فى ” دولة صيدلستان و بلاد ما وراء النهر ” ، نقابة الصيادلة تعتبر ركن أساسى فى منظومة سوق الدواء بما أنها تمثل جموع الصيادلة أصحاب الصيدليات و التى تعتبر حلقة الوصل بين شركات الدواء و المريض و تعتبر أيضاً منفذ بيع و توزيع أدوية تلك الشركات مقابل هامش ربح للصيدلى متفق عليه.
و من المفترض أن مهمة نقابة الصيادلة هى الدفاع عن مصالح الصيادلة و الحفاظ على مكتسباتهم.
و مما لاشك فيه أن وجود نقابة مهنية قوية تستطيع أن تحمى صغار الصيادلة من تغول أصحاب شركات الأدوية و أباطرة الدواء يمثل خطر كبير على مصالح أصحاب شركات الأدوية و أباطرة الدواء ، حيث أن من مصلحتهم أن تظل نقابة الصيادلة فى صراع و تطاحن و مشاكل داخلية حتى يتحكمون فى مدخلات و مخرجات سوق الدواء من دون رادع ، و لا أحد يستطيع أن يلقى باللوم على شركات الأدوية فهى تسعى لتحقيق أقصى ربح بغض النظر عن تأثر دخل الصيدليات الصغيرة أو حتى إفلاس أصحابها.
و هنا يأتي دور أباطرة النقابات الذين يلعبون دور مهم يصب فى مصلحة أباطرة الدواء دون أن يشعروا و ذلك من خلال سعيهم للسيطرة على أغلب مقاعد مجلس النقابة للتحكم فى مفاصل النقابة لهدف غير الهدف الذى أنشأت من أجله النقابة ، هدفهم السيطرة من أجل السيطرة و فقط.. و يبدأ دورهم فى السيطرة مبكراً و ذلك أثناء الإنتخابات و تكوين قوائم إنتخابية تدين لأباطرة النقابات بالولاء الكامل فى حال فوزهم و يكون إختيار المرشح لتلك القوائم طبقاً لشعبيته داخل نطاق محافظته و قدرته على الحشد للتصويت لصالح قائمتهم و بالتالى تكون قوة القائمة من قوة أفراد القائمة و الذين يتم إختيارهم بعناية لضمان الفوز بالإنتخابات.
و بعد نجاح القائمة تبدأ مرحلة السيطرة على هيئة المكتب و اللجان المهمة داخل النقابة ، و بما أنه من الصعب جداً السيطرة على هيئة المكتب بالكامل أو اللجان المهمة ، تبدأ الصراعات داخل أروقة النقابة وتصبح النقابة مشغولة بالصراعات الداخلية و منقسمة و غير قادرة على التعامل مع الملفات المهمة و التحديات التى تواجه مهنة الصيدلة و كل ذلك يصب فى مصلحة أباطرة الدواء فوجود نقابة مشلولة مغيبة غير قادرة على الدفاع عن مصالح أعضائها مكسب كبير لهم بل ويحرصون على إستمرار تلك المشاكل و الصراعات داخل النقابة.
و فى النهاية تتلاقى مصالح أباطرة الدواء مع أباطرة النقابات و لو تظاهروا بعكس ذلك لأن المحصلة النهائية هى خراب بيوت صغار الصيادلة أصحاب الصيدليات الفردية بسبب الممارسات الإحتكارية و التلاعب فى نسب خصم الصيدلى المنصوص عليها قانونا دون رقيب أو رادع.
و ستظل النقابة مغيبة ، مشلولة و مشغولة بالصراعات الداخلية طالما تصب فى مصلحة أباطرة النقابات و أباطرة الدواء.