التصميم الأساسي لبوينج 737 ماكس 8 في قفص الاتهام

آخر تحديث : الأربعاء 20 مارس 2019 - 8:57 مساءً
التصميم الأساسي لبوينج 737 ماكس 8 في قفص الاتهام

>> طلبيات ذلك الجيل باتت في مهب الريح بعد حادثة طائرة الخطوط الإثيوبية

>> واشنطن تحقق في مصادقة إدارة الطيران الاتحادية على الطائرة، وبوينج تسابق الزمن لإصلاح برامج التحكم لمحاصرة أزمتها

كشفت مصادر مطلعة الاثنين أن وزارة النقل الأميركية فتحت تحقيقا في تفاصيل تصديق إدارة الطيران الاتحادية على سلامة طائرات بوينغ من طراز 737 ماكس، الأمر الذي يؤكد التكهنات بوجود خلل في تصميمها.

وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن التحقيق كان قد بدأ في أعقاب حادثة طائرة شركة ليون إير في أكتوبر الماضي، والذي أودى بحياة 189 شخصا، وأن المفتش العام بوزارة النقل أمر إدارة الطيران الاتحادية بتأمين ملفات كمبيوتر.

ومن المرجح أن يكون التحقيق قد دخل مرحلة جديدة بعد تأكيد تشابه أسباب سقوط تلك الطائرة مع أسباب سقوط الطائرة الإثيوبية الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى مقتل جميع من على متنها وعددهم 157 شخصا. ولم يصدر تعليق من بوينغ وإدارة الطيران الاتحادية لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول حكومي أميركي قوله إنه ليس مفاجئا أن يحقق المفتش العام بوزارة النقل في قضية كبيرة تتعلق بالسلامة، وأكد المسؤول أنه يركز على نظام منع التوقف المفاجئ.

وأضافت وول ستريت جورنال أن السلطات تبحث ما إذا كان النظام قد لعب دورا في حادث طائرة ليون إير وحادث طائرة الخطوط الإثيوبية لتحديد ما إذا كانت إدارة الطيران الاتحادية قد اعتمدت على معايير التصميم والتحليلات المناسبة في التصديق بالموافقة على ذلك النظام.

في هذه الأثناء أعلن رئيس شركة بوينج دينيس مويلنبرج أن الشركة تحاول وضع اللمسات الأخيرة لتحديث برمجيات التحكم برحلات طائرات 737 ماكس، وذلك بعد ساعات من تأكيد وزير النقل الإثيوبي داجماويت موجيس وجود “أوجه تشابه واضحة” بين الرحلتين المميتتين باستخدام نفس الطراز من الطائرة.

وقال مويلنبرج إن بوينغ تقوم بتحديث البرمجيات ومراجعة تدريب الطيارين لمعالجة أداء التحكم في الرحلة وفقا لنظام الأمان التلقائي “أم.سي.أي.أس” في إطار الاستجابة لمدخلات خاطئة لأجهزة الاستشعار. وأكد أن التحقيقات لا تزال جارية.

وتشكل كارثة سقوط الطائرتين أزمة كبيرة لشركة بوينغ خاصة أنها تتعلق بأكثر طائراتها مبيعا، والتي أدت حتى الآن إلى إلغاء وتجميد عشرات الصفقات التي تصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليار دولار. كما تحول الكثير من شركات الطيران إلى منافستها الأوروبية ايرباص.

وفرضت جميع سلطات الطيران في العالم تقريبا على جميع شركات الطيران تعليق استخدام الطائرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مطالب تعويض باهظة من شركة بوينغ نتيجة الخسائر المترتبة على ذلك.

وكان تقرير سلطات الطيران الإندونيسية قد توصل إلى أن طائرة ليون إير لم تكن “صالحة للطيران” لأن برمجياتها قادت إلى الهبوط رغم أنها كانت في حالة إقلاع. وأكد أنها سبق أن واجهت مشاكل تقنية مماثلة في رحلة سابقة.

وتؤكد البيانات والتصريحات والتكهنات أن ذلك هو بالضبط ما حدث مع الطائرة الإثيوبية الأمر الذي يضع التصميم الأساسي للطائرة في قفص الاتهام.

وسلمت بوينج 350 طائرة من طراز 737 ماكس 8 منذ دخولها الخدمة في مايو 2017، وبلغ إجمالي طلبياتها أكثر من 5 آلاف من الجيل الأحدث للطائرات ذات المحركين، ما يظهر حجم النكسة التي تعرضت لها بوينج.

وفازت 737 ماكس 8 إلى حد بعيد بأكبر نسبة من الطلبات. واستأثرت بأكثر من نصف مبيعات الأنواع الأربعة المختلفة من عائلة 737 الأكثر كفاءة في استخدام الوقود، مع فارق عدد الركاب الذين يمكن أن يحملهم كل نوع.

ويتضمن جيل 737 من الأصغر إلى الأكبر طرازات ماكس 7 و9 و10 وقد دخلت طائرة ماكس 9 الخدمة في أبريل من العام الماضي. وكان من المقرر أن يتم تسليم أول طائرة ماكس 7 خلال العام الحالي وأن تدخل ماكس 10 الخدمة في العام المقبل.

ويقول محللو صناعة الطيران إن حادثة تحطم رحلة ليون إير في أكتوبر الماضي، لم تسفر على يبدو عن خسارة في مبيعات طائرة 737 ماكس 8، حيث واصلت بوينغ حجز طلبات جديدة منذ حادثة التحطم.

لكن طلبيات ذلك الجيل باتت في مهب الريح بعد حادثة طائرة الخطوط الإثيوبية. ومن المستبعد تحريكها مجددا إلى أن تتمكن بوينغ من استعادة ثقة شركات الطيران والمسافرين وهو أمر في غاية الصعوبة.

رابط مختصر
2019-03-20
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر