الجميع تيقنوا بأن قارتنا الحبيبة كعكة شيقة ولذيذة مع فيتامينات مفيدة للغاية.. وتوصلوا أيضا إلى نتيجة مفادها أن رغبة الأفريقيين للتحكم في أمورهم واستغلال هذه الفيتامينات لصالحهم ولمستقبلهم لا تزال في مستواها الضئيل.. ومن ثم يريد الجميع (الصين, روسيا, أمريكا وغيرهم) قطعة من الكعكة.
لقد بدأ الكثيرون في إفريقيا وخصوصًا جنوب صحرائها – بعد سلسلة أحداث – يدركون أن نظرة المؤسسات الصينية نفسها تجاه إفريقيا لا تخلُ من العنصرية, والكبريائية التي يشكون منها في علاقاتهم مع الغرب؛ رغم “الصداقة العميقة”، والتعاون الاستثماري بين الصين وإفريقيا.
ومن جانب آخر, يعرب مسئولون أمريكيون عن مخاوفهم بشأن تزايد قوة العلاقات الصينية الأفريقية – مشيرين إلى ارتفاع الديون التي تتكبدها بعض الدول الإفريقية مع قبولها المتزايد للقروض الصينية. ووفقًا لبعض التقديرات الأمريكية، فإن دولة جيبوتي تدين بأكثر من 1.2 مليار دولار إلى الصين.
ورغم كل ما سبق, فإن الحقيقة هنا أن الصين – على عكس الولايات المتحدة – تظهر دائمًا في القارة مع دفتر شيكات سخي بدون شروط معتادة في العلاقات الأمريكية الأفريقية. والصين هي الدولة الوحيدة الراغبة في تحمُّل المخاطر بالاستثمار في الدول الأفريقية التي يتجنبها المستثمرون من الغرب.