الأزمة السورية هي أزمة العرب فكراُ وسلوكاُ بامتياز

آخر تحديث : الأربعاء 14 مارس 2018 - 1:51 صباحًا
بقلم: د.نادر عكو
بقلم: د.نادر عكو

حتى نكون صادقين في حديثنا حول أزمة العرب على الساحة السورية – فلا بد من كسر قيود الاعلام الاستباقي الغربي المضلل والمتآمر والخروج من كابوس الأخبار المزيفه والمؤدلجه التي ترد الينا كسيول جارفه عبر وكالات الأنباء المؤدلجه والمرتبطه بالأعداء الحقيقيين لسوريا العربية – بهدف الكتابه بشفافية وموضوعية وتوصيل حقيقية ما يجري على الساحة العربية السورية .

وفق ذلك المفهوم يمكننا أن نقول – وفق خبرتنا الحياتية ومن خلال تتبعنا للحركة السياسية الميدانية في الوطن العربي لمدة طويله ومنذ أن تفتحت أعيينا على حركة التحرر العربي التي قادتها ثورة يوليو 1952 وتفاعلها مع المد القومي العربي في سوريا والعراق والمغرب العربي ومشاركتنا في حرب أكتوبر 1973 – نرى أن كل ما يجري في أي مكان في الوطن العربي هو صدى لصوت عربي تحرري خرج في مكان قريب أوبعيد.

ولذلك فأننا نجد بشكل بائن قيمة وفاعلية وحدة المسار السوري – المصري في مواجهة التحديات التي تواجهها الأمة العربية وهذه التحديات تتمثل في تدهور الدول الوطنية الحديثه من خلال أختراقات هنا وهناك يدخل من خلالها التأثير الغربي بواسطة خفافيش الظلام أتباع الغرب وأدواته الضاربه في داخل المجتمعات العربية حيث تقوم بخلخلة صلابتها وتحويلها عن أهدافها المشروعه في أمتلاك أرادتها وأعاقتها في تحقيق التنمية المستدامه وصولا الى الرفاهية التي تحقق طموحات الجماهير وهذا يعتبر بحد ذاته الخطر الأكبر الذي يهدد مصالح الغرب الوحشية والذي يسعى الى سرقة الموارد الطبيعية العربية وأستعباد مواردالعرب البشرية وتسخيرهم في أثارة الفتن في دول مستهدفه من قبل الغرب. الأزمة السورية جزء لا يتجزأ من أزمات الأمة العربية على كامل ترابها … أزمة فكر وسلوك وتبعية ….

فالفكر العربي على مستوى القيادات لا رابط له بل كل العلاقات البينية مبنية على الشك والتآمر وبالتالي سلوك الدول ذات السيادة مشتت وفق التبعية لدول تحصن وجودهم في السلطة.

لقد تخلص الغرب من العرب من خلال أعطاهم الاستقلال الظاهري والابقاء على تبعيتهم له نظراُ لحاجتهم الماسة له …أي لم يعلمهم كيف يقودون دولهم ولم يعطهم الأدوات التكنولوجية القادره على ردم فجوات الجهل التي تفصلهم عن الغرب بل أزدادت هذه الفجوات نتيجة التراكم المعرفي المتسارع للغرب على حساب العرب الذي أستثمر مواردهم في البحث العلمي فأنجز أنجازاته المتسارعه غير المسبوقه على حساب سرقة موارد العرب الطبيعية وأستعباد مواردهم البشرية هذه هي حقيقة التقدم الغربي على العرب ….

مشاريع الغرب في التدخل في الوطن العربي أنطلاقاُ من الساحة السورية : للغرب مشروعين هما : المشروع الأمريكي : ويتمثل في تصفية حساباته مع الدولة الروسية التي تنافسه في التواجد في محيط حوذ البحر المتوسط الذي بدأت موارده الطبيعية تتفجر بكميات هائله فكان لابد من الدخول الى سوريا وأقامة قواعد أنطلاق وصولا الى بسط نفوذه في دول البحر المتوسط مروراُ بمصر وأنتهاءً بروسيا بهدف أخراجها من المنافسه على مشاركته على الغاز. وأتخذ من بعض خفافيش الظلام أدواته في أختراق المجتمعات الداخلية وتهديد الدولة الوطنية السورية وتسليم رافعي الرايات الدينية السلطه في سوريا ومن ثم الانطلاق الى تدمير الدولة المصرية بنفس الطريقة والانتهاء بروسيا حيث سيرسل من تدرب على السلاح من الروس في الصراع في سوريا والذين يرفعون الرايات الطائفية لتدمير دولتهم كما فعل العرب في أفغانستان.

