في كتابه الذي صدر عام 1983م بعنوان: “The Trouble with Nigeria”, عبّر “تشينوا أتشيبي” – الروائي النيجيري وعملاق الأدب الأفريقي – عن التحديات التي تواجهها نيجيريا قائلا: “إن مشكلة نيجيريا تكمن ببساطة في الفشل الواضح لقيادتها”.
وقد أكّد الزعيم الإصلاحي الحاجّ “أمينو كانو” على هذه النقطة عندما قال: “يجب على من يريد القيادة أن يكون خادمًا ، وليس مخدومًا.”
أمّا “كين سارو-ويوا” – المؤلف والمنتج التلفزيوني والناشط البيئي الذي قاد حملة ضد شركات البترول في منطقته “دلتا النيجر” لأضرارها البيئية الحادة, فإن مشكلة نيجيريا هي الفساد. بل ألّف “سرو-ويوا” كتابه “Sozaboy” في عام 1985م باللغة الإنجليزية العامية، وأضاف في عنوان الكتاب “رواية بالإنجليزية الفاسدة”.
ويتّفق الكثير من النيجيريين على قضية الفساد وأثرها في البلاد.. إنها كقصة “سرو-ويوا” الغامضة التي حكى عنها في كتابه بـ”لغة فاسدة” وتدور حول إبنٍ مبذز من أسرة مجهولة وفي لحظة من الإفراط والسكران في مدينة غير محدّدة.
وللأسف, قامت ديكتاتورية الجنرال “ساني أباتشا” العسكرية بإعدام “سرو-ويوا” في 10 نوفمبر 1995م – بسبب حملته السلمية ومطالبه بتحسين أوضاع سكان منطقته التي تنتج النسبة الكبرى من النفط النيجيري.
وإذ وافق “فَيْلا كُوتي” – المُغنّي النيجيري الشهير ورائد “Afrobeat” – على كل ما سبق حيث ناقشه في أغانيه التي انتقد وعارض بها الحكومات العسكرية, إلا أنّه رأى المشكلة الحقيقية في المواطنين. وقد وصفهم “فَيْلا” في أغنيةٍ له بأنهم “follow follow”؛ أي: يتبعون القادة دون تعقّلٍ ومساءلة, وينفذون أوامر أفراد الجيش خشية بطشتهم وهم مظلومون.
