الرواية السعودية تخرج قضية خاشقجي من دائرة التسريبات

آخر تحديث : الأحد 21 أكتوبر 2018 - 3:26 صباحًا
الرواية السعودية تخرج قضية خاشقجي من دائرة التسريبات

بددت الرواية الرسمية السعودية بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي الغموض الذي أحاط بالقضية وأعادت للرياض المبادرة في قضية هي أولى بأن تقدم تفاصيلها بدل ترك الباب للتسريبات التركية.

وقال النائب العام السعودي في بيان، السبت، إن شجارا وقع بين خاشقجي وأشخاص قابلوه في القنصلية مما أدى إلى وفاته. وأضاف البيان أنه ألقي القبض على 18 سعوديا.

وكشف مسؤول سعودي لرويترز أن اشتباكا دار بين مجموعة من السعوديين وخاشقجي الذي توفي على إثره، مضيفا أنهم كانوا يحاولون إسكاته.

وبحسب صحيفة “العرب” اللندنية، اعتبر متابعون خليجيون أن تقديم السعودية روايتها التفصيلية للحادث أعاد الأمور إلى نصابها، فالخبر بالأساس هو خبر سعودي والتحقيق كذلك، قبل التحقيق التركي وقبل الدعاية القطرية الإخوانية، وأن الجانب السعودي هو الجهة التي يجب أن ترشح عنها المعلومات وأن الغرب الذي خاض يمينا ويسارا في الموضوع، ينتظر أن تعطيه السعودية المعلومات بشفافية.

وأضاف هؤلاء المتابعون أن انتزاع السعودية المبادرة الإعلامية في هذه القضية من خلال الحقائق وعبر تكليف فريق متخصص في توزيع نتائج التحقيق وتفاصيلها، سيحرم أعداءها المتربصين من فرصة الاشتغال في منطقة الغموض كما حدث في الجزء الأول من قضية خاشقجي إذا استمر سيل لا ينقطع من التسريبات والأخبار المغالية والبعيدة عن الحقيقة.

وتشير ردود الفعل الغربية إلى أن الدول الكبرى، وخصوصا الولايات المتحدة، تميل إلى الرواية السعودية وأن حرص الرياض على توفير التفاصيل سيعزز من قدرتها على إدارة حملة علاقات عامة مضادة تخفف من تأثيرات الحملة الشرسة التي تعرضت لها.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي جعل من توثيق العلاقات مع السعودية نقطة رئيسية في سياسته الخارجية، للصحافيين في أريزونا إن التفسير الذي قدمته الرياض “معقول”، مضيفا “أعتقد أنها خطوة أولى جيدة. إنها خطوة كبيرة”.

وشدد ترامب على أهمية الرياض في مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

وقالت الحكومة البريطانية، السبت، إنها تدرس “الخطوات التالية” غداة الاستماع إلى رواية الرياض للظروف التي حفت بمقتل خاشقجي.

وكشفت الإقالات التي صدرت بأوامر ملكية أن جهاز الاستخبارات السعودي يتحمل المسؤولية عن الحادثة في حين أن إقالة المستشار في الديوان سعود القحطاني ترتبط بترتيبه اللقاء مع خاشقجي بهدف إقناعه بالعودة إلى السعودية.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قد أصدر قرارا بإقالة نائب رئيس جهاز الاستخبارات أحمد عسيري وعدد من كبار مساعدي رئيس الجهاز، كما أمر بإعادة هيكلة الجهاز تحت إشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ويعد الخطأ الذي ارتكبه الجهاز مثالا كلاسيكيا على خروج أفراد الأجهزة الأمنية السرية عن قواعد العمل الحكومي والأمني التقليدية بحكم حجم السرية الذي يحيط بنشاطهم.

ويعتقد مراقبون أن إزاحة الغموض عن قضية خاشقجي ستعزز إصرار السعودية على عقد مؤتمر “دافوس الصحراء” في موعده خاصة أنها لم يعد لديها الآن ما تخفيه في هذه القضية، مشيرين إلى أن عددا من الذين قرروا الغياب عن المؤتمر ربطوا مشاركتهم بتوضيح بشأن ما جرى ومن جهات سعودية رسميا، وهو ما تم فعلا.

واعتبر المراقبون أن الرواية الرسمية السعودية حول مقتل خاشقجي سحبت البساط من تحت أرجل مطلقي التسريبات، خاصة من الدوائر التركية التي عملت على إدامة الغموض وتعطيل التحقيق لقضاء المزيد من الوقت في تشويه السعودية سواء عبر وسائل إعلام محلية أو وسائل إعلام غربية.

وبدا وكأن تركيا تفاجأت بالرواية السعودية التي تركتها في التسلل، خاصة أنها كانت تريد أن تقدم هي التحقيقات وأن تستثمرها في الضغط على الرياض. وليس مستبعدا أن تجد نفسها مضطرة للمسارعة إلى تقديم رواية في أقرب وقت، لتبقى في صورة من يسعى للاستفادة من الأزمة.

ووعدت أنقرة، السبت، بالكشف عن كامل تفاصيل مقتل خاشقجي، وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن المتحدث باسم الحزب الحاكم عمر جليك.

وقال جليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الإسلامي “إن تركيا ستكشف كل ما حدث. لا يشكنّ أحد في ذلك”. وأضاف “نحن لا نتهم أحدا بشكل مسبق لكننا لن نقبل أن يبقى أي شيء مخفيا”.

وأشادت دول عربية بينها الإمارات ومصر والبحرين بقرارات السعودية.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية على تويتر إن الإمارات تدعم بيان المملكة و”تشيد بتوجيهات وقرارات خادم الحرمين الشريفين بشأن قضية خاشقجي”.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن “القرارات والإجراءات الحاسمة والشجاعة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن إنما تتسق مع التوجه المعهود لجلالته نحو احترام مبادئ القانون وتطبيق العدالة النافذة”.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية البحرينية “تشيد مملكة البحرين بالاهتمام الكبير لخادم الحرمين الشريفين… لأجل إرساء العدل والإنصاف وكشف الحقائق بكل نزاهة وموضوعية”.

رابط مختصر
2018-10-21 2018-10-21
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر