“عدم توفر الطعام لأي شخص أو لأي طفل أمر مزعج. إنه يهزك من الأعماق. أتذكر حينما كنت طفلا ولا أجد الطعام، وكنت قادرا فقط على تناول وجبة واحد جيدة على مدار اليوم”.
جاءت حملة أوسكار إيكونيمو لتوفير الطعام للفقراء من طفولة مليئة بالجوع، حينما مرض والده ولم يعد قادرا على العمل، أصبحت العائلة كلها جوعى.
لكن الآن يعتقد صاحب المشرع التكنولوجي في العاصمة النيجيرية أبوجا أن لديه الحل، لمشكلة تفاوت الحظوظ من الغذاء.
لقد ابتكر تطبيقا يسمى “Chowberry”، وهو يربط بين الأشخاص وبين الأغذية في محال البقالة، التي ستلقى عادة في سلال القمامة.
واستخدم التطبيق 35 بائع تجزئة، ومنظمات خيرية ومنظمات أخرى في البلاد.
في أحد متاجر البقالة في أبوجا، يفرغ أحد البائعين الأرفف المليئة بالسيمولينا، وهو نوع من الدقيق المطحون في عربات التسوق.
إنه يعد المنتجات لكي تجمع من جانب “ثرفتي سلاير”، وهي منظمة خيرية اشترت تلك المنتجات بأسعار مخفضة عبر تطبيق تشوبيري.
منتجات منخفضة الثمن
حين وقفنا في أحد الممرات، أمسك أوسكار بحاسوب لوحي ليشرح كيف يعمل هذا التطبيق.
ويقول: “لدينا نظام عبر هذا التطبيق، يسمح لبائعي التجزئة بوضع بيانات، عن المنتجات التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء”.
“هذه المنتجات تباع بأسعار مخفضة للغاية، لأنها اقتربت من نهاية فترة الصلاحية”.
وأضاف: “هذه الأطعمة ستلقى عادة في سلاسل القمامة من جانب التجار، لكن مع تطبيقنا فإن هؤلاء التجار لديهم وسيلة لإنقاذ خسائرهم”.
“في نفس الوقت فإن المنظمات الخيرية قادرة على أخذ هذه الأطعمة، بأسعار معقولة للغاية، وجمع أطمعة أكثر من أجل توزيعها”.
وحاليا يستطيع أي شخص أن يطلب أطعمة بأسعار مخفضة عبر الإنترنت، لكن هناك 15 منظمة خيرية لديها ميزة الوصول المفضل، لطلب كميات أكبر من الطعام.
تطبيق تشوبيري لديه قائمة من تفضيلات تلك المنظمات، ويرسل إليهم تحديثات، حينما يتلقى أنواع الأطعمة التي يحتاجون إليها من أجل برامج توزيع الطعام.
ويقول أوسكار: “بعض المتاجر، التي نعمل معها، قالوا لي إنهم استطاعوا توفير 80 في المئة، مما كانوا يلقونه في سلال القمامة”.
وتشير دراسة، أجريت برعاية الأمم المتحدة، إلى أن ثلث الأطعمة التي تنتج بغرض الاستهلاك حول العالم تفقد أو تهدر.
وتصل هذه الكمية إلى 1.3 مليار طن سنويا.
كما تشير أرقام الأمم المتحدة أيضا إلى أن واحدا من بين كل تسعة أشخاص حول العالم ينام جائعا، على الرغم من وجود كميات كافية من الطعام في العالم.
ويركز أوسكار في مهمته على الوصول إلى الأشخاص، اصحاب الدخول المنخفضة للغاية.
ويقول: “إنهم لا يمتلكون هواتف ذكية، لذلك فإن الكيان الذي يربطنا بهم هو المنظمات الخيرية”.
منظمة “ثريفتي سلاير” واحدة من المنظمات الخيرية، التي تشتري الأطعمة منخفضة الأسعار، لتوزعها في برامجها لتوزيع الأغذية عبر تطبيق “تشوبيري”.
وتمول برامج المنظمة من بيع الملابس المستعملة، التي يتبرع بها أصحابها، لكن إيجوما نويزو، مؤسسة منظمة “ثريفتي سلاير”، تقول إن تطبيق تشوبيري يساعد على زيادة موارد تمويل المنظمة.
وتقول: “لقد بدأنا بإطعام نحو 40 شخصا، لكن العدد زاد الآن. نحن نطعمهم حاليا والجماعات المجاورة لهم، أي نحو 200 شخص كل يوم أحد”.
وتضيف: “مع زيادة عدد الأشخاص الذين نطعمهم، بدأنا في البحث عن طرق لخفض التكلفة. الشيئ الجيد في شراكتنا مع تطبيق تشوبيري هو إتاحة الغذاء بالكميات التي نحتاجها”.
وتصنف أرقام الأمم المتحدة نحو 14 مليون شخص في نيجيريا يعانون من سوء التغذية.
ويرى عمارة نوانكا، مدير السياسة العامة في منظمة “شيهو موسى يارادوا” وهي منظمة ناشطة في مجال الأمن الغذائي، أن الجوع يمثل مشكلة كبيرة.
ويقول: “أعتقد أن التحديات، التي نواجها بشأن إمدادات الغذاء والوصول إليها، تمثل فرصة للمبتكرين. ليس لدينا سبيل سوى أن نبتكر طرقا للخروج من هذه المشكلة”.
وخلال زيارة إلى بلدة “باياكاسا”، وهي بلدة فقيرة محاطة بالجبال على ضواحي أبوجا، حيث كانت الأطعمة توزع على الفقراء ضمن برنامج للتغذية، كان هناك نحو 50 شخصا يتلقون وجبات الطعام.
وكان أغلب هؤلاء الأشخاص من النساء والأطفال، وقالوا لبي بي سي إنه بالنسبة لمعظمهم، فإن تلك الوجبة هي الأكبر خلال أسبوع.
ويعد إهدار الطعام مشكلة كبيرة، ولدى أوسكار طموحات عالمية لفكرته البسيط.
ويأمل أوسكار أنه إذا حقق مشروعه نجاحا في نيجيريا وأنحاء أفريقيا، فإنه حينها قد يغير حياة الكثيرين حول العالم.