قال مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تصريح صحفي له حول ردات فعل النظام الإيراني المتوجسة خوفا من مؤتمر وارسو والمظاهرات الكبيرة للمقاومة الإيرانية في وارسو: بعد يومين من عقد مؤتمر وارسو لم تهدأ ردات فعل النظام المتوجسة خوفا من مؤتمر وارسو بل على ما يبدو أنها أصبحت عميقة أكثر وارتفعت التحذيرات المنادية بمدى خطورة الأوضاع.
وتحدث عقبائي عن سبب تحدث النظام في البداية عن مؤتمر وارسو بأنه مؤتمر فاشل وإظهاره الآن خوفه الشديد منه قائلا: من الطبيعي مع مرور الزمن أن تنحسر دعايات النظام حول فشل مؤتمر وارسو وعزلة امريكا وبالعكس ازداد الخوف والقلق من هذا المؤتمر وأصبح بارزا أكثر وفي وسائل الإعلام نرى طرح وجهات نظر أكثر عمقا عن نتائج هذا المؤتمر وتوجه أكثر نحوه.
وقال عقبائي كمثال علي خرم دبلوماسي سابق للنظام اعترف بأن حضور ومظاهرات مجاهدي خلق كان بهدف إظهار عدم شرعية النظام للعالم. وكتب: ” يجب على الجمهورية الإسلامية أن تعتبر أن عقد هذا المؤتمر هي عمل في طريق نزع الشرعية عنها”.. وبهذا الشكل فإن هذا القلق هو من أن هذا الائتلاف الدولي الذي تشكل في وارسو أن يكون له تأثيرات في داخل البلاد وفي إعطاء القوة للحركات الاحتجاجية وبالنهاية تشكل انتفاضة الشعب المنتفض.
وأضاف: هذا هو الخوف الحقيقي لأن الشعب عندما يرى أن المجتمع الدولي قد وقف في وجه النظام فإنهم لن يسمحوا لعملاء النظام بالقيام بعمليات القمع بهذه السهولة. وتحدث عقبائي حول هل يتوقع نظام الملالي أنه يستطيع تعويض الضربة التي تلقاها من مؤتمر وارسو من خلال مؤتمر ميونخ قائلا: إذا فعلا يتوقع النظام مثل هذا التوقع فإن هذا ضرب من الخيال لأن يجب الأخذ بعين الاعتبار هذه الحقيقة بأن سياسات التماشي التي تلفظ أنفاسها الأخيرة في أوروبا تلقت ضربة قوية في مؤتمر وارسو والأوروبيون لا يستطيعون المسير في خط مماشات النظام كما كانوا قبل مؤتمر وارسو وبعد التحذيرات الحادة التي أطلقها مايك بنس.
وأضاف: مايك بنس في مؤتمر ميونخ قاد هجمة شديدة ضد النظام ووصفه بالداعم الأول للإرهاب في العالم وأكد بأنه يجب على أوروبا أن توقف دعمها لإيران. كما أكد بأنه قد حان الوقت لتخرج أوروبا في الاتفاق النووي مع إيران.
وقال عقبائي: نائب رئيس الولايات المتحدة أشار إلى العقوبات التي تم إعمالها من قبل بلاده بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي وأكد: ” لقد حان الوقت لشركائنا الأوروبيين التوقف عن القيام بأعمال تهدف لتدمير العقوبات الأمريكية الموجهة ضد إيران. ولذلك يبدو أن النظلم ينتقل من أزمة لأزمة أخرى أشد والآن يجب عليه تعويض ضربة مؤتمر ميونخ.
وفي تتمة حديثه قال عضو المجلس الوطني: على الرغم من أن النظام في دعاياته يؤكد على اختلافات وجهات النظر بين أوروبا والولايات المتحدة ولكن بعض الخبراء السياسيين للنظام يحذرون من الوقوع الدعايات المضللة التي يصنعونها بأنفسهم.
وقال عقبائي: خبير سياسي تابع للنظام أشار مرة إلى تاريخ العلاقات الأوروبية والأمريكية وأن أوروبا كانت تتبع دائما السياسات الأمريكية حيث قال: “نفس هذه الدول الأوروبية الآن لديهم انتقادات تصل لمراتب أعلى من مواقف ترامب خاصة فيما يتعلق قدراتنا الصاروخية والدفاعية وأيضا الدبلوماسية في المنطقة”.
وحذر هذا الخبير السياسي أنه أذا كان النظام سيصر على قدراته الصاروخية والسياسية في المنطقة فإن أوروبا ستتجه أقرب أكثر نحو طرف أمريكا وهذا الأمر خطير بالنسبة للنظام. وقال عقبائي: في الأساس فإن اتجاه تغير التطورات وعملية تغير توازن القوى في المنطقة العالم وخاصة بعد انتفاضة شهر يناير ٢٠١٧ ومع استمرارها خلال عام ٢٠١٨ وتوقع توسع الانتفاضة مع دعم معاقل الانتفاضة من مناصري منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، هو الأمر الذي اعترف فيه حتى خامنئي وحذر من خطورة توجهه في عام ٢٠١٩ في الجهة التي كنا لا نتوقعها فمثلا وضع النظام لم يتحسن في ميونخ بل ازدادت عزلته بشدة لأن النظام لم يتخلى عن سياساته في المنطقة ولم تتوقف عن سياسة تصدير الإرهاب إليها بل أصر عليها بشكل أكبر.