المشروع التركي هو مشروع مرحلي يأتي في سياق المشروع الأمريكي لادخال حلف الناتو في سوريا لاقتسام موارد الغاز في بحر المتوسط .وقد أتخذ أردوغان جماعات من خفافيش الظلام من رافعي الرايات الدينية لتحقيق هدفه المنشود في أقامة دولة الخلافه التي هي نوع من أضغاث أحلام أردوغان فكل سلوكه ينصب على السمسرة وأقتناص الفرص للربح الشخصي هو وأبنه …ودخوله الى عفرين يأتي في هذا السياق لتسهيل دخول حلف الناتو باعتباره عضو في الحلف فيقيض الثمن ويخرج من المعركه كما فعل بالسوريين الهاربين من آتون الحرب حيث باعهم الى الاتحاد الأوروبي بأبخث الأثمان . ويمكن أن نقول أن نهاية أردوغان قد قاربت على الاقتراب فهو يرقص رقصة الانتحار على الموسيقى الأمريكية التي تعودنا عليه من خلال نهاياتها بدراما مأساوية لكل من يرقص على أنغامها …

الغوطة الشرقية : تمثيلية شيطانية هدفها أعطاء صورة سلبية حول الجيش العربي السوري وتصويره الى العالم أنه قاتل ..وجعلها هدفاُ لتوجيه العالم عما يجري في الهجوم الوحشتي التركي الذي يدمر الحجر والشجر أمامه وهو يتقدم داخل الأراضي العربية السورية باتجاه عفرين ومنج لقضم الأراضي وضمها الى الدولة التركية كما ضم لواء أسكندرون العربي السوري بشكانه في سنة 1936 وأسماه محافظة هاتاي وجعل أهل أسكندرون أتراك ومنع عنه التحدث بالعربية … ففي الغوطة الشرقية مجموعات من المسلحين الخارجين على القانون ونصبوا أنفسهم أمراء حرب يمارسون الفساد وتجارة السلاح والبغاء والأعضاء البشرية وأصبحوا جزءاُ من العصابات الدوليةالتي تمارس صناعة الارهاب الدولي المتعدد الجنسيات والعابر للقارات الذي أصبح له مؤسساته العملاقة في كل الدول من مصانع للسلاح ووسائل النقل ووسائل الاتصالات المتقدمه . وهنا يأتي السؤال من قتل الأطفال في الغوطه ؟

إن الذي يقتل الأطفال في الغوطه هو نفسه الذي يقتل أطفال العاصمة السورية دمشق .. إنهم ميليشات الارهاب الذين تمركزوا في الغوطة ويطلقون الصواريخ على خمسة عشر مليوناُ من السكان السوريين الذين أتخذوا من دمشق سكناً لهم يبنون البنية التحتية للدولة الوطنية السورية ويدعمون أقتصادها من أجل البقاء وهم الرافد البشري للجيش العربي السوري باعتباره الجهاز المناعي للدولة الوطنية السورية …فالجهاز المناعي لا يقتل خلايا الجسم الموجبة التي تعمل على تقويته بل يقتل السرطانات التي تدخل لتحطم الجسم … وعندما تأتيهم الأوامر من أسيادهم يطلقوت رشاقات من الصواريخ على سكان دمشق الآمنين فيثيرون الرعب والخوف …..هؤلاء الذين خرجوا على الدولة العربية السورية هم نفسهم الذين أحتضنوا الدواعش الاتين من كل بقاع العالم …فكيف يمكن الحوار معهم وتسليمهم السلطه ؟

