اختتمت الدورة الثانية والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة أعمالها مساء اليوم، بعد عام مزدحم بقضايا منها تغير المناخ ونزع السلاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي هذا الإطار قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: إن الدورة، التي بدأت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي شهدت أيضا جهودا من الدول الأعضاء لتعزيز منظومة الأمم المتحدة ذاتها.
ومما اتسمت به هذه الدورة تعزيز الشفافية عبر عقد أول حوارات غير رسمية مع المرشحين لتولي رئاسة الجمعية العامة.
وأعرب جوتيريش عن تطلعه للعمل مع الرئيسة المنتخبة للجمعية العامة ماريا فرناندا إسبيونوزا، من الإكوادور، التي تعد رابع امرأة تشغل هذا المنصب.
وفي آخر خطاب له أمام الجمعية العامة قبل انتهاء ولايته، سلط ميروسلاف لايتشاك رئيس الدورة الثانية والسبعين الضوء على قضايا منها السلام.
وقال إن ميثاق الأمم المتحدة يلزم الدول بالعمل لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب. وأضاف “لكننا لم نف دائما بهذا التعهد. في الماضي كان عملنا يركز على رد الفعل. كنا نحاول حفظ السلام عندما لم يكن هناك أي سلام لحفظه.”
وأشار إلى أن الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي قد اعتمدا قرارات مهمة عام 2016، حددا فيها نهجا جديدا حول السلام الدائم، لينصب التركيز على الوقاية من نشوب الصراعات.
وقال إن الجمعية العامة عقدت خلال الدورة التي رأسها، أول اجتماع رفيع المستوى حول بناء السلام واستدامته. وشدد على ضرورة مواصلة العمل ليصبح السلام الدائم واقعا، وليس مجرد فكرة أو تطلع.
كما تحدث رئيس الجمعية العامة عن المناخ، وما تحقق في مجال البيئة خلال العام المنصرم الذي شهد أيضا أعاصير في منطقة الكاريبي وفيضانات وجفافا في مختلف المناطق من أفريقيا إلى آسيا. وتطرق إلى الحاجة لتوفير التمويل للتعامل مع تحديات المناخ.
وعلى الرغم من تحقيق تقدم على مساري أهـداف التنمية المستدامة وتطبيق اتفاق باريس للمناخ، إلا أن لايتشاك شدد على ضرورة عمل المزيد لجمع التمويل وإبرام الشراكات الجديدة وخاصة مع القطاع الخاص.
وفي سياق حديثه عن إصلاح الأمم المتحدة، شدد على ضرورة أن تتطور المنظمة الدولية وتتكيف مع التغيرات وأن تمتلك الأدوات الضرورية للتعامل مع الأوضاع في عالم اليوم.
واختتم ميروسلاف لايتشاك خطابه بالقول إن العالم يمر بمفترق طرق، بما يحتم اتخاذ قرارات صعبة.
“يمكننا اختيار توفير حياة أفضل للجميع، أو السير على طريق تزايد انعدام المساواة والوعود غير المنجزة. يمكن أن نختار نهجا جديدا للسلام، أو نسلك طريقا يجلب مزيدا من المعاناة. يمكن أن نحول التوجهات الحالية إلى فرص، من تنقلات البشر إلى قضايا المناخ، أو أن نمشي في الطريق الخطأ وننقلب على بعضنا البعض بدلا من أن نعمل معا.”