دعا الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط اليوم الولايات المتحدة لإعادة النظر في قرارها بشأن تخفيض مساهمتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وسداد مساهمتها كاملة في موازنة الوكالة لعام 2018.
وحذر ابو الغيط في كلمته امام المؤتمر الوزاري الاستثنائي لدعم الأونروا الذي انطلقت اعماله في روما ، من خطورة التعدي على دور الأونروا، أو تقليص هذا الدور أو إضعافه.. خاصة في ظل ما تعنيه الأونروا لحياة خمسة ونصف مليون فلسطيني، و ما ينطوي عليه تعثر عملياتها أو تراجع قدرتها على الوفاء بمهامها من تبعات انسانية وأمنية وسياسية خطيرة.
وشدد ابو الغيط في كلمته على أن الأونروا ليست –فقط- وكالة لتقديم الخدمات الإنسانية أو جمعية للإحسان ، بل انها تعبر في الأساس عن التزام سياسي من جانب المجتمع الدولي –منصوص عليه في قرارات أممية- إزاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين التي لم يستطع الحيلولة دون وقوعها منذ سبعين عاماً، ثم فشل في علاجها طوال هذه العقود الممتدة. وقال ان الأونروا تعكس هذه المسئولية الدولية المشتركة إزاء مصير شعب جرى تشريده، وما زال أبناؤه يعيشون على حلم العودة إلى الوطن يوماً.
ونبه ابو الغيط الى ان إن قضية اللاجئين الفلسطينيين ليست مأساة إنسانية فحسب، وإنما هي قضية سياسية في المقام الأول، حيث ان ملف اللاجئين، هو أحد قضايا الحل النهائي .. ومحاولات تصفية هذه القضية الأساسية، أو شطب ذلك الملف وسحبه من طاولة التفاوض، عبر تقليص دور الأونروا أو المساس بولايتها، أو دمجها بالمفوضية السامية لشئون اللاجئين، هذه المحاولات مكشوفة ومرفوضة ولن يُكتب لها النجاح، ولن تؤدي سوى إلى مزيد من التشبث من جانب الفلسطينيين والعرب بحق اللاجئين في حل عادل لقضيتهم بعد كل المُعاناة التي تعرضوا لها.
وقال ابو الغيط ان ما تحتاج إليه هذه الوكالة الدولية هو آلية جادة ومستقرة توفر تمويلاً مستمراً وثابتاً ويُمكن التنبؤ به.. على أن يتناسب هذا التمويل وحجم عمليات الأونروا، والزيادة الطبيعية في أعداد اللاجئين.
واكد ابو الغيط اهمية تجنيب الأونروا التعرض لأزمات متكررة كتلك التي واجهتها في الفترة الأخيرة .. وبحيث لا تعيش هذه الوكالة دائماً على “الحافة المالية”، شهراً بعد شهر، وعاماً بعد عام.
وقال ابو الغيط إن تقليص موازنة الأونروا يرسل إلى الفلسطينيين رسالة بالغة الخطورة مؤداها أن العالم ليس معهم، ولا تهمه مأساتهم، ولا تعنيه معيشتهم، ولا يعبأ بمستقبلهم ، معتبرا ان هذه رسالة خطيرة لأنها تجعل كل فلسطيني، لاجئاً كان أم غير لاجئ، يفقد الثقة في نهج التسوية السياسية للنزاع.
وشدد على ان الأونروا واحدة من نقاط الضوء القليلة التي تمنح الفلسطينيين بعض الثقة والأمل في المستقبل، حيث مكنت ملايين الفلسطينيين من العيش بكرامة لسنوات، والكرامة –كما أشارت حملة الأونروا عن حق- “لا تقدر بثمن”.. وقد ساعدت مدارس الأونروا –التي تخدم نصف مليون طالب- في تنشئة أجيال فلسطينية متعلمة وقادرة على الإسهام الإيجابي في المجتمع.
وناشد ابو الغيط العالم أجمع ألا يُغلق هذه النافذة في وجه شعب عانى الكثير ويُعاني الكثير.