدعومة بالقوات الشعبية السورية، الأمر الذي أحرج الرئيس التركي حيث لم تفلح قواته في حسم المعركة منذ نحو 40 يوماً فيما تسعى دمشق إلى معركة دفاعية طويلة ترهق الأتراك، بحسب محللين عسكريين سوريين.

شويغو: ممر إنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية وتنظيم هدن في التنف والركبان وكشف الباحث في مركز دمشق للأبحاث والدراسات، مداد تركي الحسن، في تصريح هاتفي لوكالة “سبوتنيك” أن المبادرة الروسية بفتح ممر إنساني وقيام هدنة إنسانية لمدة خمس ساعات يومياً في الغوطة الشرقية سحبت الذرائع الإنسانية من أيدي الولايات المتحدة ودول الغرب، وقال: “هناك لغط دولي تفتعله دول الغرب بشأن الغوطة الشرقية، الغاية منه استهداف كل من روسيا وسوريا، فبعد أن فشلت تلك الدول في ابتزاز وشيطنة كلٍ من دمشق وموسكو، شنت حرباً نفسية بإثارة أسطوانة الوضع الإنساني في غوطة دمشق مجدداً، لكن المبادرة الروسية بفتح ممر إنساني لخروج المدنيين من المنطقة والبدء بهدنة إنسانية لمدة 5 ساعات يومياً تبدأ في الساعة التاسعة صباحاً سحبت الذرائع من أيدي الولايات المتحدة وحلفائها خاصة وأن الدولة السورية أعلنت استعدادها لاستقبال الحالات الإنسانية وتقديم خدمات الرعاية الصحية والعلاج والغذاء والإقامة الدائمة مجاناً للمدنيين الذين يخرجون من الغوطة”.

وحول السيناريوهات المحتملة في الغوطة الشرقية في ضوء ما يشاع عن استعداد المسلحين لمغادرة المنطقة وفق سيناريوهات سابقة قال الحسن: ستستمر العملية العسكرية للجيش السوري وحلفائه في الغوطة وقد تعودنا في كل المصالحات السابقة أن تضطر الدولة السورية للضغط عسكرياً لإجبار من يرفض الرحيل من المسلحين على تغيير موقفه، مضيفاً “ربما لا يمكن أن يترك هؤلاء المسلحين مواقعهم بسهولة لكن السؤال… هل يمكنهم احتفاظهم بهذه المواقع؟ وبالتالي إذا اقتنع هؤلاء باستحالة مواجهة الجيش السوري سيلجؤون إلى التسوية حتماً”. وأردف قائلاً: “بتقديري نحن أمام ثلاث احتمالات إما الذهاب إلى تسوية بدون معارك وهذا احتمال ضعيف أو نذهب إلى تسوية بعد ضغط وعمل عسكري الأمر الذي تمثل باقتحام الجيش لعدة مواقع لتأكيد تصميمه على دخول الغوطة وبالتالي ربما يتكرر سيناريو انسحاب المسلحين من أحياء شرقي حلب حين تم حشرهم هناك ومن ثم ترحيلهم”.

وأشار الباحث السوري إلى أن الحرب على سوريا قادتها ثلاثة أطراف: أصلاء تتصدرهم الولايات المتحدة و”إسرائيل” ودول الغرب وهؤلاء أعدوا مشروع استهداف سوريا ووزعوا الأدوار وهناك الوكلاء الإقليميون في المنطقة كتركيا وقطر والسعودية والأردن وهؤلاء لعبوا دوراً كبيراً في المرحلة السابقة وأخيراً هناك الأدوات التي تنفذ على الأرض وهي المجموعات الإرهابية المسلحة.

وأضاف: “لقد تمكنت سوريا من إسقاط دور الوكلاء والأدوات الأمر الذي دفع الأصلاء للتدخل بشكل مباشر كما حصل حين قصفت الطائرات الأمريكية قوات رديفة للجيش السوري في ريف دير الزور الشرقي بهدف النيل من وحدة الجغرافيا السورية والسعي لإقامة كيان كردي في شمال شرق البلاد تحت المظلة الأمريكية فضلاً عن إقامة القواعد العسكرية و”محاربة النفوذ الإيراني” وفقاً للتسمية الأمريكية من خلال منع الاتصال الجغرافيا بين سوريا والعراق وصولاً إلى إيران”.

صالح مسلم: المقاومة هي السبيل الوحيد للتخلص من “العدوان التركي” على عفرين وحول الوضع في عفرين والموقف الدولي والإقليمي من العدوان التركي على سوريا أوضح الحسن أن الولايات المتحدة لا ترى لها مصلحة في إيجاد حل للوضع في عفرين بل على العكس من ذلك هي تعرقل الحل لأنها ترى أنها في هذه المرحلة غير قادرة على فرض إرادتها في الحل الذي تراه مؤجلاً.

وأضاف: “هناك تشابك دولي وإقليمي وداخلي في عفرين لكن يمكننا أن نقول أن عدم قبول “وحدات الحماية” من البداية الوساطة الروسية بدخول الجيش السوري أدى إلى قيام العدوان التركي الأخير ورغم ذلك فموقف دمشق يعتبر أن التدخل العسكري التركي هو عدوان على وحدة وسيادة سوريا والدولة السورية اتخذت قرارها بالدفاع عن عفرين لأنها أرض سورية ولأن سكانها سوريون وهذا ما جرى بعد الاتفاق بين الحكومة السورية و”وحدات الحماية” لدخول قوات شعبية سورية للدفاع عن عفرين لتعزيز دفاعاتها”.

وأكد الباحث السوري أن النتائج التي تمخضت عن دخول هذه القوات الشعبية هامة جداً فالمعركة هناك طويلة وقال: أردوغان كان يريد حسم المعركة بسرعة لكن الدولة السورية تراها معركة دفاعية تحتاج إلى نفس طويل على غرار عمليات المقاومة في جنوب لبنان وهذه القوات الشعبية الرديفة هي جزء من بناء القوات المسلحة السورية وهي تعبير عن قرار الدولة السورية بالدفاع عن عفرين وعلى ضوء المعارك يمكن إرسال قوات رديفة إضافية أو عسكرية إلى المنطقة.

وأشار الحسن إلى أن النتائج الإيجابية لدخول هذه القوات الشعبية إلى عفرين نقلت العلاقات بين الكرد ودمشق من العداء إلى بناء جسور الثقة مع الدولة السورية وبالتالي يمكن البناء على ذلك في مناطق أخرى من سوريا في ضوء تصاعد الاعتدال في الشارع الكردي بعد النزعة الانفصالية لدى بعض الأكراد وبالتالي يمكن إعادة المسار إلى وضعه الطبيعي السابق. وتابع قائلاً: “أردوغان الآن في ورطة فمنذ نحو 40 يوماً لم يستطع أن يحسم المعركة في عفرين ولا تزال القوات التركية على الأطراف في مواجهة دفاعات قوية في المنطقة فيما تواصل الدولة السورية تقديم الدعم اللوجستي والتسليحي للقوات المدافعة عن عفرين”.

وأضاف الباحث السوري: “بدأ الزمن يحرج أردوغان فيما يسير الوقت لصالح سوريا والمدافعين عن عفرين لاسيما وأن اللقاء الذي جمع الرئيس التركي مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لم يفضِ إلى شيء ويمكننا أن نقول أن الأصوات حين تعلو بأن الجيش السوري سيتسلم مناطق مثل منبج فهي من نتائج وبركات ما يجري في عفرين”.

رابط مختصر
2018-02-28 2018-02-28
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر