أباطرة النقابات

آخر تحديث : الأحد 20 يناير 2019 - 9:31 صباحًا
بقلم: صيدلي/ علي عبد الرحمن
بقلم: صيدلي/ علي عبد الرحمن

فى ” دولة صيدلستان و بلاد ما وراء النهر ” ، نقابة الصيادلة تعتبر ركن أساسى فى منظومة سوق الدواء بما أنها تمثل جموع الصيادلة أصحاب الصيدليات و التى تعتبر حلقة الوصل بين شركات الدواء و المريض و تعتبر أيضاً منفذ بيع و توزيع أدوية تلك الشركات مقابل هامش ربح للصيدلى متفق عليه.

و من المفترض أن مهمة نقابة الصيادلة هى الدفاع عن مصالح الصيادلة و الحفاظ على مكتسباتهم.

و مما لاشك فيه أن وجود نقابة مهنية قوية تستطيع أن تحمى صغار الصيادلة من تغول أصحاب شركات الأدوية و أباطرة الدواء يمثل خطر كبير على مصالح أصحاب شركات الأدوية و أباطرة الدواء ، حيث أن من مصلحتهم أن تظل نقابة الصيادلة فى صراع و تطاحن و مشاكل داخلية حتى يتحكمون فى مدخلات و مخرجات سوق الدواء من دون رادع ، و لا أحد يستطيع أن يلقى باللوم على شركات الأدوية فهى تسعى لتحقيق أقصى ربح بغض النظر عن تأثر دخل الصيدليات الصغيرة أو حتى إفلاس أصحابها.

و هنا يأتي دور أباطرة النقابات الذين يلعبون دور مهم يصب فى مصلحة أباطرة الدواء دون أن يشعروا و ذلك من خلال سعيهم للسيطرة على أغلب مقاعد مجلس النقابة للتحكم فى مفاصل النقابة لهدف غير الهدف الذى أنشأت من أجله النقابة ، هدفهم السيطرة من أجل السيطرة و فقط.. و يبدأ دورهم فى السيطرة مبكراً و ذلك أثناء الإنتخابات و تكوين قوائم إنتخابية تدين لأباطرة النقابات بالولاء الكامل فى حال فوزهم و يكون إختيار المرشح لتلك القوائم طبقاً لشعبيته داخل نطاق محافظته و قدرته على الحشد للتصويت لصالح قائمتهم و بالتالى تكون قوة القائمة من قوة أفراد القائمة و الذين يتم إختيارهم بعناية لضمان الفوز بالإنتخابات.

و بعد نجاح القائمة تبدأ مرحلة السيطرة على هيئة المكتب و اللجان المهمة داخل النقابة ، و بما أنه من الصعب جداً السيطرة على هيئة المكتب بالكامل أو اللجان المهمة ، تبدأ الصراعات داخل أروقة النقابة وتصبح النقابة مشغولة بالصراعات الداخلية و منقسمة و غير قادرة على التعامل مع الملفات المهمة و التحديات التى تواجه مهنة الصيدلة و كل ذلك يصب فى مصلحة أباطرة الدواء فوجود نقابة مشلولة مغيبة غير قادرة على الدفاع عن مصالح أعضائها مكسب كبير لهم بل ويحرصون على إستمرار تلك المشاكل و الصراعات داخل النقابة.

و فى النهاية تتلاقى مصالح أباطرة الدواء مع أباطرة النقابات و لو تظاهروا بعكس ذلك لأن المحصلة النهائية هى خراب بيوت صغار الصيادلة أصحاب الصيدليات الفردية بسبب الممارسات الإحتكارية و التلاعب فى نسب خصم الصيدلى المنصوص عليها قانونا دون رقيب أو رادع.

و ستظل النقابة مغيبة ، مشلولة و مشغولة بالصراعات الداخلية طالما تصب فى مصلحة أباطرة النقابات و أباطرة الدواء.

رابط مختصر
2019-01-20
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر