غادر 500 لاجئ سوري، اليوم الأربعاء، بلدة شبعا في جنوب لبنان، في طريق عودتهم إلى بلدهم، في خطوة تأتي بالتنسيق بين السلطات السورية والأمن العام اللبناني.
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في لبنان في بيان الأربعاء عدم مشاركتها في هذه العودة “نظراً إلى الوضع الإنساني والأمني السائد في سوريا” في وقت كانت منظمات دولية قد حذرت من إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم.
ووصلت صباح الأربعاء 15 حافلة سورية إلى بلدة شبعا في جنوب لبنان بمواكبة مشددة من الأمن العام اللبناني.
وأقلت الحافلات 500 لاجئ سوري قصدوا البلدة منذ سنوات هرباً من المعارك في قريتهم بيت جن الواقعة في الغوطة الغربية لدمشق والقريبة من الحدود اللبنانية من جهة شبعا.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أن العملية تمت بإشراف الأمن العام اللبناني ووفق لوائح معدة مسبقاً. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أنهم سيعودون إلى “منازلهم في بيت جن ومزرعة بيت جن في ريف دمشق”.
ويؤوي لبنان راهناً نحو مليون لاجئ سوري فروا خلال سنوات الحرب من مناطقهم ويعيشون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية. ويعاني أكثر من نصفهم من “فقر مدقع” وفق الأمم المتحدة.
وأعلنت السلطات السورية نهاية ديسمبر إخراج عشرات المقاتلين من فصائل جهادية ومقاتلة من بين جن إلى شمال البلاد، لتصبح الغوطة الغربية لدمشق بأكملها تحت سيطرة الجيش السوري.
وقال شاب لم يذكر اسمه قبل صعوده إلى الحافلة في شبعا “الحمد لله أننا عائدون إلى بلدنا. ماذا نقول أكثر من ذلك؟”.
وأضاف “أن يبقى الشخص في بلده أفضل من أي مكان آخر”.
وحذرت منظمات دولية في وقت سابق الدول المضيفة من إجبار اللاجئين على العودة إلى بلدهم في ظل استمرار العنف فيها.
وأعلنت مفوضية شئون اللاجئين في بيروت في بيان الأربعاء أنها “لا تشارك في تنظيم هذه العودة أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة، ً بالنظر إلى الوضع الإنساني والأمني السائد في سوريا”.
لكنها قالت إنها “مع ذلك، تحترم القرارات الفردية للاجئين بالعودة إلى بلدهم الأصلي، عندما تتخذ دون ضغوط لا مبرر لها، وبعد تقييمهم المعلومات المتاحة لهم بعناية”.
ومطلع شهر فبراير، تحدثت منظمات دولية بينها المجلس النروجي للاجئين و”سايف ذي شيلدرن” و”كير” في تقرير مشترك عن مسارات مثيرة للقلق يتم إتباعها للترويج لإعادة اللاجئين في عام 2018.
وذكر التقرير أن “مئات آلاف اللاجئين في خطر أن يتم دفعهم إلى العودة إلى سوريا في عام 2018 رغم استمرار العنف والقصف الذي يهدد حياة المدنيين”.