“أبو الغيط”: أطراف إقليمية ودولية تسعى لتحقيق أهداف سياسية على حساب جثث السوريين ولابد من استراتيجية لتسوية الأزمة الراهنة

آخر تحديث : الأحد 15 أبريل 2018 - 6:38 مساءً
“أبو الغيط”: أطراف إقليمية ودولية تسعى لتحقيق أهداف سياسية على حساب جثث السوريين ولابد من استراتيجية لتسوية الأزمة الراهنة
الظهران - هالة محمود:

>> تآكل الحضور العربي الجماعي في معالجة الأزمات يغري الآخرين للتدخل في شئوننا والعبث بمُقدراتنا

>> ندعو للتصامن العربي مع السعودية في اجراءاتها للتصدي لصواريخ ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا لصون أمنها واستقرارها

طالب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط بضرورة اجراء حوار عربي جاد ومعمق حول الأولويات الكبرى للأمن القومي العربي، محذرا من ان الازمات المشتعلة في بعض أركان العالم العربي سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، فضلاً عن القضية الرئيسية؛ فلسطين تُلقي بظلال من انعدام الاستقرار على المنطقة بأسرها وتخصم من رصيد الامن القومي الجماعي. وقال ابو الغيط في كلمته امام افتتاح القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين اليوم في منطقة الظهران بالمملكة العربية السعودية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ان استمرار تلك الازمات من دون حل دائم أو تسوية نهائية ويُعرقل جهود النهضة والاستقرار والأمن.

وانتقد ابو الغيط غياب التوافق على مفهوم موحد للأمن القومي العربي على مدار السنوات الماضية، موضحا ان تآكل الحضور العربي الجماعي في معالجة الأزمات هو ما يُغري الآخرين بالتدخل في شئوننا والعبث بمُقدراتنا.

واضاف ابو الغيط ان إن التحديات الحالية تفرض علينا جميعاً التفكير في إجراء حوار جاد ومعمق حول الأولويات الكبرى للأمن القومي العربي، وبحيث يجري تدشين توافق أكبر حولها وتناغم أوسع في شأن كيفية ضبط إيقاع تحركنا الجماعي والمشترك إزاء كافة التهديدات وطرح ابو الغيط ملاحظاته بشأن الوضع العربي في ملخصها في عدة نقاط :وقال ابو الغيط ان القضية المركزية -فلسطين- تشهد انتكاسة رئيسية تمثلت في الإعلان الأمريكي غير القانوني بشأن مصير القدس .. وقد نجح الجهد العربي في حشد موقف دولي مناوئ للطرح الأمريكي الذي انحرف عن طريق الحياد.

وطالب ابو الغيط بمزيد من الدعم السياسي والمادي لتمكين الفلسطينيين من الصمود أمام مخططات تصفية قضيتهم واختزال حقوقهم السامية في الحرية والدولة المستقلة في مجرد حفنة من الامتيازات الاقتصادية.. كما اكد اهمية دعم رؤية الرئيس محمود عباس في هذا السياق باعتبارها أمراً ضرورياً حتى تشعر إسرائيل ومن يوالونها بأن العرب لا زالوا يقفون بقوة مع أهل فلسطين.. وأن محاولات شق الصف أو إشاعة الفرقة بينهم لن تفلح في تحقيق أهدافها الخبيثة.. وتبقى الوحدة الفلسطينية المنشودة هدفاً محورياً ومُلحاً تأخر إنجازه وطال انتظاره ..برغم الجهود الكبيرة التي بُذلت في هذا المضمار.

وعلى صعيد الازمة السورية : قال ابو الغيط ان الشعب السوري، دفع ولا يزال، أبهظ الأثمان، في النفس والكرامة والمال، على مدار سنوات سبع لم يجن فيها سوى الخراب والدمار وتفتيت السيادة الوطنية، وتصاعد الافتئات الأجنبي على أراضيه ووحدة ترابه.

