فنان أردني يصنع المجسمات من نوى التمر وبذور الزيتون

آخر تحديث : الأحد 21 أكتوبر 2018 - 2:50 صباحًا
فنان أردني يصنع المجسمات من نوى التمر وبذور الزيتون

عمّان:

على مدى 25 عاما، كان غسان عياصرة يسير في شوارع عمّان، فقط ليجمع بذور الزيتون والتمر والأوراق وأكياس الرقائق.

وشيئا فشيئا، تمكن من ابتكار أشكال وهياكل ملونة مبهرة لا تظهر موهبته الفنية فحسب، بل تظهر أيضا روحا تتعلق بالبيئة واهتماما شديدا بها.

يستخدم الفنان الأردني البالغ من العمر 53 عاما المواد المعاد تدويرها لتشكيل أعمال فنية تعكس تاريخ بيئته الخاصة وثقافتها.

ويقول، “أتجول بشكل يومي.. وفي كل جولة أتأمل الطبيعة وأجمع مخلفاتها وأعيد تشكيلها بالبيت لأكوّن منها لوحات فنية.. وهكذا تطورت الفكرة شيئا فشيئا”.

ويعرض عياصرة الآن تشكيلة متنوعة من أعماله الفنية في معرض بدائرة المكتبة الوطنية في عمّان.

وتضم مجموعته الضخمة هيكلا لقبه “الصخرة” استخدم فيه ما يقرب من نصف مليون بذرة من بذور الزيتون والتمر، وفسيفساء زجاجية ملونة. واستغرق الأمر من عياصرة ثلاث سنوات لإكمال البناء المبهر.

وبسبب حجمه الكبير، دعا عياصرة أشخاصاً من 17 دولة عربية وأجنبية لإرسال بذور الزيتون والتمر إليه.

يقول، “مجسم القمم العملاقة المقتبس عن قبة الصخرة، مرصع تقريبا بنصف مليون بذرة زيتون وتمر، ومزين أيضا بقطع الفسيفساء الزجاجية، كلها من مخلفات من أعمال الزجاج، زينته أيضا بقشور البيض، انطلقت الفكرة من مجسم صغير ونجحت الفكرة ففكرت أن أطور العمل ليكون أشبه بمعجزة فنية”.

ويحمل عياصرة في وجدانه رسالة واحدة هي حماية البيئة والحفاظ عليها.

ويقول، “الرسالة هي الحفاظ على البيئة، أنا لا أبدع أعمالا فنية فقط بل أدعو إلى الحفاظ على البيئة من خلال تدوير مخلفاتها الصلبة التي تلوث الطبيعة.. شوارعنا ممتلئة بأوراق وأكياس وبقايا فضلات بشرية مزعجة”.

ويقول عياصرة وهو أب لخمسة أطفال إنه يشجع أبناءه على الحفاظ على عاداته وتقاليده في حماية البيئة. ويضيف، “لا يوجد شيء اسمه نفايات في بيتي، أقوم بتجميع كل ما يتلف ولا يعد صالحا للاستخدام المنزلي لأقوم بتحويله إلى أشكال فنية فائقة الجمال، إلى الحد الذي أصبح الناس يطلبون مني شراء هذه التحف”.

الطريف أن عياصرة يجمع عظام اللحوم والدواجن التي تبقى بعد تناول وجبات الطعام، ويحوّلها إلى أشياء ذات فائدة.

والتفت مؤخرا إلى طريقة جديدة لإعادة تدوير أكياس بطاطا “الشيبس” التي يتناولها الأطفال بكثرة في الحدائق والمدارس، فعند زيارته إلى مدرسة ابنته انتبه إلى هذه الأكياس فما كان منه إلا أن اقترح تقديم دورات وبعض الورش تعليم الأطفال إعادة تدوير العلب البلاستيكية وكل ما يرغب الطالب بإعادة تدويره.

ولديه عمل إبداعي آخر يصور المسجد الحرام في مكة المكرمة حيث استخدم الآلاف من أكياس الرقائق الملونة في صنعه.

ويقول إن أعماله الفنية طافت بحوالي 300 معرض في أنحاء العالم، ويستمر معرضه في عمّان حتى 25 أكتوبر.

رابط مختصر
2018-10-21 2018-10-21
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر