>> الدكتور مختار جمعة: ما يفعله داعش بتراثنا “وصمة عار” ولابد من جهود غير تقليدية لحماية التراث من العابثين به والمحرفين له
>> مكرم محمد أحمد: لابد من مواصلة الجهود للحفاظ على هوية العرب الثقافية في ظل التهديدات والأخطار الجسيمة
دعت جامعة الدول العربية لتضافر الجهود من اجل حماية التراث الثقافي والحضاري للامة حفاظا على الهوية العربية خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة وما يتعرض له تراثها وحضارتها منوسرقة ونهب وتدمير جاء ذلك في كلمة الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط التي وجهها الى احتفالية يوم التراث العربي التي نظمتها الجامعة العربية اليوم، والقاها نيابة عنه الامين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية.
واكد ابو الغيط في كلمته حرص الجامعة العربية على حماية تراث الامة ومقدراتها الثقافية موضحا ان هناك جهودا مكثفة تبذل من خلال اللجنة المصغرة المعنية بحماية التراث من اجل اعداد موسوعة للتراث الثقافي العربي ، معربا عن انله في الانتهاء منها عام 2019. واكد ابو الغيط اهمية الاحتفال باليوم العربي للتراث لافتا الى انه يأتي تنفيذا لقرار الوزاري العربي في 2016 لحماية تراث الامة.
واكد ان الجامعة العربية تقوم بجهود حثيثة لحماية تراث الامة ومقدراتها الثقافية والحفاظ عليه وتشارك بكافة الفعاليات لتنسيق الجهود مع الدول الاعضاء في هذا الاطار ، مشددا في هذا الاطار على اهمية دور المجتمع المدني ومشاركته في حماية تراث الامة وموروثها الحضاري . من جهته اكد وزير الاوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ان الحفاظ على التراث جزء من الهوية العربية والاسلامية ، مشددا على ان الحضارة الاسلامية تقوم بالاساس على العمارة والحضارة وتؤمن بالابداع والفن.
وحذر من مغبة محاولات الارهاب طمس ومحو وتشويه هذا التراث فكريا وحضاريا وانسانيا بداية مما فعله التتار مع التراث الفكري كاحد الوصمات في تاريخ الانسانية من حيث الاعتداء على التراث الانساني وصولا لما فعله تنظيم داعش الارهابي في الموصل وسوريا وهي وصمة اخرى في جبين الانسانية.
ونبه جمعة الى ان تنظيم داعش حاول اختطاف الدين الاسلامي وتشويه قيمه السمحة ودعا جمعة الى انتهاج جهود غير تقليدية لحماية التراث الثقافي من العابثين به والمحرفين له واعادة قراءة الموروث الثقافي والفكري بشكل يسهم في الحضارة العصرية . وشدد على ان الحضارة الاسلامية لم تقم على التدمير انما البناء والتشييد ومن يهدمون الحضارة والموروث الثقافي لا يفهمون الاسلام فهما صحيحا .
من جهته وجه الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تحية للجامعة العربية التي ما زالت تدفع بالعمل العربي المشترك إلى مستوى التطلعات. ونوه بدور بالجامعة العربية في دعم القضية الفلسطينية وتمسكها بالمبادرة العربية التي تؤكد أن كل الأرض مقابل كل السلام . كما وجه تحية الجامعة التي مازالت تناضل للحفاظ على هوية العرب الثقافية في ظل التهديدات والأخطار الجسيمة.
كما وجه تحية لكل من أسهم بالاحتفال بيوم التراث العربي الذي وحد العرب في العصور الوسطى. وقارب بين ثقافتهم المختلفة في العصر الوسيط الذي كانت أوروبا تعيش فيه في الظلام ، بينما كان العرب يحترمون العقل ويفردون له مكانا يسبق النقل الا اذا كان قرآنا أو سنة ويفتحون باب الاجتهاد.
ودعا الى الإبقاء على هذا التراث حيّا مشيرا إلى أنه يجدد نفسه على نحو منتظم. وقال إنه ما من شك ان تراثنا مثل أي تراث إنساني يحفل بكثير من الخرافة بسبب سيطرة النقل وغياب النقد والفصل المتعسف بين التراث وسياقه الزمني والاسباب التاريخية له مما يحول دون فهمه الصحيح وتأويلنا المتعسف لكثير من المنقول مما يوجب اعادة فحص هذا التراث وتقييمه لانه أشبه بالنهر الذي يكون في حالة تدفق مستمر ، مشددا على أنه لا تناقض بين تراثنا وبين رؤيتنا العصرية تجاه هذا التراث .
صاحب الاحتفال معرض للتراث الثقافي العربي مقدم من الدول الأعضاء لدى الجامعة العربية، بالإضافة إلى مشاركة الجهات العربية والدولية المعنية بالتراث، ومنها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (اسيسكو)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو)، ومنظمة الأمم المتحدة لتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة، مركز الابحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أرسيكا) – استانبول، المعهد الثقافي الافريقي العربي، والجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية، وكلية الآثار وكلية السياحة والفنادق بمصر .