وقال ابو الغيط انه كما يتحمل النظام السوري مسئولية كبرى عن انهيار الوطن وتهجير الشعب وإهدار الاستقلال والقضاء على الأمل في غد كريم .. فإنني لا أبرئ ساحة لاعبين إقليميين ودوليين يسعى كل منهم إلى تحقيق أهداف سياسية واستراتيجية على جثث السوريين وعلى أنقاض أحلامهم في حياة طبيعية داخل وطنهم العزيز على قلوب العرب جميعاً.

وقال ان الصواريخ والقذائف -المحلية والأجنبية- تساقطت على رؤوس السوريين لتذكرهم بأن تطلعاتهم المشروعة في استعادة وطن حر وآمن لكل مواطنيه، لا تزال بعيدة مع الأسف واعرب ابو الغيط عن امله في أن يستعيد حكماء العرب زمام الموقف .. وأن تتمكن الدول العربية من صياغة استراتيجية مشتركة تسهم في الدفع بالحل السياسي على أساس مسار جنيف والقرار 2254، وبما يحقن دماء السوريين ويعيد إليهم الأمل في بناء وطن جديد على أنقاض ما تم تدميره.

وعلى صعيد التدخلات الايرانية قال ابو الغيط ان التدخلات الإقليمية في الشأن العربي استفحلت حتى بلغت حداً غير مسبوق من الإجتراء.. وعلى رأسها التدخلات الإيرانية التي لا تستهدف خير العرب أو صالحهم .. ولعل اليمن مثال بارز على هذه التدخلات التخريبية موضحا ان الايرانيين استفادوا من هشاشة الوضع اليمني، ، ليحققوا مأرباً قديماً بالولوج إلى الساحة الخلفية للمملكة العربية السعودية .. وأمسكوا بتلابيب اليمن منقلبين على الشرعية الدستورية ومشجعين بعض العصابات المارقة لتضرب عرض الحائط بكل القواعد السياسية والإنسانية .. حتى صارت الميلشيات التابعة لهم مصدراً لعدم الاستقرار داخل اليمن، وتهديداً لأمن السعودية والجوار.

ودعا ابو الغيط العرب جميعاً أن يقفوا وقفة واحدة ويتحدثوا بصوت موحد لإدانة هذا التخريب والتدمير والعدوان والتضامن مع المملكة في الإجراءات الجادة التي تقوم بها لصون أمنها ومصالحها وحماية مواطنيها وكذلك من أجل استعادة الاستقرار لهذا البلد بعد سنوات من الاحتراب والفوضى.

كما اكد ابو الغيط اهمية توفير التمويل اللازم لتمكين الجامعة العربية من القيام بدورها ازاء القضايا الراهنة.

وقال إن الجامعة العربية هي بيت العرب جميعاً ، لا تقوى إلا بهم وتضعف إن هم وهنوا أو تراجعت إرادتهم.

واضاف انني أشرف دوماً بكلمات التأييد والمساندة من القادة العرب للجامعة ولأمينها العام ، وأتطلع طوال الوقت أن يترجم هذا الدعم السياسي المُقدر إلى دعم مادي تشتد الحاجة إليه من أجل تمكين الجامعة من التحرك الفاعل والفعال في مختلف الساحات والقضايا .. واعرب عن ثقته في ان أن القادة العرب لن يقبلوا أن تنزوي الجامعة أو أن يهمش دورها ويتراجع تأثيرها بسبب ضغوط العجز المالي.

وقال ان ما تم من تطوير في أداء الأمانة العامة على مدار العامين الماضيين يُشجعنا على استكمال طريق تطوير الجامعة، أمانة ومنظومة، بما يُلبي طموحات الجميع في منظمة فاعلة، راقية الأداء.

ونوه ابو الغيط بجهود دول عربية ومنها المملكة السعودية حيث تقوم بعمل دؤوب وخلاق لبناء تنمية مُستدامة حقيقية تخدم المواطن العربي وترتقي بمستوى معيشته .. كما اكد ابو الغيط على اهمية تضافر الجهود من اجل اقتلاع جرثومة الإرهاب و تجفيف المنابع، المالية والفكرية، التي يتغذى عليها التطرف.

رابط مختصر
2018-04-15
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر