ناقش القائم بأعمال رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس، مع عدد من ممثلي المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني في اليمن، جهود المنظمات في تعزيز العمل الإنساني .
وتطرق اللقاء الذي ضم الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي ستيفن أندرسون ونائب الممثل المقيم للمفوضية السامية لشئون اللاجئين تشارلز لينش ونائب الممثل المقيم لمنظمة الهجرة الدولية ستيفانو والقائم بأعمال ممثل اليونيسيف الدكتور شيرن فاركي، إلى إسهامات المنظمات الدولية في سبيل التخفيف من معاناة النازحين خاصة المهجرين قسراً من أبناء الحديدة جراء التصعيد الأخير للعدوان في الساحل الغربي.
وفي اللقاء الذي حضره مسئول الطوارئ في اليونيسيف عدنان عبدالفتاح وممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور محمد عاكف .. أشاد القائم بأعمال رئيس مجلس الشورى بجهود المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني لتخفيف معاناة النازحين جراء استمرار العدوان.
ونوه بالجهود التي بذلتها حكومة الإنقاذ بالتعاون مع السلطة المحلية في أمانة العاصمة بناءً على توجيهات القيادة السياسية ممثلة بالأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بإستيعاب ومواجهة قضايا النازحين المهجرين قسراً.
وأشار العيدروس إلى أن العدوان الذي تشنه دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات على اليمن للعام الرابع على التوالي، مشمولاً بالحصار ما تسبب في زيادة المعاناة الإنسانية بما في ذلك مشكلة النازحين، كما تسبب بشكل مباشر في إنتشار الأوبئة والأمراض كوباء الكوليرا والدفتيريا وكذا هدم مشاريع البنية التحتية على كافة المستويات.
وتطرق إلى قرار نقل البنك المركزي إلى عدن والذي أدى إلى توقف صرف مرتبات الموظفين منذُ عامين رغم أن مرتبات جميع الموظفين مدنيين وعسكريين كانت تصرف بإنتظام قبل صدور ذلك القرار، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين وإنتشار الفقر والجوع والمرض وأوجد أوضاعا إنسانية كارثية يندر أن يوجد لها مثيل في التاريخ الإنساني.
وقال ” إننا مع الحوار والسلام العادل وليس الاستسلام “.. مؤكداً أهمية دعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث للوصول إلى حل سياسي يستهدف إحلال السلام ويتيح للشعب اليمني الحصول على الاستقرار الذي ينشده.
وطالب القائم بأعمال رئيس مجلس الشورى ممثلو المنظمات الدولية إلى العمل من أجل إعادة فتح مطار صنعاء الدولي نظراً للتبعات الخطيرة جراء استمرار إغلاقه والذي تسبب في وفاة آلاف اليمنيين ممن كانوا بحاجة للسفر لتلقي العلاج في الخارج فضلا عن إعاقة عودة العالقين من الخارج .
وأكد أهمية إيلاء المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني اهتماماً خاصاً بتشغيل كهرباء محافظة الحديدة .. مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولية إيقاف الحرب في اليمن.
ولفت إلى أنه في ظل استمرار الصمت الدولي إزاء العدوان وارتكاب المجازر واحتلال أرضاي يمنية، ليس أمام الشعب اليمني خيار إلا الصمود والتصدي والدفاع عن نفسه وفقاً لحقه المشروع الذي تكفله المواثيق الدولية.
وأشاد العيدروس بجهود المنظمات الدولية والمانحين في المجال الإغاثي والإنساني وعلاقتها بمؤسسات الدولة، ما أدى إلى التخفيف من موجة النزوح من محافظة الحديدة والتي سببها حملة التضليل والترجيف والتهديد التي تمارسها وسائل إعلام العدوان .
كما طالب المنظمات الدولية تفعيل دورها في تقديم الدعم للجانب الصحي والغذائي ودعم مراكز النازحين بالمزيد من الإمكانيات والدفع بهم للعودة إلى ديارهم في محافظة الحديدة .. منوهاً بجهود منظمة اليونيسيف في إعادة تأهيل وحدة الصرف الصحي في صنعاء والذي ساهم في الحد من وباء الكوليرا وكذا جهودها في تقديم اللقاحات والأغذية.
واستعرض القائم بأعمال رئيس مجلس الشورى جهود اللجنة المكلفة من المجلس بمتابعة أوضاع النازحين من أبناء الحديدة جراء التصعيد الأخير للعدوان في الساحل الغربي بهدف الخروج برؤية تخدم استيعاب قضايا النازحين وحل مشاكلهم .
ودعا ممثلي المنظمات الدولية العمل على الإستغلال الأمثل لبرنامج خطة الإستجابة الإنسانية للأمم المتحدة للعام 2018م ووضع آلية مزمنة للتنفيذ مع ضرورة التقييم المستمر لهذه الخطة لمواجهة أي صعوبات قد تنشأ.
وأكد العيدروس إستعداد مجلس الشورى إلى جانب حكومة الانقاذ تقديم التسهيلات وتذليل أي صعوبات قد تواجه برامج المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني في اليمن.
من جانبهم أشار ممثلو المنظمات الدولية المشاركون في اللقاء إلى حرصهم على التشاور بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بما يعزز من جهودها ويحقق من الأهداف المرجوة لبرنامج خطة الاستجابة الإنسانية الطارئة.
وأكدوا أن معاناة اليمنيين وقضاياهم الإنسانية تحظى برعاية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية .. لافتين إلى أن اليمن حالياً من أشد دول العالم احتياجاً للمساعدات الإنسانية والإغاثية بسبب استمرار الحرب .
ولفت ممثلو المنظمات الدولية إلى حجم المأساة التي يعاني منها الشعب اليمني وأهمية إيجاد حل سريع للمأساة في اليمن والدفع باتجاه السلام.
كما أكدوا أنهم سيبذلون قصارى جهدهم في سبيل إنجاح برامج المنظمات الدولية الإغاثية والصحية والإنسانية بالتنسيق مع حكومة الإنقاذ والجهات الرسمية ذات العلاقة .. لافتين إلى أن الأوضاع الإنسانية في الحديدة تشكل أولوية للمنظمات الدولية .
وأشاروا إلى مضاعفة المنظمات الدولية دعمها ومساعدتها لمحافظة الحديدة في المجال الصحي والغذائي فضلا عن جهود الإيواء وتوفير المياه.
وشدد ممثلو المنظمات الدولية على أهمية استمرار تسهيل أعمال المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني والصحي في اليمن بما يمكنها من أداء الواجب المناط بها.
حضر اللقاء أعضاء مجلس الشورى الدكتور أحمد مكي وعبدالرحمن مكرم والشيخ صادق أبو شوارب واللواء أحمد الأشول وعلي الخضمي وعبدالحميد سلطان ومنى باشراحيل وعلي حميد شرف.