قالت مسؤولة بارزة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن هناك حالة من “الرعب والفزع” بين اللاجئين الروهينجا في جنوب بنغلاديش، الذين يواجهون خطر إعادتهم دون إرادتهم إلى ميانمار، محذرة من أن ذلك سيعرض حياتهم لأخطار محدقة.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فإن بعض اللاجئين في بنغلاديش هددوا بالانتحار إذا ما أجبروا على العودة، وقد حاول حسب التقارير اثنان من المسنين في منطقة “كوكس بازار” الانتحار بالفعل.
وشددت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت على أنه “مع الافتقار التام للمساءلة” في ميانمار واستمرار الانتهاكات هناك فإن عمليات الإعادة هذه تعني إرسال اللاجئين إلى نفس دائرة انتهاك الحقوق التي “ظلوا يعانونها لعقود.”
وقد ورد أن هناك خططا لإعادة أكثر من 2200 من لاجئي الروهينجا من بنغلاديش إلى ميانمار، من ضمنهم عائلات من النساء والأطفال؛ وحسب المفوضية فإن هؤلاء اللاجئين ظلوا يكررون مرارا رفضهم العودة في ظل الظروف الحالية.
وشددت السيدة باشيليت على أن طرد اللاجئين أو إعادتهم قسرا هو “انتهاك واضح للمبدأ القانوني الأساسي”، الذي يحظر العودة إلى الوطن في حال وجود تهديدات بالاضطهاد أو مخاطر كبيرة على الحياة أو السلامة الجسدية أو الحرية. ودعت مفوضة حقوق الإنسان حكومة ميانمار إلى إظهار جديتها في تهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية، وذلك بمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة في ولاية راخين.
وقد أدى العنف المنظم واسع النطاق ضد أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار إلى فرار مئات الآلاف من ديارهم في ولاية راخين، والبحث عن ملاذ أمن في بنغلاديش المجاورة.
وقالت ميشيل باشيليت إن تاريخ الروهينجا في ميانمار مليء بسلسلة متكررة من العنف والهروب والعودة”، داعية المجتمع الدولي إلى “التحدث بصوت واحد لوقف هذه السلسلة من تكرار نفسها، مرة أخرى”.
ووفقا للتقديرات، هناك حوالي 925 ألف لاجئ من الروهينجا في بنغلاديش، معظمهم في منطقة كوكس بازار، المدينة الساحلية التي تحولت غضون بضعة أشهر فقط إلى أكبر مستوطنة للاجئين في العالم.