من باريس.. زعيمة المقاومة الإيرانية تشرح آلية إسقاط النظام

آخر تحديث : السبت 30 يونيو 2018 - 5:02 مساءً
من باريس.. زعيمة المقاومة الإيرانية تشرح آلية إسقاط النظام
باريس - العربي الأفريقي:

خلال كلمتها التي ألقتها أمام المؤتمر العام السنوي للمقاومة الإيرانية شرحت زعيمة المقاومة، مريم رجوي، آلية إسقاط النظام الحاكم لإيران.. وفيما يلي نص الخطاب:

منذ انتفاضة ديسمبر الماضي، ظهر في الأفق بركان التغيير وسقوط النظام في إيران وبرزت ملامح سفينة انتصار الثورة الديمقراطية في إيران خالية من الملالي ومن بقايا الشاه. الشعب الإيراني بانتفاضته وبمعاقل الانتفاضة، مسك بيده أدوات إسقاط النظام.

كيف وأين يمكن مشاهدة هذه الحقائق؟

أولا، في ظلّ شمس المقاومة، تبخّرت شعوذة وجود «حلّ» داخل الفاشية الدينية وتم إبطال سحرها.

الشعب والشباب المنتفضون المتمرّدون، أعلنوا نهاية لعبة الجناحين داخل النظام. اولئك الشباب، الذين يسلكون مسار النضال وطريق المقاومة والهجوم على النظام بأقصى قوة ودون خوف وتردّد، مهما كلّف الثمن.

استمرار الانتفاضة والحركة الاحتجاجية تحت القمع المطلق

ثاني مؤشّر لمرحلة السقوط، هو أن الشعب الإيراني ومنذ 6 أشهر قد حققوا فعلاً وعلى أرض الواقع، إقامة الانتفاضات والحركات الاحتجاجية، بالرغم من وجود القمع في أوجه. ودفعوا ثمنها على شكل جثث تم قتل أصحابها بزعم الانتحار(!) في سجون الملالي، ورغم حملات القمع والإعدامات اليومية المرعبة.

عمّال قصب السكر في هفت تبه، استأنفوا انتفاضتهم. ثم عمّال المجموعة الوطنية للصلب في الأهواز، وتلتهم انتفاضة مزارعي أصفهان. وأما المصلّين في أصفهان، فقد أداروا ظهورهم على إمام الجمعة المعيّن من قبل خامنئي هاتفين: أدبرنا للعدو ووجّهنا نحو الوطن.

وعندما كانت محافظة أصفهان في حالة التهاب، انتفض مواطنونا العرب في خوزستان، وخاصة في مدينة الأهواز. بعد ذلك، انتفضت كردستان وأثار إضراب المواطنين المستمر في مدينة «بانه» الإعجاب. ثم في خارطة طريق الإسقاط، ظهر مثال وعلامة فارقة جديدة: كازرون، مدينة الانتفاضة والنار والدم، مع نساء باسلات إلى جانب إخوانهن، أسوة بأشرف يرشقون بوابل من الحجارة، هجوم قوات العدو المدجّجة بالسلاح.

ومن هنا عجلة الانتفاضة أخذت وتيرة سريعة: إضراب السائقين وأصحاب الشاحنات الكادحين في 285 مدينة في 31 محافظة إيرانية واستمر لمدة 12 يوما وهزّ أركان النظام.

المعلّمون والمتقاعدون والمواطنون المنهوبة أموالهم، وعمّال مئات من الوحدات الانتاجية انتفضوا كل يوم. ومنذ الاسبوع الماضي التهب بازار طهران واشتعلت الانتفاضة في طهران والمدن الأخرى. وانتفضت إيران من جديد، بكل أبنائها وبكل طوائفها وأعراقها. يا ترى، أين المقصد؟ إيران الحرّة، مع القضاء على الاستبداد حتى الاستيلاء على بيت خامنئي.

حالة متفجّرة لارجعة فيها

المؤشّر الثالث لسقوط النظام الكهنوتي الحاكم في إيران، هو أن التوترات والتناقضات الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما الغلاء والبطالة والفقر وعدم المساواة، قد بلغت حداً لا رجعة فيه. الكل بدأ يتلمّس الموقف الانفجاري. في حين لا حلّ لدى الملالي ولا يريدون ولا يستطيعون معالجة مشكلة.

