عبدالمهدي يصف زيارته الأولى للسعودية بأنها بداية لفتح آفاق جديدة في العلاقات الثنائية ضمن التحسن الذي بدأ في السنوات الأخيرة بعد عقود من التوتر.
كل إمكانات السعودية في خدمة العراق
ذكر بيان حكومي ان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قال ان المملكة “تضع كل إمكاناتها” في خدمة العراق، وذلك خلال اجتماع مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الذي أكد على “بداية لفتح آفاق جديدة” في تطوير العلاقات الثنائية.
واستأنفت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق في أواخر 2015 بعد ربع قرن من انقطاعها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990.
وتبادل البلدان الزيارات في السنتين الاخيرتين في إشارة إلى تحسن العلاقات مع سعي الرياض لمواجهة تأثير إيران القوي على الحياة السياسية العراقية.
وأوضح البيان الصادر عن مكتب عبدالمهدي ان الأمير محمد قال خلال الاجتماع ان “المملكة تنظر إلى العراق بإكبار واحترام، ونموه وقوته شيء أساسي بالنسبة لنا ويسرنا رؤيته بهذا المستوى من الاستقرار ونتمنى أن يأخذ المكانة التي يستحقها في محيطه العربي والإقليمي”.
وأضاف “نضع كل إمكانات وخبرات المملكة في خدمة العراق وشعبه ونتطلع معاً للاستفادة من الطاقات والفرص الاقتصادية المتوفرة لدى البلدين”.
ووصل عبد المهدي الأربعاء إلى الرياض في زيارة رسمية تستغرق يومين يرافقه فيها 11 وزيرا ونحو سبعين مسؤولا حكوميا ومثلهم من رجال الأعمال.
وذكر البيان ان “تطوير العلاقات العراقية السعودية حاجة ملحة لنا وللمنطقة ويساعد بتحقيق السلم والتنمية والازدهار. شعبنا بعد ما عاناه من حروب وإرهاب على مدى نصف قرن يتطلع إلى عودة الحياة الطبيعية وعهد استقرار ورفاه اقتصادي وخدمات أفضل”.
وأوضح عبد المهدي أن “ما رأيناه خلال زيارتنا للمملكة يعكس الجدية والرغبة المشتركة بتطوير العلاقات وما تم التوقيع عليه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم يشكل بداية لفتح آفاق جديدة تلبي مصالح الشعبين”.
وأشار البيان أنه “جرى خلال اللقاء المشترك الذي ضم أعضاء الوفدين بحث التعاون في مجالات توفير الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والسكن والنفط ومشتقاته وتطوير القطاع الزراعي والتجاري وطرق الري والصناعات وتشجيع الاستثمارات في المجالات السياحية والثقافية والرياضية”.
وجاءت زيارة عبدالمهدي للسعودية بعد ايام من زيارة اجراها لايران.
والعراق يمثل إحدى ساحات التنافس على النفوذ الإقليمي بين السعودية وإيران المرتبطة بعلاقات وثيقة مع معظم القوى السياسية الشيعية في بغداد.
وعززت إيران نفوذها في العراق منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003، واضطلعت بدور رئيسي في هزيمة التنظيم المتطرف. وقال عبد المهدي الذي عين رئيسا للوزراء في تشرين الأول/أكتوبر الماضي إن العراق يسعى لإقامة علاقات جيدة مع كل من طهران وواشنطن.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على قطاعي الطاقة والبنوك في طهران العام الماضي. لكنها منحت بغداد إعفاءات موقتة للسماح لها بالاستمرار في استيراد الغاز والكهرباء الإيرانيين، وهو أمر بالغ الأهمية لقطاع الطاقة العراقي المتعثر.
وتسعى بغداد الى تحقيق فوائد اقتصادية عبر توثيق علاقاتها مع المملكة الغنية، لا سيما في عمليات إصلاح الدمار الذي خلفته سنوات من القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وهذا الشهر أعادت السعودية فتح قنصلية في بغداد ظلت مغلقة لمدة 30 عاما. وأعلن الملك سلمان أيضا أن بلاده ستقدم للعراق مليار دولار لبناء منشآت رياضية وهو الإعلان الذي جاء في بداية زيارة للعراق استغرقت يومين قام بها وفد سعودي رفيع المستوى.