على الرغم من تظاهر النظام الإيراني بالقوة الزائفة وفضح دوره المدمر في دول العالم المختلفة إلا أن أوروبا أيضا تضع أصابع الاتهام على هذا النظام وأهدافه الإرهابية.
نظرة إلى بعض هذه المواقف تبين هذه الحقيقة أكثر فأكثر:
المسؤولون الأوروبيون وبصورة عامة وألمانيا وبلجيكا بصورة خاصة كان يجب عليهم عدم قبول أي نوع من أنواع التعامل والتهاون مع هذا النظام. لقد حان الوقت لكي يتم محاسبة الإرهاب بكل أشكاله وبمافي ذلك إرهاب طهران في كل مكان في العالم. وهذا اختبار حقيقي لأوروبا في مواجهة إرهاب النظام الإيراني في كل مكان في العالم.
(سيد احمد غزالي- رئيس الوزراء الجزائري السابق) “سياسات التماشي الأوروبية مع نظام ولاية الفقيه في إيران شجعته على الاستمرار في جرائمه. وهذا النظام الذي حوصر بعدة أزمات في الداخل وفي المشهد الدولي لم ير نفسه في أي مكان مهددا لهذا الحد ومثله مثل جميع الدكتاتوريين الذين يرون أنفسم وبقائهم في خطر اتجه نحو تشديد القمع في الداخل وتطوير البرنامج الصاروخي والبالستي ونشر الإرهاب في الخارج”. (السيناتور جان بير ميشيل أحد مؤسسي اللجنة الفرنسية من أجل إيران الديمقراطية). “لقد كنا شاهدين لعلمية طرح الأكاذيب الزائفة. إثارة التحركات، الهجمات الإرهابية، المؤامرة من أجل تنفيذ الهجمات الإرهابية. كحكومة، كمؤسسات حكومية، كشعب، يجب أن نرى كيف يمكننا الدفاع عن أصدقائنا والنهوض ببلدنا. لأن هذه المسئلة مهمة جدا لأمن بلدنا ونحن يجب أن نفكر بشكل عميق وحقيقي ماذا يمكننا أن نفعل” (فاطمير مديو- رئيس حزب الجمهوريين ووزير الدفاع الألباني السابق).
الإرهاب جزء من طبيعة النظام لطالما كان الإرهاب جزءا من طبيعة نظام الملالي. وطبعا في البداية كان الإرهاب أداة لتوسيع وتصدير ثورتهم المتطرفة والآن أيضا هو أداة من أجل الاستمرار في بقائهم. والأخبار التي نشاهدها اليوم في كل مكان تتحدث عن توضح تورط النظام في المنطقة وتصدير الإرهاب للدول الأوروبية.
ومع طرح الاتهامات الدنماركية الجديدة الآن هناك سبع دول أوروبية وهي النمسا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والدانمارك والنروج أشيرت فيها أصابع الاتهام لإرهاب النظام الإيراني بتورطه في أربع قضايا اغتيال ناجحة وفاشلة. لأن آلة الاغتيال الخاصة بالحكومة الدينية المجرمة قد نشطت الآن مجددا.
وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة ليست موضوعا جديدا ولم تكن كذلك أبدا وخلال هذه السنوات كان الفضل يعود في استمرار الحكومة الدينية في البقاء والحياة لنفس هذا الإرهاب المنتشر في خارج الحدود والقمع المستمر في داخل البلاد.
ولكن في هذه الأيام دخل الاتحاد الأوروبي مرحلة العمل: وافق وزراء الاتحاد الأوروبي على إضافة أسماء للائحة تجميد أصول نظام الملالي. أعلن موقع مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي في ٩ يناير ٢٠١٨ إضافة شخصين وهما مدير الأمن الداخلي لوزارة المخابرات و إدارة أمن النظام الإيراني لقوائم الإرهاب الخاصة بالاتحاد الأوروبي. طبعا تمت الموافقة على عملية الإدراج هذه من قبل محلس الوزراء الأوروبي هو جزء من ردة الفعل على الهجمات الماضية المحبطة على أرض أوروبا. وجاء في بيان مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي: “إضافة أسماء هؤلاء الأشخاص الحقيقيين والحقوقيين الإيرانيين لقوائم الإرهاب هو جزء من استجابة الاتحاد الأوروبي للهجمات الإرهابية الفاشلة على أرض أوروبا” وبهذا النحو فقد شملت قائمة الاتحاد الأوروبي حتى الآن ١٥ شخصا و٢١ مجموعة ومؤسسة تابعة للنظام.
