أعلن العراق الاثنين أن خطة حوار أعلنها قبل أسبوع مع دول مجلس التعاون الخليجي، تتضمن التعاون في كافة المجالات بينها الأمن.
والثلاثاء الماضي، أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إقرار خطة الحوار الاستراتيجي الشامل لتطوير علاقات العراق مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال المتحدث باسم الحكومة سعد الحديثي الاثنين، إن “الخطة المستقبلية بين العراق ودول الخليج العربي التي أقرها مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير تتضمن المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، إضافة إلى الجانب الأمني وتحدياته”.
وأوضح الحديثي أن “الخطة ذات طبيعة عامة وسيتم إجراء لقاءات على مستوى اللجان المختصة بين الطرفين العراقي ومجلس التعاون الخليجي في وقت لاحق لبحثها”، دون تحديد موعد دقيق لذلك.
كما أشار إلى وجود “تحدّيات مشتركة بين العراق ومجلس التعاون الخليجي تتعلّق بالتطرف والإرهاب وحركة الإرهابيين وتمويلهم”.
والأسبوع الماضي قال العبادي خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة بغداد، إن مجلس التعاون اتخذ قرارا في قمته الأخيرة بالكويت (ديسمبر/كانون الأول 2017)، بشأن التعاون الاستراتيجي مع العراق باعتباره شريكا أساسيا.
وانقطعت علاقات العراق مع دول الخليج العربي بشكل كامل إبان غزو النظام العراقي السابق للكويت مطلع تسعينات القرن الماضي.
واستأنف الجانبان علاقات خجولة بعد إسقاط النظام السابق، حيث سادت المخاوف لدى دول الخليج من الصلة الوثيقة بين حكومة بغداد وإيران.
إلا أن العلاقات تحسنت على نحو ملحوظ بدءا من العام الماضي ويتبادل مسؤولون رفيعون الزيارات الرسمية.
وتشكل الخطة العراقية للحوار الاستراتيجي مع دول مجلس التعاون الخليجي خطوة مهمة على طريق عودة العراق إلى حضنه الخليجي بعيدا عن النفوذ الإيراني.
وكانت السعودية والعراق دشنا خلال العام الماضي أولى خطوات التقارب بعد قطيعة دامت 27 عاما.
وتوج البلدان تقاربهما بلقاء بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حيث أطلق الملك سلمان في 2017 أعمال مجلس التنسيق السعودي العراقي بحضور وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الساعي إلى اظهار قدرة الولايات المتحدة على التأثير في سياسات المنطقة في مواجهة نفوذ إيران.
وقال الملك سلمان أمام العبادي والوفد الوزاري الكبير المرافق له، إن “الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة”.
وأضاف “إننا نواجه في منطقتنا تحديات خطيرة تتمثل في التطرف والإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا، مما يستدعي منا التنسيق التام لمواجهة هذه التحديات”.
وعززت الرياض وبغداد خطوات التقارب بقرار إعادة افتتاح القنصلية السعودية في البصرة وإقامة مباراة تاريخية بين فريقي البلدين في استاد المدينة وكذلك باستئناف الرحلات الجوية والعلاقات التجارية.
والأحد أشار تقرير لمجلة إيكونوميست إلى أن التقارب السعودي العراقي أمر بات يؤرق إيران التي تخشى انحسار نفوذها في العراق.
وسلط التقرير الضوء على تحركات إيرانية مع حلفائه في العراق لعرقلة هذا التقارب بالترويج له بوصفه خطرا مذهبيا.