شن مسلحون هجوما السبت على معسكرين لبعثة المنظمة الدولية ولقوة برخان الفرنسية في تمبكتو أسفر عن مقتل أحد جنود حفظ السلام وإصابة حوالي 20 شخصا بجروح. ووصف مصدر أمني أجنبي الهجوم بأنه الأول بهذا الحجم ضد مينوسما (بعثة الأمم المتحدة في مالي) في تمبكتو.
استهدف هجوم “غير مسبوق”، شنه مسلحون يرتدون بزات جنود الأمم المتحدة، معسكرين لبعثة المنظمة الدولية ولقوة برخان الفرنسية في تمبكتو، وأسفر عن سقوط قتيل وحوالي عشرين جريحا.
وقتل 15 مهاجما على الأقل خلال هجوم كان يهدف إلى “السيطرة”على معسكر “سوبر كامب” التابع للأمم المتحدة وقوة برخان الفرنسية السبت في تمكبتو في شمال مالي، بحسب ما أعلنت السلطات الفرنسية الأحد.
وأشارت هيئة الأركان الفرنسية الأحد إلى أن الهيئات الطبية الفرنسية في غاو، على بعد 320 كيلومترا شرق تمبكتو، تكفلت بمعالجة سبعة جنود فرنسيين أصيبوا أيضا في الهجوم.
وبدأ الهجوم بعيد الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش، في مرفأ المدينة الواقعة في شمال مالي حيث يتمركز فيها جنود قوة الأمم المتحدة ورجال من علية برخان الفرنسية.
واستخدم المسلحون قاذفات صواريخ بعد أن وصلوا على متن آليات مفخخة.
وقالت وزارة الأمن المالية في بيان، إنه بينما كان المعسكرين يتعرضان “لحوالي عشرة صواريخ”، حاول رجال يرتدون بزات قوة حفظ السلام الدولية “التسلل” إلى المنطقة العسكرية على متن آليتين مفخختين.
وتحمل إحدى الآليتين شعار القوات المسلحة المالية والثانية الاسم المختصر للأمم المتحدة. وقد انفجرت الأولى بينما تم “إبطال مفعول” الثانية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة إن أحد جنود حفظ السلام قتل “خلال تبادل لإطلاق النار”. وجرح نحو عشرة آخرين. وقالت وزارة الأمن المالية إن نحو “عشرة جرحى” سقطوا في “صفوف قوة برخان”.
وانتهت المعارك قرابة الساعة 18,30 بحسب الوزارة، أي بعد أكثر من أربع ساعات على بدئها. وأكدت باماكو وبعثة الأمم المتحدة أنهما استعادتا السيطرة على الوضع.
وتحدثت قوة الأمم المتحدة في تغريدة على تويتر عن “هجوم كبير معقد” جمع بين “قذائف الهاون” و”تبادل إطلاق النار” و”هجوم بآلية مفخخة”.
وقال مصدر أمني أجنبي لوكالة فرانس برس “إنه الهجوم الأول بهذا الحجم ضد مينوسما (بعثة الأمم المتحدة في مالي) في تمبكتو”.
من جهته، أكد مسؤول محلي لفرانس برس “أنه هجوم غير مسبوق. تخلله إطلاق قذائف، وصواريخ، وانفجارات، وقد يكون هناك انتحاريون”.
البعثة الأكثر كلفة في الخسائر البشرية
تضم قوة الأمم المتحدة التي نشرت في 2013 في مالي حوالي 12 ألفا و500 عسكري وشرطي. وهي حاليا البعثة الأكثر كلفة في الخسائر البشرية بين عمليات حفظ السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة.
وقبل هجوم السبت، كانت حصيلة قتلاها قد بلغت 160 جنديا بينهم 102 سقطوا في أعمال عدائية، أي أكثر من نصف الجنود التابعين للأمم المتحدة الذين قتلوا في هذه الفترة في العالم.
ويفترض أن تتلقى في الأشهر المقبلة تعزيزات كندية، بعدما أعلنت أوتاوا في 19 آذار/مارس قرارها نشر مساندة جوية تشمل مروحيات وجنودا لحفظ السلام لمدة عام واحد في مالي.
وسيطرت جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة على شمال مالي من آذار/مارس-نيسان/أبريل 2012 إلى كانون الثاني/يناير 2013 عندما أطلقت عملية عسكرية دولية بمبادرة من فرنسا.
وعلى الرغم من تشتيت هذه الجماعات وطردها، ما زالت مناطق بأكملها من البلاد خارجة عن سيطرة القوات المالية والفرنسية وقوة الأمم المتحدة رغم التوقيع في أيار/مايو وحزيران/يونيو 2015 على اتفاق سلام كان يفترض أن يسمح بعزل الجهاديين.
تدريبات عسكرية
منذ 11 نيسان/أبريل، يقوم حوالي 1500 عسكري أفريقي وأمريكي وأوروبي بمناورات في غرب وشمال النيجر للتدرب على مواجهة التهديدات الإرهابية.
ويفترض أن تعزز هذه التدريبات فاعلية قوة دول الساحل الخمس التي سيبلغ عديدها في منتصف 2018 خمسة آلاف جندي من مالي والنيجر وموريتانيا وتشاد وبروكينا فاسو.
من جهة أخرى، تحدث ممثل مفوضية حقوق الإنسان في مالي غيوم نغيفا الخميس عن “إعدامات تعسفية شكلت 95 شخصا على الأقل” في منطقة ميناكا المحاذية للنيجر.
وتحوم الشبهات حول مجموعتين مسلحتين تشاركان في عمليات إحلال الأمن مع القوات الفرنسية والمالية وهما “مجموعة الدفاع الذاتي للطوارق إيمغاد وحلفاؤها” (غاتيا) وحركة “إنقاذ أزواد” اللتان نفتا أي تورط لهما.
ويشتبه بأن المجموعتين تستغلان قربهما من قوة برخان لتصفية خلافات قديمة على أراض خصوصا مع قبائل الفولاني.