جان بولتون مستشار الأمن الوطني الأمريكي تحدث خلال رسالته معبرا عن دعمه لمعاقبة جهاز مخابرات النظام الإيراني من قبل الاتحاد الأوروبي بسبب المؤامرات والمخططات الإرهابية ضد المعارضة الإيرانية في أوروبا.
“آندرس سامويلسن” وزير الخارجية الدنماركي قال أيضا: “لقد وافق الاتحاد الأوروبي على وضع العقوبات ضد أحد المؤسسات الاستخبارية الإيرانية بسبب تخطيطها لعمليات اغتيال على أرض أوروبا”.
وفي نفس الوقت قال أيضا وزير الخارجية الهولندي بأن الجمهورية الإسلامية متورطة في عمليتي اغتيال اثنتين في هولندا. وعمليات الاغتيال هذه حدثت في عام ٢٠١٥ و ٢٠١٧. “استيف بلوك” أفاد أيضا في رسالة للبرلمان الهولندي بأن أجهزة مخابرات هذا البلد لديها أدلة قاطعة تشير إلى تورط إيران في عمليتي الاغتيال هاتين.
مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أشار لإجراء الاتحاد الأوروبي وهولندا فيما يتعلق بالنظام الإيراني وكتب على التويتر بأن إيران وحزب الله منذ عام ١٩٧٩ يمارسون الترهيب في أوروبا والدول الأوروبية أرسلت رسالة واضحة لإيران بأنها لن تتحمل الإرهاب. وأعلن بومبيو أيضا بأن أمريكا تدعم العقوبات الأوروبية ضد إيران وتقف لجانب حلفائها الأوروبيين.
الجدير بالذكر أن النظام الإرهابي الحاكم في إيران متورط بأكثر من ٤٥٠ عملية إرهابية في خارج حدوده حتى الآن وأغلب تلك العمليات كانت موجهة ضد المقاومة الإيرانية والبعض الآخر كانت لخدمة أهدافه ومقاصده الخبيثة.
واستعرضت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في المؤتمر الدولي للجاليات الإيرانية مجموعة الحلول والخطوط الأساسية للتعامل مع هذا النظام المجرم بشكل واضح وجلي ومن بينها: ● إن الإرهاب وعدد هذه الجرائم الكبير بالنسبة للنظام الإيراني ليس ردة فعل لحظية وتكتيكية بل استراتيجية وسبيل للنظام للبقاء ومواجهة أزمة السقوط. ● الجنون الإرهابي للنظام يحدث في ظروف يحتاج فيها النظام للدعم والمساعدات السياسية والاقتصادية الأوروبية أكثر من أي وقت مضى وذلك بعد فرض العقوبات الأمريكية.
● اعتقال مسؤولي استخباري تابع للنظام كان يعمل تحت غطاء الدبلوماسية في النمسا وطرد ثلاثة دبلوماسيين إرهابيين تابعين للنظام من فرنسا وهولندا واعتقال إرهابي في الدانمارك كل هذا يثبت بأن مجلس الأمن القومي الأعلى للملالي حتى قوات الحرس وقوات قوة القدس الإرهابية ووزارة المخابرات ووزارة الخارجية وسفارات النظام جميعها جزء من الجهاز الإرهابي لولاية الفقيه.
في الوقت الحاضر يستخدم النظام الإرهاب في أوروبا وامريكا كأداة دفاعية ضرورية في مواجهة انتفاضة الشعب الإيراني.
وفي هذا الصدد طالبت المقاومة الإيرانية بإغلاق سفارات وممثليات نظام الملالي وأعشاش الاغتيال والتجسس وبطرد الدبلوماسيين وعملاء المخابرات وقوات فيلق القدس الإرهابية من الدول الأوروبية وأكدت على ضرورة فضح ونشر جميع حيثيات هذه القضية.
الحقيقة هي أن الموقف الجديد لنظام الملالي في أوروبا هو موقف ضعيف وهش جدا وهذا علامة على انتفاضة الشعب والاحتجاجات المناهضة للحكومة في داخل إيران مع العقوبات والنفي والكره الدولي لهذا النظام. وما يعد بإسقاط والإطاحة بالنظام الأصولي الحاكم في إيران هو نفسه علامة واضحة وجلية لمطالب الشعب الإيراني من أجل الوصول للحرية والديمقراطية.
*كاتبة إيرانية