أشخاص يظهرون على الاعلام ويتحدثون عن المظلومية ويقدمون أنفسهم البديل … هم أنفسهم كانوا شركاء في الحكم قبل أن يخرجوا الى الخارج وسبيعوا أنفسهم … هم الذين اذاقوا الشعب العربي السوري الويلات.وهم الذين أدخلوا ثقافة الطائفية والحزبية … الشعب السوري يعرفهم بالاسم …ونظراُ لأنهم جاهزون للبيع في كل ألأسواق فقد أستطاعت قطر شراؤهم وأستعبادهم فتحولوا الى أدوات بيد الماسونية العالمية التي تدور في فلكها قطر وتركيا فأعطوا كل ما لديهم من أسرار الدولة الوطنية السورية الى الغربوهذا منتهى الخياته فكيف نستأمنهم على أسرار دولتنا من جديد …

تراهم يستغيثون بأمريكا وبريطانيا للتدخل وضرب الحكومة الشرعية في سوريا لتهديد الدولة الوطنية ..أذا ما تهدمت الدولة فلا يمكن أن تعود فهذا هو أيمان الجيش العربي السوري في حماية الدولة الوطنية وقد أعتبرها مسألة وجود وليس صراعأُ على الحدود … ماهو الحل وكيفية الخروج من هذا المأزق ؟

الحل يتمثل في ألآخذ بالحل المصري الذي استطاع من خلاله الشعب المصري مواجهة تهديد دولته وقيام ثورة 30 يونيو وبالتالي حمى دولته الوطنية من الانهيار وهاهو يتابع المسيرة من خلال رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامه بالتزامن مع العملية الشامله سيناء 2018 لسحق الارهاب …

فالدولة الوطنية الحديثه هي دولة المواطنة الحقيقية المبنية على الحداثه التي تتضمن الشفافية وأتخاذ الكفاءة والانتماء والولاء للدولة الوطنية أساساُ لها ولهذه الدولة أربعة دعائم رئيسية هي الشعب الذي يتمحور حول قيادته وجيش قوي هو الجهاز المناعي الذي يعمل ذاتياُ أنتماؤه وولاؤه للوطن ولغة عربية يتم من خلال الاتصال والتواصل وكتابة العلوم والتكنولوجيا التي يبدعها مواطنوها حتى يتم توطين هذه العلوم والتطنولوجيات في الدولة وتصبح ملكاُ لهم وفق ذلك فلا بد أن نفرق بين ضرورة تعلم اللغات الأجنبية للاستفادة من التواصل مع الخارج وبين التعليم باللغة العربية التي هي لغة البيان والتعبير عن أدق أحاسيس الانسان وبالتالي يمكننا توطين علومنا بلغتنا ….فلا وجود لأمة أو دولة بدون لغة ….

الوطنية هي أستثمار موارد الدولة وخصائصها الجغرافية والتاريخية لتقوية الدولة وتعميم الرفاهية لمواطنيها أضافة الى تعزيز موقعها السياسي في الداخل والخارج …والوطني هو كل يبذل قصار جهده ويتماهي في استثمارموارد الدولة الطبيعية والبشرية داخل الوطن ويحميها من الهدر والاستهلاك الجائر…..

وفي الختام ورسالة الى الشباب ….

أصنعوا مستقبلكم بأيدكم ….لا تتركوا للغرباء أن يصنعونه …فهم يصنعون مستقبلا يحقق مصالحهم فقط ..وبالتالي تصبحون قوم تبع ….لا طعم لكم ولا لون ولا رائحه … ولا تنتحروا قومياُ ….فالانتحار القومي هو الاهتمام بالسلبيات وعدم رؤية الايجابيات ….والسعي وراء الشائعات والحكايات المفبركه التي تفقدكم الأمل وتلهيكم عن العمل والاصلاح.

الحرب النفسية التي يركز عليها الاعلام الاستباقي الغربي المضلل والمتآمر بهدف أحباطكم وجعلكم غرباء في أوطانكم وصولا الى هروبكم الى الخارج لتستقبلك المافيات الدولية لتجنيدكم لصالحها أو تموتون في أعماق البحر المتوسط الذي أمتلاءت أعماقه بجثث العرب والأفارقة .

رابط مختصر
2018-03-14 2018-03-14
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر