ورشة العمل الدولية ” العيش معا في سلام ” تختتم أعمالها بالقاهرة تأكيد على أن الحوار الحضاري السبيل الأفضل لتسوية النزاعات وتعزيز الإحترام والتفاهم بين الأمم والشعوب
وكالة الأنباء العربية
أحمد محمد/ مكتب القاهرة
أكد المشاركون في ورشة العمل الدولية التي عقدت بالقاهرة بعنوان “العيش معاً في سلام : نحو بناء مجتمعات متماسكة” ، على أن الحوار الحضاري هو السبيل الأفضل لتسوية النزاعات وتعزيز الإحترام والتفاهم المتبادل بين مختلف الأمم والشعوب . واعرب المشاركون في ختام اعمال الورشة عن الادانة الكاملة لكافة الاعمال الإرهابية التي ترتكب في أنحاء العالم والتي أضحت تهدد السلم والأمن العالميين . وأكدوا اهمية العمل على إطلاق مبادرات جماعية لنشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك وقبول الآخر ، وذلك بما يسهم في تعزيز السلام المستدام . ودعوا إلى المصالحة والتآخي بين أبناء الانسانية جمعاء ونبذ القولبة النمطية لثقافة الآخر والتعصب والتحريض على العنف استناداً إلى الاختلاف في اللون أو العرق أو الدين أو الجنس أو أي اختلاف آخر . وأكدوا على أهمية السلام الاجتماعي القائم على مبدأ المواطنة الكاملة والمرتكزة على المساواة في الحقوق والواجبات . ودعوا الى نشر ثقافة المواطنة العالمية بما في ذلك تعزيز الانتماء الى المجتمع العالمي ، والعمل على تضمين هذه الثقافة في نظم التعليم الوطنية والمناهج الدراسية ، وذلك بما يسهم في المشاركة بفعالية في مواجهة التحديات العالمية . وحث الشباب المشارك المنظمات الدولية والاقليمية على تعزيز منظومة من القيم العالمية المشتركة التي ترتكز على التعددية الثقافية والدينية . و دعا المشاركون الى تنظيم المزيد من ورش العمل التي تستهدف بناء قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم المعرفية والسلوكية والاجتماعية ذات الصلة بثقافة السلام مع التوسع في الموضوعات ، وكذلك تنظيم ورش تدريب المدربين (TOT) ، على أن يتم عقد تلك الفعاليات بشكل منتظم والعمل على تدوير مكان انعقادها. وأكدوا اهمية تعزيز مساحات التفاعل والتشبيك بين الشباب لتسهيل تبادل المعارف والخبرات المكتسبة فيما بينهم في مجال بناء السلام وغيرها من المجالات ، معلنين في هذا الإطار عن انشاء منصة الكترونية للتواصل وتشكيل فريق عمل مصغر لبلورة تصور حول مخرجات الورشة. وكانت فعاليات ورشة العمل الدولية “” العيش معا في سلام :نحو بناء مجتمعات متماسكة ” قد عقدت على مدار ثلاثه ايام بالقاهرة بالتعاون بين جامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف.
وأكدت السفيرة سامية بيبرس مدير إدارة حوار الحضارات بالجامعة العربية في الكلمة التي ألقتها امام الورشة نيابة عن الأمانة العامة للجامعة العربية اهمية تلك الورشة والتي تنعقد في توقيت بالغ الحساسية وذلك في ضوء تنامي خطاب الكراهية وارتفاع معدلات التمييز وكراهية الأجانب وانتشار الأفكار المتطرفة لدى أوساط الشباب وتصاعد الاعمال الإرهابية في مناطق متفرقة من العالم.
واكدت ان تصاعد تلك الظواهر تؤكد الحاجة الماسة الى الحوار باعتباره السبيل الوحيد لتعزيز الاحترام و التفاهم المتبادل بين الشعوب المختلفة وبوصفه احد السبل المساهمة في ترسيخ ثقافة السلام وقيم التعايش السلمي بين الشعوب من خلال تكريس ثقافة التعددية الثقافية والدينية باعتبارها عامل اثراء وليس منطلقا للفتنة.
واوضحت السفيرة بيبرس انه في ظل التحديات الراهنة حرصت الجهات المنظمة للورشة على ان تكون ابرز أهدافها تعريف الشباب ورفع مستوى وعيهم الثقافي بمفاهيم وقضايا عالمية معاصرة مثل حقوق الانسان والتسامح والتعايش السلمي والمواطنة العالمية الى جانب تطوير قدرات الشباب والعمل على إكسابهم قيم ومهارات اجتماعية مثل أسس إقامة الحوار مع الاخر وفن التفاوض ومهارات اطلاق المبادرات الجماعية بما يسهم في إعداد ما يسمى ب”سفراء السلام” المنوطين بنشر ثقافة السلام في العالم.
واوضحت ان حجم المشاركة وصل إلى حوالي خمسين مشاركا من الشباب من الجنسين من 16 دولة عربية هي مصر – السعودية- الإمارات- العربية- البحرين – اليمن – لبنان — فلسطين-العراق – ليبيا – السودان – تونس – الجزائر – موريتانيا – الصومال – جزر القمر. بالاضافه إلى مشاركة شباب من بلدان غير عربية مثل كازاخستان واذربيجان وإسبانيا وماليزيا وبنجلاديش والهند ونيجيريا.
وأضافت السيدة بيبرس بأن الورشة استهدفت ايضا رفع مستوى الوعي الثقافي للشباب بقضايا عالمية مثل التسامح والتعايش السلمي والمواطنة العالمية.
وكذلك اكساب الشباب المشارك مهارات اجتماعية مثل أسس إقامة الحوار مع الاخر وفن التفاوض وإطلاق المبادرات الجماعية. وجاء تنظيم ورشة العمل تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للعيش معا في سلام.