كلما تقدمت بنا الأيام أكثر فأكثر نشهد اشتداد أزمات حكومة ولاية الفقيه المنهارة على الجهتين الداخلية والدولية.
الضغوط الاقتصادية المتزايدة على الشعب والاحتجاجات والاضرابات الداخلية التي أربكت النظام يوميا من جهة وفضح المخططات الإرهابية للنظام في المنطقة وفتح قضايا الإرهاب وزعزعة الاستقرار في الدول المختلفة من جهة أخرى خلقت حالة من التخبط والهلع لدى نظام الملالي.
وإحدى الأزمات الخارجية كانت فضح تورط النظام في مخططات إرهابية في الدنمارك الأمر الذي كشفت عنه حديثا الأجهزة الأمنية في هذا البلد.
والمشتبه به في هذه العمليات هو شخص إيراني الأصل يبلغ من العمر ٣٩ سنة ويحمل الجنسية النرويجية حيث تم إلقاء القبض عليه في يوم ٢١ اكتوبر في مدينة يوتبري (غوتنبرغ) في السويد وهو يقوم بالتقاط الصور. ووفقا للتحقيقات المجراة فقد قضى هذا الشخص مدة في إيران قبل عملية اعتقاله.
في هذا الصدد قامت وزراة الخارجية الدنماركية بداية باستدعاء مرتضى مراديان سفير إيران في هذا البلد لاستجوابه في المكتب السياسي لوزارة الخارجية وبعد ساعة واحدة قامت الدنمارك باستدعاء سفيرها من طهران. الجدير بالذكر هنا بأن وزارة الخارجية الإيرانية قامت باستدعاء سفير الدنمارك قبل أن يقوم السفير بترك إيران متوجها نحو كوبنهاغن وذلك بهدف الاحتجاج على استدعاء سفيرها في الدنمارك.
اندرس سامويلسن وزير الخارجية الدانماركي كتب على التويتر حول هذا الموضوع: “إن هذا العمل غير مقبول تحت أي شكل من الأشكال وهو أن تخطط إيران لهجمات وعمليات إرهابية في الدنمارك” وأضاف أن الدنمارك سوف تقوم بردة فعل قوية اتجاه إيران وسوف تتحدث مع شركائها الأوروبيين للقيام بالخطوات التالية.
النقطة المثيرة للاهتمام في هذه الحالة هي الطريقة القديمة المتبعة من قبل نظام الملالي وهي الهروب للأمام. لأن بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية نفى فورا المخطط الفاشل لاستهداف أحد المعارضين الإيرانيين في الدنمارك واعتبره استمرارا للمؤامرات والدسائس الموجهة ضد النظام الإيراني والتي سيكون لها تأثير منفي وسلبي على ما سماه بـ«العلاقات الأوروبية والإيرانية الجيدة والواسعة!» في الظروف الحالية الخاصة والخطيرة.
لايوجد مكان للشك والترديد بالطبع في هذه الحالات ما هو هدف هذا الإرهاب الأعمى والوحشي الواسع لنظام الملالي حيث ستتكرر بعدها نفس السناريوهات المتبعة قبل النظام الإيراني بعد إفشال نفس هذه الهجمات.
في نفس الوقت قال وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو بعد كشف هذه المؤامرة الإرهابية بأن بلاده تدعم الدنمارك وكتب على صفحته على التويتر: “نبارك لحكومة الدنمارك بأنها قامت بإلقاء القبض على مجرم قاتل تابع للنظام الإيراني.. لقد كانت أوروبا لمدة تقارب الأربعين عاما هدفا للهجمات الإرهابية التي تدعمها إيران ماليا.. نحن ندعو حلفائنا وشركائنا لمواجهة التهديدات الإيرانية من أجل إحلال السلام والأمن”.
لارس لوغة راسموسن رئيس الوزراء الدنماركي قرأ هذه المؤامرة أنها من ضمن “القرون الوسطى” وأشاد بموقف تريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية لدعمها لموقف بلدها من أجل الوقوف في وجه إيران. حيث أن تريزا ماي كانت قد قالت بأنه من غير المقبول أن يقوم النظام الإيراني بالتخطيط لعمليات إرهابية على الأراضي الدنماركية وقالت بأنه سيتم مناقشة اتخاذ تدابير ضد النظام في الاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا بهذا الصدد أشارت فيه إلى إحباط المؤامرة الإرهابية وكتبت تقول: ينتشر تقرير الدنمارك بعد أن قال المسؤولون الفرنسيون إن النظام الإيرني كان يقف وراء محاولة للهجوم على المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في فرنسا في أواخر شهر يونيو. والمسؤولون الأمريكيون قالوا بأن النظام الإيراني كان وراء مؤامرة مشابهة في ألبانيا في شهر مارس.
وهذه التهمة التي خطط فيها عميل إيراني لشن هجوم على الأراضي الفرنسية تهدد الدعم الأوروبي للاتفاق النووي.
بطبيعة الحال، فإن التخطيط لمثل هذه الاغتيالات والعمليات في السنوات الأخيرة ليس خدعة جديدة من النظام الإيراني.
عمليات الاغتيال التي يقوم بها النظام في خارج البلاد هي فقط قسم من حرب النظام في وجه المجتمع الدولي الأمر الذي يرجع لطبيعة هذا النظام الإرهابية. لأن الإرهاب يعتبر بمثابة حربة النظام للاستمرار في بقائه وتصدير أهدافه الإرهابية الشريرة.
السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في رسالة مصورة وجهتها للندوة التي عقدت في بروكسل بتاريخ ٤ اكتوبر ٢٠١٨ بعنوان (موجة جديدة لإرهاب النظام الإيراني – ردود الأفعال الأوروبية والأمريكية) خاطبت الشخصيات السياسية والمشاركين قائلة: .. دبلماسيو النظام متورطون ومشاركون بشكل منهجي في الإرهاب والجاسوسية. في الحقيقة فإن الإرهاب هو أكبر أداة لتقدم السياسة الخارجية للنظام. كما ذكرت السيدة رجوي عدة طرق للتعامل مع هذا الإرهاب للحكومات الأوروبية:
تعاملوا بحسم مع هذا النظام. افضحوا قضايا النشاطات الإرهابية للنظام علنا. أغلقوا سفارات النظام التي أصبحت مراكز معروفة للجاسوسية والإرهاب. لا تتعاملوا مع شركات قوات الحرس وهيئة تنفيذ أوامر الإمام. وكل تعامل تجاري مع هذه المؤسسات هو بمثابة تأمين مالي للإرهاب. لا تقفوا صامتين في وجه الإعدام والتعذيب للسجناء الإيرانيين والانتهاك الواسع لحقوق الشعب الإيراني. أحيلوا مسؤولي الجرائم ضد الإنسانية في الأربعين عاما الفائتة في إيران للعدالة.
باختصار كما صرحت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية فإن الطريق الوحيد لمواجهة هذا النظام وسياسة الموت والقتل التي يتبعها في المنطقة هو الوقوف بثبات وحزم وعدم التماشي مع هذا النظام وهذا هو الطريق الوحيد الذي سيمنع النظام من التوسع في جرائمه وسيقوم بالتضييق عليه أكثر لمنعه من التقدم في إرهابه الأعمى وسياساته التي تهدد شعوب العالم والمنطقة.
*كاتبة إيرانية