منذ بداية العام الشمسي الجديد في إيران، غمرت السيول والأمطار الغزيرة عدة مناطق في إيران بحيث أن ٨٠% من المناطق التي تضج بالسكان أصبحت معرضة للسيول.
وحتى مساء يوم الاثنين ٢٥ مارس ٢٠١٩ ضربت السيول ٢٥ منطقة إيرانية كما توجد احتمالات لطغيان الأنهر وحدوث السيل في مناطق ألبرز وطهران. وهناك ظروف متأزمة جدا في خوزستان ولرستان وكهغيلوية وبوير أحمد.
امتدت السيول بعد أن وصلت لمناطق غولستان ومازندران في مرحلتها الثانية لتصل مدن شيراز وخرم آباد وقصر شيرين وعبادان والعديد من مدن كرمنشاه وخراسان شمالي وفي المجموع أصبحت ٢٧ محافظة من أصل ٣١ محافظة معرضة لتهديد السيول. ووفقا لما أعلنه وزير الصحة فإن السيل أدى لوقوع ١٩ قتيلا و١٠٥ جرحى.
كما أن التقارير المنتشرة تشير أيضا أنه منذ يوم الاثنين ومع طوفان السيل في دروازه قرآن في شيراز تحطمت أكثر من ٢٠٠ سيارة وغرقت في السيول.
غلام رضا اقا ميرزايي المدير العام لإدارة الأزمة في بلدية لرستان أفاد بأنه نتيجة المطر الشديد في قرى سرسنغر وقشم درب غنبد من مدينة كوهردشت أصيب إمرأة ورجل بجروح. وكتبت وكالة أنباء ايرنا حول موضوع السيل في جنوب ايران بأن ارتفاع مستوى المياه في نهر اروند مع امتداد المياه بشكل كامل أدى لاختراق المياه وكسرها لبعض سدود المدينة والقرى الواقعة في قسم من اروندكنار عبادان وتدفق المياه للشوارع والمنازل في يوم الأحد. وفي هذه الأوساط غرق طفلان يبلغان من العمر ثلاث وخمس سنوات عصر يوم الأحد في نهر اروند في منطقة اروند بالقرب من خوزستان.
وفي أحدث خبر أفادت مصادر حكومية بتوسع السيول لتصل لشرق منطقة أصفهان منذ ٢٦ مارس.
ووفقا لتقرير وكالة أنباء مهر فإنه بسبب المطر الشديد الذي امتد طوال ال ٢٤ ساعة الماضية غرق قسم من الوحدات السكنية في مدن تيران وكرون وسميرم وقرى فريدونشهر. وفي خبر آخر أعلنت وكالة أنباء فارس الحكومية نقلا عن رئيس مركز إدارة الكوارث الطوارئ الطبية في كهغيلوية و بوير أحمد وفاة شاب يبلغ من العمر ١٥ عاما بسبب هطول الأمطار الشديد والسيول في كهغيلوية وبوير أحمد.
هذه فقط زاوية واحدة من المشاهد المؤلمة والمميتة التي نراها اليوم في إيران. ولكن السؤال الذي يتبادر على أذهان المراقبين والشهود هو سبب وتزامن هذا الفيضان القاتل.
في هذا الصدد وصف اسماعيل كهرم أحد الخبراء البارزين في مجال البيئة في إيران بأن استخدام أشخاص غير مختصين هو أحد العوامل التي أدت لوقوع الكوارث الطبيعية ومن بينها السيل وأعرب عن أسفه من حادثة السيل في منطقة غولستان قائلا: “في حين كان من السهل منع الفيضانات، كان أبناء وطننا مشغولين بأيام العيد.
هذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذه الحادثة. سيل غرغان وسيل الحديقة الوطنية في غولستان لم يدفع المسؤولين السادة للقدوم ومنع حدوث الكارثة.. الآن تعلمون لماذا تحدث هذه الأحداث؟ لأنه يستخدم أشخاص غير متخصصين في تلك الأعمال” (موقع وبسايت الحكومي ٢٤ مارس ٢٠١٩).
ومن جهة أخرى انتقد خبير آخر في مجال إدارة المنابع المائية سوء الإدارة في جهاز بلدية شيراز في أعقاب السيول وقال: “المدراء السابقون للبلدية ومسؤولو البناء في البلديات في الدورات والفترات المختلفة يجب أن يجيبوا عن اسئلة تتعلق بسوء إدارتهم وإهمالهم. في الثمانينيات كان مضيق الله أكبر في بداية مدينة شيراز والمجاور للآثار القديمة في دروازه قرآن يوفر إمكانية كبير لتوجيه السيول الكبيرة. وفي التسعينيات ومع مشروع توسيع وتطور مقبرة خواجوي كرماني امتلأ هذا الممر المائي بحطام الأبنية.
وهذا هو الوضع اليوم، كان خلاصة ونتيجة نفس الإجراءات غير المخطط لها لبلدية شيراز” وبالإضافة لذلك تحدث نوري زاد مراسل سابق في صحيفة كيهان الحكومية خلال مقابلة تلفزيونية له قائلا بأن أحد أسباب حدوث السيل المدمر في شمالي مدينة غرغان كان إجراءات قوات الحرس. وقال: ” أحد الأسباب التي أدت لحدوث السيل في نهر غرغان هو سد بنته قوات الحرس على مسير المياه وعبورها. والسبب الآخر هو إغلاق بوابات السد. كان هناك 10 أمتار من الزهور والنرجس فيها ، ولم يتم جرفها”.
وخاصة أن هذا السيل الواسع والكوارث المميتة حدثت بالتزامن مع أيام العيد الذي تحول لعزاء وحداد بالنسبة لعوائل الشعب الإيراني الشريف. السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية أعربت عن تعازيها للشعب المنكوب وطالبت عموم الشعب الإيراني وخاصة الشبان الغيارى بالاحتجاج بأي شكل على نهج وأسلوب النظام في التعامل مع السيل وإجبار النظام على وضع جميع إمكانات قوات الحرس والبسيج تحت تصرف الشعب حتى يتمكن الشعب من تجاوز الكوارث المميتة في مختلف نقاط البلاد وخاصة في سد كرج وطهران.
وتأتي هذه الدعوات في أفضل زمان وأفضل الظروف لأن التجربة أثبتت بأن قوات الحرس والقوات القمعية لولاية الفقيه تسعى لحفظ وحماية حكومتها تحت أي ثمن ولم تقدم أي إجراءات مؤثرة للشعب الإيراني المتألم والمتضرر خلال أربعة عقود من حكومته.
هذا النظام كان يسعى لحفظ وحماية سلطته وقوته من خلال خلق الفوضى وعدم الاستقرار في الدول الأخرى وتوسيع إمبراطوريته الإسلامية. ومن هنا فإن الشعب الإيراني وبدعم من مقاومتهم الوطنية يعلمون بأن السبيل الوحيد للخلاص من هذه الدكتاتورية هو إسقاط النظام وهم يسعون لتحقيق هذا الهدف بلا كلل أو ملل.
*كاتبة إيرانية