ولاية الفقيه، تفتقر إلى أي شرعية، وهبط موقع خامنئي نوعياً. النظام برمته يعاني من مضيقة مالية. قوات الحرس والبسيج، تتساقط عناصرها. مسرحية الإصلاحات لحفظ النظام، لم يعد لها أي متفرج، والنظام بكامله غارق في دوّامة الصراعات الداخلية.

والآن نرى أن المدافعين عن النظام أنفسهم يعترفون بوجود حكومتين معاديتين في قمّة النظام. وقال أحدهم صراحة: «نقترب من نقطة التحوّل في القضاء على إحدى الحكومتين. حكومة الظل… تسيطر على أركان الحكومة بالكامل أو تضطرّ إلى التراجع من قطاعات مختلفة…».

انهيار سياسة المهادنة

رابع مؤشّر لمرحلة السقوط هو أن الملالي قد فقدوا على المستوى الدولي أهم سند لهم في سياسة المهادنة في أمريكا. لقد سقط الدرع الدولي الحافظ للنظام، وفقد النظام عملياً الاتفاق النووي، وآثار العقوبات الهالكة تتساقط عليه، وبالنتيجة تنخفض قدرته على إشعال الحروب والمغامرات في المنطقة. إن العقوبات التسليحية والنفطية التي كانت المقاومة الإيرانية تدعو إليها منذ أربعة عقود، بدأت الآن تظهر إلى حدّ ما. وقد ولّى عهد إلصاق التهم بالمعارضة وقصفها بطلب من النظام ومن أجل استرضائه.

فوران معاناة ودماء الشهداء والسجناء في الانتفاضات

وأما المؤشّر الخامس وهو أهمّ مؤشر لمرحلة سقوط النظام فهو أن ما يخاف منه الملالي، قد حصل على أرض الواقع، وهو الترابط بين المحرومين والمضطهدين وبين المقاومة المنظمة. وهذا ما أكّده مراراً وتكراراً كل قادة النظام وبيادقه الكبيرة والصغيرة للنظام. وهذا اعتراف منهم بمرحلة نهاية النظام.

نعم، سقوط النظام في الطريق

وفي وقت سابق، وفي العام 2013 وبعد عملية احتجاز الرهائن وارتكاب المجزرة اثنين وخمسين من مجاهدي خلق في أشرف، قد أعلن قائد المقاومة مسعود رجوي، خارطة الطريق لتأسيس ألف أشرف داخل إيران في إطار جيش التحرير الوطني، حتى ترتبط من خلال ذلك المنظمة الرائدة للانتفاضة بالمواطنين المنتفضين. وعلى هذا الأساس، تعمل معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة الوطنية، بمثابة رأس الحربة لاستراتيجية الانتفاضة وإسقاط النظام في المدن المنتفضة والعاصية. وهكذا تشتعل في الانتفاضات دماء ومعاناة الشهداء والسجناء منذ 20 حزيران عام 1981 ولحد اليوم. وكما قال مسعود قائد المقاومة «إذا صمدت إيران، فالعالم سيقف معنا وبجانبنا».

لقد انتفض، جيل مشتاق توّاق للحرية. وفتح المنتفضون ومعاقل الانتفاضة درباً جديداً. انهضوا، واسلكوا هذا الطريق! وشدّوا أيديكم بأيديهم ولبّوا ندائهم من أجل إيران حرّة وآعلنوا استعدادكم وحضوركم.

لقد شاهدتم كيف أن أهالي «ورزنه» قد سيطروا على مدخل مدينتهم. وكيف سيطر أبناء «كازرون» على الشوارع، وسائقو الشاحنات سيطروا على الطرقات. ورأيتم كيف وضع شباب طهران متاريس أمام عناصر النظام الوحشية، في شوارع «لاله زار» و«فردوسي» و«شوش» و«ملت» و«اكباتان»وذلك بمعنويات عالية وشجاعة. هذه هي معركة الشعب الإيراني، للسيطرة على كل شؤون البلاد ومن أجل استعادة إيران من الملالي الغاصبين.

رابط مختصر
2018-06-30 2018-06-30
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر