حتفل المئات من أبناء قبيلة “الشلك”، الجنوب سودانية المنتشرة في أنحاء مختلفة من ولاية الخرطوم، خاصة بمدينة أم درمان التاريخية، اليوم السبت، بمناسبة اتفاق أطراف الصراع في بلدهم جنوب السودان، ووقف الحرب والبدء في تنفيذ اتفاقية السلام التي وقعوا عليها أطراف الصراع بالأحرف الاولى، قبل أيام، بالعاصمة الخرطوم.
وجاءت الدعوة للاحتفال من زعيم قبيلة الشلك، كونق داك فديت، والذي يلقب بـ (المك) إلى جميع أبناء قبيلة الشلك الموجودة في أنحاء الخرطوم، لحضور الاحتفال، وبميدان كبير، منطقة “الفتيحاب”، بضواحي أم درمان، حيث تبادل كبار رجال القبيلة الكلمات، يثنون بأهمية السلام ويباركون، وقد أدى الجميع الرقصات الشعبية وترديد الأغاني الحماسية التي تفاعل معها أغلب المشاركين، مبتهجين بعودة السلام مرة أخرى الى وطنهم جنوب السودان.
وقال العضو في لجنة إعداد للاحتفال، حسن أتور، لوكالة “سبوتنيك”، إن “مجتمع الشلك، من مختلف أنحاء الخرطوم، حضر إلى الاحتفال من أجل التأييد لاتفاقية السلام”، مضيفا “نشكر حكومة السودان ممثلة برئيس البلاد، عمر البشير، الذي احتضن عملية المفاوضات، ونج الصراع بتوقيع اتفاقية سلام في بلدهم جنوب السودان”.
ا
وأوضح أتور أن” قبيلة الشلك، لها عادات وتقاليد، ومنها عند حدوث مناسبات جديدة، أن يدعو المك (نظار) القبيلة ومجتمع القبيلة، وأن تحتفل الجميع، لأن أساس القبيلة قائم على توحيد الكلمة والقرار بين كل مكوناته من أحزاب سياسية والمجتمع المدني وفئاته من الشباب والمرأة والشيوخ”.
وأضاف “بهذه المناسبة، ندعو للوحدة بين جميع القبائل في جنوب السودان، ولا ندعو للقبلية أو للإثنيه واحدة. كما نرجو أن نعفى ونتسامح مع بعضنا البعض، لأجل العودة لوطننا والنهوض به، لأنه بالسلام وحده يمكننا بناء بلدنا واعماره”.
ومن جانبه قال الصحفي، دانيال جميس، المقيم بالخرطوم، أن” قبيلة الشلك، تعتبر ثالثة من حيث التعداد السكاني بعد قبيلتي الدينكا والنوير، مشيرا إلى أن الشلك من القبائل النيلية، ومن أشهر مناطقهم، مدن فشودة، مالكال، تونجه، كاكا، دكونا، ابانيم وضد ضيم”.
وأضاف جميس، أن” التقليد في قبيلة الشلك قوى جدا، مبني التكاتف والمساعدة الآخرين”، مشيرا إلى أن “جزءا من هذا الاحتفال، يتمثل في جمع تبرعات مالية لأبناء القبيلة الموجودين في معسكرات اللاجئين والنازحين بسبب الحرب”.
والخميس الماضي وقعت الحركة الشعبية المعارضة، ومجموعة تحالف المعارضة في جنوب السودان بالأحرف الأولى على اتفاقية السلام.
وأفاد مراسل وكالة “سبوتنيك” “بتوقيع الحركة الشعبية المعارضة، ومجموعة تحالف المعارضة في جنوب السودان”، بالأحرف الأولى على اتفاقية السلام بعد مفاوضات استمرت بضعة أشهر.
وأعلن وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، قبيل التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية السلام في جنوب السودان، أنه تنفيذ الاتفاقية سيبدأ بتطوير آليات فصل وتجميع القوات خلال ورشة في الخرطوم.
يذكر أن الاتفاق بين فرقاء جنوب السودان تم توقيعه في 27 يونيو/حزيران الماضي بحضور رؤساء منظمة الإيقاد (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا)، ونص على وقف إطلاق نار شامل خلال 3 أيام وعودة جميع القوات الحكومية والمعارضة إلى ثكناتها.
ثم جاءت الاتفاقية حول الترتيبات الأمنية في السادس من يوليو/تموز الماضي بالخرطوم، ونصت على إخلاء المراكز المدينة من الوجود العسكري في إطار زمني محدد وإعادة ترتيب تنظيم وتشكيل قوات مشتركة عسكرية تشمل جميع الأطراف لجنوب السودان.
ثم جاء توقيع اتفاقية السلطة والحكم في 25 يوليو/تموز الماضي بالخرطوم، والتي نصت على أن يتم تشكيل حكومة انتقالية لفترة 3 سنوات يترأسها الرئيس الحالي سلفا كير ويتم تعيين زعيم الحركة الشعبية المعارضة رياك مشار نائبا أول بالإضافة إلى 4 نواب آخرين، وتكوين مجلس وزراء يضم 35 وزيرا، وبرلمان بشمل 550 عضوا، منهم 332 للحكومة، و128 لمشار، و5 من مجموعة الأحزاب السياسية المعارضة، و30 نائبا للقوى السياسية الأخرى، و10 نواب بمجموعة المعتقلين السابقين.
وظلت بعض البنود في الاتفاقية معلقة، وتم تأجيلها لإجراء مزيد من المفاوضات بالخرطوم خاصة القضايا المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية ونوابه الخمسة بالإضافة إلى حدود القبائل وعدد الولايات التي تعتبر من أكثر النقاط خلافا بين الحكومة والحركة الشعبية في جنوب السودان.