القرآن ماذا تعرف عنه؟!

آخر تحديث : الخميس 19 يوليو 2018 - 12:49 مساءً
بقلم: د. إلهام شاهين
بقلم: د. إلهام شاهين

القرآن الكريم كتاب الله المُعجِز، المُوحَى به إلى نّبي الإسلام محمد -عليه الصّلاة والسّلام- بواسطة المَلَك جبريل -عليه السّلام-، المنقول إلينا بالتّواتر، المَكتوب بين دفَّتَي المُصحف، المتعبَّد بتلاوته، المَبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة النّاس.

والمقصود بأنَّه مُعجِز أي أنَّ الله تعالى أنزل القرآن الكريم ليكون مُعجزة للنبي، والمقصود بمتعبَّدٍ بتلاوته؛ أي أنَّ في تلاوة القرآن الكريم عبادةً وقُرْبَةً يتقرَّب بها المُؤمن من الله تعالى، ويحظى بها بالأجر والثَّواب العظيم، وكذلك أنَّ الصَّلاة لا تصحُّ إلا بقراءة آياتٍ من القرآن الكريم، ومن ذلك قول النّبي: (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ)، أمَّا المُراد من أنَّه منقولٌ بالتَّواتر؛ أي أنَّه نُقِل من جمعٍ إلى جمعٍ بحيث يستحيل اتِّفاقهم على الكذب في نقله؛ فقد تلقَّاه الصّحابة -رضوان الله عليهم- مُشافَهةً من النّبي، ونقلوه إلى جيل التّابعين من بعدهم ثمَّ إلى مَنْ بعدهم، بحيث يُجزم بصدق النَّقل، وقد نزل القرآن الكريم على سيدنا رسول الله مُنَجَّماً: أي أنّه لم ينزل كلّهُ دفعةً واحدةً، بل نزلَ على فتراتٍ بالتدريجِ؛ آياتٍ وسوراً، حسب ما يستجد من ظروفٍ وأحداثٍ، فنزلَ القرآنُ مُجزَّءاً، أول ما نزل من القرآن الكريم بدايةُ سورةِ العَلَقِ، من قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) إلى قوله تعالى: (عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).

اما آخر ما نزل من القرآن الكريم فأكثر العلماء اتفقوا على أن آخر آية نزولا هي قوله تعالى في سورة البقرة 281: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).

وعدد سور القرآن 114، يبلغ عدد السور المدنية عشرين، في حين يبلغ عدد السور التي وقع حولها اختلاف اثنتي عشرة سورة، أما باقي السور فهي مكّيّة بالاتفاق؛ إذ يصل عددها إلى اثنتين وثمانين سورة كريمة، وتعتبر سورة البقرة أطول سورة فيه والكوثر أقصر سورة، اما عن عدد آيات القرآن الكريم فهي 6236 آية، حيث تعتبر آية الدين الواردة في سورة البقرة رقم 282 أطول آية، أما عدد كلمات القرآن الكريم 77,439 كلمة، وعدد الحروف 321,250 حرفاً.

أما عن ترتيب الآيات والسور والفصل بينها بالبسملة، فالمتفق عليه أن ترتيب الآيات فى السور والفصل بينها بالبسملة فهو توقيفي، أى نقله النبي عن جبريل إلى الصحابة الذين كانوا يكتبون القرآن، اما ترتيب السور فى المصحف فهو ما يسمَّى بجمع أو ترتيب أو تأليف السور كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئتين، فهذا الذي توَلَّته الصحابة وهو على شكلين في ترتيب السور، فمنهم من رتَّبها على النزول وهو مصحف عليّ، كان أوله “اقرأ” ثم “المدثر” ثم “نون” ثم “المزمل” ثم “الفاتحة”، وهكذا، وكان أول مصحف ابن مسعود “البقرة” ثم “النساء” ثم “آل عمران” وهو ما سار به عثمان بن عفان.

أما عن تقسيم تحزّب القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءًا وكل جزء إلى حزبين وكل حزب إلى أربعة أرباع، وكل رُبع إلى ثُمنين، وتسمية كل جزء بحسب السورة التي يبدأ بها فهو من اجتهاد الصحابة والتابعين وليس توقيفي عن النبي، ويعتقد أن هذا التقسيم بدأ في العراق في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، ثم انتشر في أصقاع العالم الإسلامي.

ومن الثابت أن الصحابة رضوان الله عليهم قد اعتنوا بالقرآن عناية فائقة، فكانوا يحفظون مشاهداتهم لنزول الوحي ويؤرِّخون كلّ آية بوقت ومكان نزولها؛ روى البخاريّ عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله تعالى إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أُنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.

وذكر السيوطي في (الإتقان) نقلا عن كتاب (الحِلْيَة) بالسند: أن رجلا سأل عكرمة- رضي الله عنه- عن آية من القرآن، فقال: نزلت في سفح ذلك الجبل، وأشار إلى سلع، وللحديث عن كتابة وجمع القرآن بقية.

*كاتبة المقال: أستاذة العقيدة والفلسفة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية (بنات) بجامعة الأزهر

رابط مختصر
2018-07-19
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر