رأى المؤتمر الشعبي اللبناني أن نتائج الإنتخابات النيابية لا تعكس الأحجام الشعبية بسبب الاستخدام الهائل للعصبيات وسلاحي المال والسلطة، داعياً النواب الوطنيين لتشكيل كتلة برلمانية مسلّحة ببرنامج إصلاحي يطبق الطائف.
وقال بيان صادر عن قيادة “المؤتمر”: في تقديرنا إن التقويم الأولي لنتائج الانتخابات النيابية يظهر أنها لا تعبّر فعلياً عن الأحجام الشعبية لمختلف القوى السياسية، فقانون الانتخابات كان طائفياً مذهبياً طبقياً مع انعدام المساواة بين المرشحين إعلامياً ومادياً وسلطوياً.
لقد جرت الانتخابات في ظل أقصى استخدام للعصبيات الفئوية وتوظيف فاضح للسلطة وللمال السياسي المحلي والخارجي بشكل واسع، ومع ذلك فإن القوى الوطنية المتحررة خاضت الانتخابات وحققت نتائج إيجابية مميزة:
1 – فالتيار الوطني العروبي مع قوى التحرر، حقق نجاحاً بارزاً في صيدا والبقاع وطرابلس والعرقوب وبيروت، وانتصرت قوى المواجهة الوطنية ضد الصهيونية والاستعمار بشكل عام وبخاصة في الجنوب والبقاع، فتحققت وحدة وطنية شعبية ملتزمة بوحدة لبنان وعروبته واستقلاله.
3 – لقد فشلت قوى التطرف، وتراجعت قوى رجعية ويسارية متشددة، وأظهر الرأي العام تمسكه بالاعتدال.
4 – على الرغم من استخدام ادارات سلطوية، والاستعانة بدار الفتوى للشحن المذهبي، وتورط علماء في الانحياز الخطير لحزب في السلطة، إلا أن هذا الحزب الذي سبق أن خسر ثقة الناس على امتداد عقود، واجه الفشل فسقطت الى الابد مقولة احتكار صوت الطائفة وسقطت الاحادية الغاصبة لقرار بيروت على امتداد عقود.
5 – ان التراجع النوعي لحزب المستقبل ضرب مشروع الحزب الواحد في الطائفة، هذا المشروع الذي تبنته قوى سلطوية أخرى وانتج كوارث اقتصادية وسياسية واجتماعية.
6 – لقد انتصرت التعددية السياسية في الطائفة الاسلامية السنية على الأحادية الفاشلة وعادت الى طبيعتها كبقية الطوائف والمذاهب القائمة على التعددية السياسية الديمقراطية.
7 – ان المؤتمر الشعبي اللبناني الذي انتخب أنصاره على امتداد لبنان قوى التحرر الوطني المعادية للصهاينة والمستعمرين، وساند بكل قوة الوطنيين العروبيين أصحاب البرامج الاصلاحية، يتقدم بالتهنئة لكل النواب الوطنيين التوحيديين، ويدعو لتشكيل كتلة نيابية مسلّحة ببرنامج اصلاح وطني يكافح جدياً الفساد، ويضع خطة تطبيقية لاتفاق الطائف، ويطلق رؤية اقتصادية انتاجية وقواعد عدل اجتماعي وسياسة خارجية تقوم على أساس نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا.
8 – ان المحافظة على السلم الاهلي واجب وطني، وتحصين لبنان مطلوب الآن اكثر من اي وقت مضى، وكذلك المحافظة على توازن الردع مع العدو وتعزيز الوحدة الوطنية سلاحنا الاول بوجه الصهاينة.
وللقوى الداخلية والخارجية التي تشكك بالنواب الاحرار، نقول لهم: لا مجال لحكم حزب واحد في لبنان من أي جهة كانت، ولا مجال لسيطرة طائفة او مذهب على بقية الاطراف، فالدستور يحقق التوازن الوطني، والمواطنة المتساوية هي في صلب الدستور، ولبنان قائم على التنوع والتعددية الديمقراطية.
والى اهلنا في بيروت الذين واجهوا حملات الافتراء ومحاولات تحويل الانتخابات الى معركة على الهوية، نقول إن بيروت بطبيعتها وخصائصها ودورها مكوّنة من اهالي وسكان، وهي العاصمة والموقع المتقدم المحافظ على وحدة لبنان وعروبته واستقلاله، وهي ساحة تحرر وطني منذ أيام الانتداب الى يومنا هذا، إنها لبنانية عربية أصيلة، وهويتها العربية متجذرة فيها عبر التاريخ والحاضر والى ما شاء الله.