شهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأحد، انطلاق فعاليات “أيام الشارقة التراثية” في دورتها الـ 16 تحت شعار “بالتراث نسمو” والتي ينظمها معهد الشارقة للتراث.
جاءت الدورة الـ(16) لأيام الشارقة التراثية، التي انطلقت، أمس الأول وحتى 21 من إبريل الجاري؛ لتؤكد اهتمام إمارة الشارقة على تأصيل الهوية والثقافة وما تحملهما من عادات وتقاليد للشعوب صارت مع مرور الزمن تراثا موروثا للأجيال المتعاقبة لا يمكن تجاهله من قبل الشعوب المحبة لتراثها.
وفي إطار هذا المعنى قال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة للفعالية، إن أيام الشارقة التراثية تحظي بدعم كبير ومستمر من قبل حاكم الشارقة منذ النسخة الأولى وبفضل هذا الدعم أصبحت نموذجًا يحتذى في تنظيم المهرجانات الثقافية الشعبية الكبرى.
وأضاف: “خلال أيام الشارقة التراثية نستحضر أصالة الماضي ونطلع الجيل الجديد على تاريخ الأجداد ونقدم لهم تعريفًا بتلك الحرف والمهن والعادات والتقاليد ونعرض لهم بعض محطات وملامح حياة الآباء والأجداد”.
ولفت “المسلم” إلى أن شعار أيام الشارقة التراثية لهذا العام “بالتراث نسمو” يمثل استراتيجية ونهج الإمارة بشكل عام ومعهد الشارقة للتراث بشكل خاص من خلال الفعاليات السنوية والموسمية التي تسمو وترتقي بالتراث مضمونًا وشكلًا وتكرم رواده والمبادرين فيه، ويرمز الشعار إلى صون التراث والحفاظ على الهوية الثقافية والخصوصية المحلية.
كان حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قد افتتح فعاليات “الأيام”، أمس الأول الأحد، وسط بهجة المشاركين، كما قام “القاسمي” بجولة على أجنحة الدول المشاركة ليطلع على جديدها في دورة هذا العام.
واستهل حاكم الشارقة جولته بزيارة منصة القيادة العامة لشرطة الشارقة واستمع إلى شرح واف من مشرفي المنصة حول بدايات العمل الشرطي في الإمارة والإنجازات التي حققتها خلال مسيرتها.
واطلع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على بيئات الإمارات الزراعية الجبلية والصحراوية ضمن الفعاليات المشاركة في أيام الشارقة التراثية، وشاهد عرضًا حيًا لحرفة سقي الماء باستخدام “اليازرة”.
وتوقف عند عدد من منصات الدوائر والمؤسسات المحلية ومنها جناح نادي الشارقة للصقارين متعرفًا على أنشطة وتاريخ وأعمال النادي.
وتوقف “القاسمي” عند منصة جمهورية التشيك “ضيف شرف أيام الشارقة التراثية”، وتعرف فيها على معروضات المنصة وما تحتويه من فنون تشكيلية تراثية وتاريخية، وعروض متنوعة من الفنون المعاصرة والتقليدية وبرنامج المشاركة التشيكية والذي يتضمن العديد من العروض المسرحية والموسيقية والأدبية وورش العمل الفنية.
كما توقف في معرض “ماض وذكريات من السعودية والإمارات” للفنان التشكيلي السعودي عبد العزيز المبرزي، وتعرف على ما تضمه المنصة من أنشطة وبرامج وفعاليات وعروض فنية شعبية وحرفية وفنية تعكس عراقة التراث السعودي وخصوصيته وتقاطعاته مع التراث المحلي الإماراتي خصوصًا والخليجي عمومًا ومن ضمنها لوحات لمعالم تاريخية في البلدين.
وافتتح حاكم الشارقة متحف “النابودة” بعد أعمال الترميم واستحداث عدد من القاعات الذي تشرف عليه هيئة الشارقة للمتاحف.
وتعود ملكية هذا البيت الأثري الذي تم تشييده عام 1845 لصاحبه الإماراتي عبيد بن عيسى بن علي الشامسي الملقب بـ”النابودة”، وهو تاجر لؤلؤ في الخليج العربي استطاع أن يوسع شبكة علاقاته التجارية لتشمل مناطق الخليج العربي والهند وصولًا لأوروبا.
وكان البيت يشكل تحفة معمارية بارزة خلال تلك الحقبة التاريخية خاصة وأنه من أوسع البيوت وأكبرها مساحة في المنطقة، فضلًا عن موقعه المميز في قلب الشارقة على مقربة من حصن الشارقة والميناء والأسواق الرئيسية.