“الجامعة العربية” تنظم ندوة حول الاستيطان الاستعماري في فلسطين وتدعو لتحرك دولي لردع جرائم إسرائيل

آخر تحديث : الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 2:32 مساءً
“الجامعة العربية” تنظم ندوة حول الاستيطان الاستعماري في فلسطين وتدعو لتحرك دولي لردع جرائم إسرائيل
هالة محمود:

نددت جامعة الدول العربية مجددا بمخطط الاستيطان الاستعماري الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة والذي يستهدف ابتلاع الارض والانسان الفلسطيني ومصادرة الحقوق التي اقرتها القوانين والمواثيق الدولية.

واكد السفير سعيد ابو علي الامين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة ان ممارسات الاحتلال الاسرائيلي على الارض تكشف نوايا اسرائيل وعدم وجود جدية لديها لأي عملية سلام ممكنة ، خاصة في ظل التوسع الاستيطاني والتهجير القسري للفلسطينيين.

جاء ذلك خلال كلمته امام الندوة التي نظمتها الجامعة العربية تحت عنوان الاستيطان الاستعماري في ارض فلسطين المحتلة ، التي عقدت اليوم بمشاركة عدد من المسؤولين الفلسطينيين و ممثلي قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة لدى الجامعة العربية . وشدد السفير الدكتور ابو علي على دعم ومساندة الجامعة العربية للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية الامة المركزية ، منوها ايضا بدور المجتمع المدني السند والمساند للمقاومة الفلسطينية والتحركات المبذولة اقليميا ودوليا لمواجهة خروقات اسرائيل للارادة الدولية و مجلس الامن والنظام الدولي والعمل على ردع جرائمها بحق الشعب الفلسطيني .

من جانبه اكد الوزير وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار و الاستيطان ان الواقع مؤلم في ارض فلسطين في ظل المشاريع الاستيطانية الاستعمارية المتواصلة منذ احتلال ارض فلسطين مؤكدا ان الشعب يواصل مقاومة مخطط الاحتلال الذي يسعى لترسيخ مشروع استيطاني لاقامة دولة يهودية بلا فلسطين او عرب او اي دين وتشترط الاعتراف بالدولة اليهودية من اجل تحقيق السلام ، وتنسف في الوقت ذاته الحق التاريخي للفلسطينيين فضلا عن تزييف الحقائق التاريخية حول اصحاب الارض الحقيقيين.

واستعرض عساف مخططات الاحتلال لتوسيع الاستيطان عبر التاريخ منذ خطة الون في 1976 عبرا بخطة دروبلس وخطة شارون لفصل التجمعات الفلسطينية وتقسيم الضفة الغربية واقامة انظمة الفصل والخنادق لعزل الاغوار المستهدفة للضم ، فضلا عن المشاريع الاستعمارية الاسرائيلية في القدس والتوسع في الكتل الاستيطانية.

وقال عساف ان هناك 11 كتلة استيطانية تفصل الاراضي الفلسطينية ،بالاضافة الى البؤر الاستيطانية الاخرى ، كما ان هناك مخططا للتهجير القسري كما هو في الاغوار التي لا يسمح فيها باقامة شبكة كهرباء او مياه ويحرم اهلها من الخدمات.

واوضح ان سياسة هدم الاحتلال لمنازل الفلسطينيين متواصلة لترسيخ التهجير القسري لافتا الى ان هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تقوم خطتها على اعادة بناء المنازل المدمرة وتقديم الاغاثات السريعة للمتضررين وتقوم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم باعادة بناء المدارس والتنسيق ايضا في هذا الجانب مع لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية ردا على كل ما يقوم به الاحتلال من اجراءات للتهجير القسري وحرمان الفلسطينيين من الخدمات.

وندد الوزير عساف بقرار محكمة الاحتلال المرتقب غدا بهدم تجمع الخان الاحمر شرقي القدس مؤكدا انه سيكون يوما فاصلادنظرا لجرائم الاحتلال ومواصلة عمليات التهجير القسري.

وقال عساف ان اسرائيل خصصت للاستيطان ميزانية تفوق موازنة السلطة الفلسطينية بالكامل فضلا عن فرض سيطرتها العسكرية على الارض واصدار الاوامر العسكرية الرامية لتغيير البيئة القانونية لنهب وسرقة الاراضي وحماية المستوطنات واصدار التشريعات التي ترسخ لسياسة الاحتلال.

كما ندد عساف في هذا الاطار بمشروع اسرائيل لتسوية الاستيطان ونزع ملكية الاراضي من اصحابها ومنحها للمستوطنين في تحد سافر لاول مرة في التاريخ ومناف للمادة الثامنة من ميثاق روما الذي يعتبر هذا التصرف جريمة حرب.

