أثارت المقتطفات التي نشرتها أخيرًا صحيفة “يديعوت أحرونوت” حول مذكرات رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، والذي قضى في السجن نحو سنة ونصف وأطلِق سراحه في العام الماضي الكثير من ردود الفعل في إسرائيل، ويكشف من خلال هذه المذكرات جزءا من كتاب سيرته الذاتية الذي كتبه في السجن، وبالرغم من أن الكتاب لم يصدر بعد إلا أنه بدأ يثير عاصفة وردود فعل سياسية قوية الآن، فقد تطرق أولمرت في الكتاب إلى عدد من المواضيع الشخصية والسياسية الشائكة، وإلى تعامله مع السياسيين الإسرائيليين الكبار.
وأشار أولمرت أنه خلال الفترة التي كان فيها مسجونا حرص على أن يشارك في المناوبات مثل سائر السجناء، بجانب أنه كان يقوم بكنس الأرضية ومسحها وتقطيع الخضراوات وتحضير الطعام، مضيفًا أنه كان يفعل ما يرغبه قدر المستطاع ويتصرف كالجميع، دون أن يحظى بأي معاملة خاصة أو متحيزة.
وفتح أولمرت النيران على عدد من المسئولين الإسرائيليين السابقين مثل “بنيامين نتنياهو” بوصفه بأنه سياسي يتلاعب بأموال الإسرائيليين وأن الكثير من السجناء كانوا يسخرون منه ويطالبون بضرورة سجنه، خاصة مع متابعتهم لأخباره في القنوات الإخبارية الإسرائيلية واطلاعهم على الفساد المتورط به، وأشار أولمرت أيضا إلى أن رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، توسل إليه للانضمام إلى قائمة حزب “كاديما”، في الانتخابات وكشف أن باراك يعيش في حالة من الضياع السياسي والكذب، وهو ما يؤثر في الكثير من سلوكه السياسي.
ويشير موقع المصدر الإسرائيلي في تقرير له إلى أن هناك شبهات من أن أولمرت يرغب في الانتقام من المقربين منه ممن قدموا شكوى إلى الشرطة حول الفساد وشهدوا ضده ومن بينهم نتنياهو خاصة وأن “توقيت” نشر هذه المذكرات غير طبيعي بالمرة، وتساءل الموقع عما إن كان أولمرت يسعى إلى تحسين صورته وسمعته اللتين تضررتا؟ وهل يريد كسب مكانة ذات تأثير على الجمهور في هذا التوقيت بالتحديد؟
