باتت منظومة الإعلام في سلطنة عُمان متواكبة مع المتغيرات العصرية الحديثة، إذ يلبي طموحات الجمهور والمجتمع، وفق ما يعرف بـ “بإعلام المبادرات المجتمعية” في إطار من الحداثة والتطوير ومسايرة التقنيات الحديثة والمتواصلة في مجال الإعلام الالكتروني.
وقد جاء بيان الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام العُماني أمام مجلس الشورى مؤخراً، كاشفاً عن أن صياغة رؤية ورسالة وأهداف تطوير الإعلام العُماني، تتم وفق متطلبات التقدّم والتطور المتلاحق في مجال الإعلام.
فمع تسارع وتيرة التطورات التقنية وتأثيراتها على المجتمع، نجحت الرسالة الإعلامية العُمانية في أن تكون انعكاساً وترجمة للمجتمع وكاشفة عن تطلعاته وطموحه.
وفي هذا الشأن كان للإعلام العُماني السبق في تنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات المجتمعية الرائدة أهمها: إنشاء مركز الإعلام المجتمعي، واستكمال مشروع التحول الرقمي عبر إطلاق بوابة إعلامية، خلال الأشهر القادمة، تكون مصدراً للمعلومات من خلال نشر البيانات الصحيحة والموثقة عن السلطنة، مع التخطيط لإطلاق منتدى حواري سنوي يناقش قضايا الإعلام الإلكتروني بصورة عامة وقضايا الإعلام المجتمعي بصورة خاصة.
مع التأكيد على ضرورة تنفيذ برامج تدريبية في مجال الإعلام الإلكتروني من خلال مركز التدريب الإعلامي الذي تم إنشائه، ليكون بوتقة لتأهيل الصحفيين والإعلاميين العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة على السواء، والارتقاء بالمستوى العملي للدارسين في مؤسسات التعليم العالي في مجال الإعلام، من أجل الاستعداد لتحديات المرحلة الإعلامية الراهنة والمستقبلية.
ولعل من أبرز مبادرات الإعلام المجتمعي التي تتواءم مع المجتمع وتمس قطاع عريض من الجمهور العُماني، القرار الوزاري الذي أصدره د. عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام العماني، ويقضي بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون المطبوعات والنشر بالسلطنة، حيث نصت المادة الأولى من القرار علي حظر نشر إعلانات عن منتجات التبغ أو مشتقاته في كافة وسائل الإعلام المقروءة ، والمسموعة ، والمرئية ، والإلكترونية ، وفي أي لوحات إعلانية أينما وجدت، ويعبر القرار عن سياسات تعتبر الوقاية خير من العلاج ويهدف الي مساندة الجهود التي تعمل علي الحد من ممارسة عادة التدخين، وهو ما يعرف في علم الإعلام بـ “الإعلام الوقائي”.
مشاريع وآليات تنفيذية جديدة
على صعيد مسارات الجهود العُمانية لتتواكب مع التطلعات المجتمعية وتطوير الرسالة الإعلامية، أنجزت وزارة الإعلام العُمانية الدراسة الاستشارية للاحتياجات المعرفية المستقبلية للجمهور العماني من برامج التوعية، وتم تشكيل لجنتين للخطاب الإعلامي، وإنشاء مركز الإعلام المجتمعي ضمن مديرية عامة للإعلام الإلكتروني، وإعداد برنامج “تواصل” مع المؤسسات الحكومية.
وتواصلاً لجهودها المستمرة في طرح المبادرات المجتمعية وتفاعلها مع الجمهور والاستثمار الإعلامي في المستقبل استيعاباً لطموحات القطاع الخاص الذي دخل قطاع الإعلام من أوسع ابوابه، كشف وزير الإعلام العُماني الدكتور عبد المنعم الحسني عن توجه سلطنة عُمان نحو إنشاء مدينة إعلامية ذكية ، تكون مخصصة للاستثمار في الصناعات الإعلامية بمختلف تقسيماتها وتنوع مجالاتها بما يتوافق مع الجديد في مجال التقنية المعلوماتية والاتصالات، وتدرس عُمان الاستفادة من التجارب الدولية في مجال إنشاء المدن الإعلامية، ومنها المدن الإعلامية في مصر والأردن ودبي وهي الأبرز على المستوى الإقليمي.
