اعلن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) صباح هذا اليوم اكمال اولى عمليات استخراج الرفات للمقبرة الجماعية التي تضم رفات الضحايا من المكون اليزيدي في منطقة سنجار بقرية كوجو، و أفادت الاخبار ان رفات الضحايا و ما يرتبط بها من ادلة قد وصلت بسلام الى مقر دائرة الطب العدلي في بغداد.
تولت عملية استخراج الرفات كل من دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية المنضوية تحت مؤسسة الشهداء ودائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة وكذلك وزارة الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كردستان، وقد قدم الفريق الشرعي التابع لفريق التحقيق والخبراء القانونيون الدعم والإرشاد على امتداد عملية استخراج الرفات.
سبق عملية استخراج الرفات مراسيم احياء ذكرى فاجعة قرية كوجو، وقد حضر المراسيم معالي الدكتور مهدي العلاق الأمين العام لمجلس الوزراء الى جانب عدد من كبار ممثلي حكومة العراق. و قد القت السيدة نادية مراد الحاصلة على جائزة نوبل للسلام و سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة التي كانت هي نفسها احدى الناجيات من مجزرة داعش و عمليات الاختطاف الجماعية في قرية كوجو، كلمة ناشدت فيها الحاضرين لإعادة الاستقرار في منطقة سنجار.
وبعد الانتهاء من مراسيم احياء الذكرى، وفي مراسيم دينية وعند موقع المقبرة الجماعية قاد الأب الروحي والمرجع الديني لعموم الطائفة اليزيدية في العراق بابا الشيخ خرتو حاجي إسماعيل وعدد من كبار المراجع الدينية للطائفة بضعة مئات من الحاضرين العديد منهم من الناجين من جرائم داعش و عدد من اقارب الذين سقطوا في المجزرة ، وقد اختتمت تلك المراسيم الدينية بإطلاق عدد من الحمامات البيض الرمز العالمي للسلام.
انسجاماً مع ولاية فريق التحقيق الدولي في تقديم الدعم لصالح أولئك الذين تضرروا من الجريمة، جرى توفير فريق للدعم الاجتماعي والنفسي لمواساة الحاضرين.
بعد ان جرى اولاً التأكد من خلو المنطقة من العبوات الناسفة والحارقة في موقع المقبرة بدعم من منظمة إزالة الألغام الدولية (MAG) قام فريق التحقيق بتنقيب طبقات من سطح التربة التي تكونت منذ حدوث مجزرة بتاريخ 15 آب 2014، وقد جرى وبنجاح الكشف عما يقرب من ثلاثين من الرفات ليجري التأكد منها لاحقاً بعد اجراء التحليل الشرعي عليها في دائرة الطب العدلي في مدينة بغداد.
وفي ختام عملية استخراج الرفات التي استمرت لمدة خمسة أيام، جرى استخراج الرفات من الموقع وتخزينها في شاحنة مخصصة ومهيئة لهذا الغرض من اجل نقلها الى مدينة بغداد.
وقد صرح المستشار الخاص رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد(السيد كريم خان:
“أن فريق يونيتاد يعرب عن خالص امتنانه لفريقي التحقيق في مسرح الجريمة وفريق الأدلة الجنائية التابعين لحكومة العراق. لقد أكمل الفريقان عملهما خلال عملية استخراج الرفات مسترشدين بالمتخصصين في فريق يونيتاد بما ينسجم مع أفضل الممارسات الدولية، ولقد كان التزامهما بهذا العمل من أجل جميع العراقيين مثالاً يحتذى به.”
إن المرحلة التالية من التحقيق هي مرحلة تحليل الأدلة الجنائية لكافة الأدلة التي تم جمعها في كوجو بهدف تحديد هوية الضحايا بحيث يمكن إعادة رفاتهم إلى أفراد أسرهم الباقين على قيد الحياة بحسب ما يرغبون كي يتم دفن الرفات وفقًا لمعتقداتهم الثقافية أو الدينية.
وقد خاطب المستشار الخاص السيد كريم خان المجتمع المحلي قائلاً:
“لقد انتظرتم فترة طويلة من الزمن. ويؤسفني القول إن عليكم الانتظار لفترة أطول لأن الطريق إلى العدالة الحقيقية هو طريق طويل.”
” نتطلع بمناسبة عيد النيروز رأس السنة الكردية إلى الأشهر الإثني عشر المقبلة ونتعهد بمواصلة العمل التحقيقي بحيث يمكن تحقيق المطالبات بتحقيق العدالة و متطلبات المساءلة ضمن محاكمات عادلة. ستعمل يونيتاد في جميع الاوقات على ضمان بقاء وجهات نظر ومخاوف الناجين وعائلات الضحايا ضمن صميم عملها بحيث يتسنى لنا و للشعب العراقي و للمجتمع الدولي تحقيق المساءلة عن الجرائم البشعة التي رزحوا تحت وطأتها والتي قد ترتقى الى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية “.
هذا وسيعود فريق يونيتاد إلى منطقة سنجار لدعم التحقيقات الجارية في جرائم داعش قبل بدء شهر رمضان.