استقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم 29 يناير، ميخائيل بوجدانوف، المندوب الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للشرق الأوسط وأفريقيا ونائب وزير الخارجية، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى القاهرة.
وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بين الجانبين حول عدد من القضايا الإقليمية الهامة يأتي على رأسها التطورات الأخيرة للأزمة في سوريا وتطورات القضية الفلسطينية والجهود الجارية لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وأوضح “عفيفي” أن الأمين العام استعرض خلال اللقاء مجمل مواقف ورؤى الجامعة العربية في هذا الصدد، مع الإعراب عن التطلع للحصول على مساندة روسيا الاتحادية، باعتبارها من الفاعلين الرئيسيين في ساحة العلاقات الدولية وتداخلها المباشر في الاتصالات التي تجري بشأن عدد من الملفات الإقليمية البارزة، وبصفة خاصة الملف السوري، لهذه المواقف والرؤى، أخذاً في الاعتبار العلاقات التاريخية والحالية الممتدة والمتشعبة التي تربط الجانبين العربي والروسي.
وأشار “عفيفي” أن “أبو الغيط” حرص على تجديد التأكيد على أهمية العمل على تحقيق تسوية سلمية مناسبة للأزمة في سوريا، ومساندة جهود المبعوث الأممي الجديد “بيدرسون” في هذا الصدد، بما من شأنه أن يخاطب آمال وتطلعات كافة أبناء الشعب السوري، وبما يحفظ في ذات الوقت وحدة الأرض السورية ويكسر شوكة الإرهاب، مع العمل على وقف التدخلات الخارجية التي من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من التعقيدات للأزمة أوتلقي بظلال سلبية على مستقبل التسوية السلمية. وقد حرص المسؤول الروسي بدوره على عرض أهم أبعاد الجهود والاتصالات التي تقوم بها بلاده في هذا الخصوص، بما في ذلك ما يجري في إطار اجتماعات “استانا” أو في إطار ثنائي مع الأطراف المتداخلة في الأزمة، مع تأكيد الاهتمام الكبير الذي توليه بلاده للتواصل في هذا الشأن مع الأمين العام والجامعة العربية للتعرف على الرؤى العربية تجاه ما يجري من تطورات.
من ناحية أخرى، أوضح عفيفي أن اللقاء شهد أيضاً نقاشاً حول التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، حيث اتفق الجانبان حول أهمية العمل على المضي قدماً في الجهود المبذولة لتأمين الحق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة، وأخذاً في الاعتبار الضغوط التي تعرض لها الفلسطينيون على مدار العام الأخير، وفيما يتعلق بقضيتي القدس واللاجئين على وجه الخصوص، مع التأكيد أيضاً على محورية العمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية المنشودة في هذا الإطار.
تجدر الإشارة إلى أن الأمين العام ناقش أيضا مع “بوجدانوف” الترتيبات والاتصالات الجارية بين الجانبين في إطار الإعداد لانعقاد الاجتماع الوزاري المقبل لمنتدى التعاون العربي/ الروسي والمقرر عقده في روسيا في أبريل القادم.