يبدأ العمانيون احتفالهم بعد التثبت من رؤية هلال رمضان حتى تعم الفرحة وتمتلئ المساجد بالمصلين في كل مكان فيها ، وتقوم السلطات بتسهيل العمل وتقليله على مواطنيها في هذا الشهر حيث يقتصر الدوام على 4 ساعات ، ويحرص رجال الدولة على الذهاب إلى منازلهم لقضاء ساعات ومناسك الإفطار والصلاة.
تحرص الدولة على مساعد الفقراء والمحتاجين في هذا الشهر ، ويحرص الناس في سائر المدن العمانية بإقامة الخيام الرمضانية على الطرق السريعة لاستقبال الصائمين من المسافرين وعابري السبيل لتناول الإفطار ، وكذلك إقامة الموائد عند المساجد.
عادة ما يبدأ الإفطار بالتمر والحليب أو الماء ثم الشوربة ثم القهوة العمانية الأصيلة بعبقها الجميل ثم الصلاة وتناول الأطباق الرئيسية كالهريس والثريد التي تعتمد على أجود أنواع اللحوم إلى جانب الحلوى من أصناف خليجية وأسيوية يتصدرها الحلوى العمانية وتسمى السلطانية التي تعتبر من أغلى أنواع الحلوى.
ولكل مسجد بيت مال معلوم يسمونه وقف حيث يقوم وكيل المسجد بإعداد الإفطار للصائمين من الغرباء وعابري السبيل ، وتنتشر المجالس في شهر رمضان حيث يعقدها المشايخ وزعماء القبائل ، ويتناولون الأحاديث الدينية والدنيوية وحلقات الشعر وشتى أنواع المعرفة ، كما يهتمون بأداء صلاة التراويح بالمساجد التي تستضيف العلماء والمشايخ من كافة البلدان الإسلامية لإقامة الاحتفالات والأمسيات الدينية خلال الشهر الكريم.
كما يحرص العمانيون على قراءة القرآن بعد صلاة الفجر والعصر ويقومون بعقد الصلح بين المتخاصمين ويحثون الناس على المودة وصلة الرحم ، كما تعقد الأمسيات الشعرية في مراكز الشباب وبعض الخيم.
أما عن شخصية المسحراتي فقد كانت موجودة في الماضي واستبدلت الآن بمكبرات الصوت لإعلان السحور كما يعتمدون على مدفع الإفطار الذي يضرب عند الإمساك أيضا ، ويحتفل الأطفال في السلطنة طوال الشهر الكريم وحتى دخول العيد وشراء الحلوى والملابس ولكنهم يغنون ويلعبون طوال الشهر.
في ليلة النصف من رمضان تقام القرنقشوة في سلطنة عمان حيث يتنقل الأطفال ليلا ويضربون أبواب البيوت طلبا للحلوى وهم يحملون الفوانيس ويرتدون الملابس التقليدية العمانية حيث تقدم لهم أكياس الحلوى عبر الأحياء المختلفة.
ولهذا فإن الشعب العماني مميز عن غيره باحتفاله بليالي رمضان والعيد حيث يحتفلون بلياليه ويستقبلوه بالأناشيد الدينية والعبادة ، والفنون الشعبية التقليدية لأنهم من الشعوب الحريصة على تراثها وفنونها.