وقال عساف ان هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لديها خطة تحرك تسعى في اطارها لتعزيز الصمود ومساندة الفلسطينيين ودعم اعادة البناء لما تم تدميره من المنازل والمدارس وتقديم الخدمات وبناء المدارس ، بالاضافة الى التحرك القانوني لمقاومة عمليات الهدم التي تقوم بها سلطات الاحتلال ، وكذلك توفير وحدات اراض في محيط الجدار من اجل زراعتها ومقاومة مصادرتها من قبل الاحتلال ، فضلا عن دعم وتعزيز التعليم والصحة وتمهيد الطرق واقامة شبكات المياه وتوزيع اللوحات الشمسية لتوفير الكهرباء وشق الطرق ، لافتا الى ان هناك 75 اتفاقية لتوسيع المشروعات في المنطقة ج والتصدي لكل اعتداءات الاحتلال والعمل على توفير الحماية للشعب الفلسطيني ، وكذلك توثيق جرائم الاحتلال لتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة وملاحقة مرتكبيها.

كما أكد الوزير عساف، على خطورة القرار الامريكي بشأن القدس وتداعياته الخطيرة، مؤكدا إن إسرائيل خارجة على القانون الدولي، وأنها بنيت على ايديولوجية استيطانية ونهب الأرض، مؤكدا أن الصمود والثبات والمواجهة هي الأساس الذي نحتاجه لمواجهة هذا الاستهداف.

وأكد، انه على مدار 100 عام ماضية من الصراع بين الحركة الصهيونية ودولة اسرائيل والدول العربية والشعب الفلسطيني وضعت اسرائيل جهودها وخططها لتحقيق هدف واحد فقط وهو طرد الفلسطينيين من وطنهم التاريخي فلسطين، محذرا من نتائج السياسات الاسرائيلية من فرض واقع تستطيع اسرائيل تحويل القدس الكبرى لواقع ملموس.

كما أشار الوزير عساف، الى ان الاستيطان نجح في تحويل القدس العربية الاسلامية الى مدينة طرد وفصل وتقسيم للضفة الغربية وحولها من مدينة للسلام الى مدينة حرب تطرد وتحارب كل ما هو عربي إسلامي او مسيحي.

وأشار ان الطرق التفافية قد لعبت دورا مهما في التثبيت الاستيطاني في الضفة الغربية وربط المستوطنات بدولة اسرائيل وعزل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض، مضيفا ان الجدار الفاصل الذي هدف الى سرقة الاراضي الفلسطينية وتحويل المناطق الواقعة خارج الجدار الى مناطق طرد داخل الجدار وخلق أزمات سياسية واجتماعية تودي في النهاية الى التهجير القسري حيث يبلغ طول الجدار عند اكتماله 812 كم تقريبا، بني منه 515كم وينفذ منه الان 45 كم وتبقى منه 297 كم تقريبا.

كما قدم مسؤول الوحدة القانونية والسياسية بدائرة شؤون المفاوضات فؤاد الحلاق، محاضرة بعنوان واقع القدس في المشروع الاستيطاني الاستعماري الاسرائيلي، مؤكدا خطورة المشاريع الاستيطانية التي تنفذ بالقدس كما أشار الى الجدار العنصري وآثاره وانعكاساته على الفلسطينيين، داعيا إلى تفعيل الحراك الشعبي والمقاطعة لمواجهته.

ومن جهتها ، استعرضت ماجدة المصري عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة منتجات المستوطنات وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، محاضرة حول اهمية المقاطعة ودورها في التصدي للاستيطان، والتي دعت الى ضرورة تفعيل المقاطعة والملاحقة في المحاكم الدولية وتوجيه الإعلام لترسيخ حقائق نهب الأرض والتغلغل الاستيطاني.

كما استعرضت واقع الاستيطان في الضفة الغربية ومخططات إسرائيل الاستيطانية والأعداد والإحصائيات للمساحات الاستيطانية، والمخططات الهيكلية في المستوطنات، ومناطق النفوذ التي تستغلها إسرائيل من أجل بناء أكبر عدد من الوحدات والبؤر الاستيطانية.

ومن جانبه قال سفير دولة فلسطين لدى القاهرة ومندوبها بالجامعة العربية دياب اللوح، أن الأرض مازالت مضمون الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه بدأ قبل عام 1948 النكبة والتي ضاعت فيها مساحة 48 %.

وأضاف اللوح خلال مداخلة له، أن إسرائيل تريد فرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينين للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن الاحتلال صادر العديد من أراضي الضفة الغربية سواء خاصة بالدولة أو المواطنين، مؤكدا إن الاحتلال لا يريد سلاما وعدم تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته ورفض سياسة الأمر الواقع التي أقامها الاحتلال.

وأكد السفير اللوح، رفضه لأي خطة سياسية من الجانب الأمريكي أو غيره لا يتضمن فيها القدس واللاجئين، مؤكدا اننا نرفض أي تغير عن مكانة القدس تاريخيا ولا نقبل الإخلال به .

رابط مختصر
2018-04-24 2018-04-24
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر