شهدت مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة اليمنية، مظاهرات اليوم الاثنين، تنديدا بتدخلات عناصر إخوانية موالية لحزب الإصلاح الذي يسعى لعرقلة اتمام الاستقرار الذي بدأت تشهده المحافظة.
وقال سكان محليون إن مئات المتظاهرين جابوا شوارع مدينة عتق وهم يحملون لافتات تطالب بضبط الأمن ودعم القوات الشبوانية.
وتأتي هذه التظاهرة استجابة للمجلس الانتقالي الجنوبي وقياداته، والذي دعا الأحد إلى الاحتشاد السلمي في مدينة عتق تأييدا لانتشار قوات النخبة الشبوانية وإجراءاتها لحفظ أمن واستقرار المحافظة.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب برفض وجود بعض القوات المحسوبة على حزب الإصلاح، الجناح السياسي لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، معتبرين أنها قوات “شمالية فاسدة موالية للإخوان”.
وتناقل اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي صور المظاهرات الحاشدة في شبوة تأييدا للتحركات المناهضة لعناصر الإخوان ومخططاتهم المشبوهة في المحافظات اليمنية.
وكتب سالم ثابت العولقي المتحدث الرسمي باسم المجلس الإنتقالي الجنوبي في اليمن على تويتر “كنت على يقين راسخ لا يخالطه شك أو ريب من خروج كل هذه الحشود في محافظة شبوة تأييدا لقوات النخبة الشبوانية والتحالف العربي”.
وأضاف “لا نثق إلا بالنخبة، ولن نكون إلا مع المشروع الوطني الجنوبي”.
وسعى حزب الإصلاح الإخواني في الفترة الأخيرة لتأجيج الصراع في المناطق الجنوبية، خاصة في محافظتي سقطرى وشبوة الغنية بالنفط لخلط الأوراق بعد أن تم طرد الحوثيين المدعومين من إيران منها.
وساهم تحرير القوات الشبوانية لمناطق جنوبية في اليمن من المليشيات الحوثية بدعم من التحالف العربي، في قلب موازين القوى، حيث أعاد المجلس الانتقالي الجنوبي الاستقرار والأمن في عدة مدن، بعد أن حاول إرهابيون من تنظيم القاعدة استغلال الفراغ الأمني لنشر الفوضى.
ويتهم بعض الجنوبيين قوات موالية لحزب الإصلاح بالتواطؤ سابقا مع مسلحي تنظيم القاعدة وتمكينهم من السيطرة على بعض المدن لنشر الفوضى وخلط الأوراق السياسية، حتى يتسنى لهم السيطرة عليها.
كما يتهم قادة ونشطاء وسياسيون في الجنوب، عناصر ينتمون للحزب الإخواني بالتحريض على إثارة التوتر في مدن الجنوب المحررة خاصة النفطية منها، وهو ما اعتبره البعض تواطؤا مع الحوثيين، في تصعيدها في جبهات القتال جنوبي البلاد.
ويسعى الإخوان في اليمن إلى السيطرة على شبوة باعتبارها خط الدفاع الأول عن النفط في اليمن ومنها يمكن التمدد إلى محافظة حضرموت النفطية الحدودية مع السعودية.
شبوة تقول كلمتها مثل ما توقعنا …وعلى الاخرين السماع ويكفي تبعية للفاسدين .. كونوا مع اهلكم مع شعبكم مع محافظتكم وسجلوا لكم تاريخ مشرف وخاصة واكثرهم يعيش ايامه الأخيرة.. واقصد اذناب بلسن والحوثي في شبوة#شبوه_تنتصر_للنخبه
والأربعاء الماضي، قالت مصادر يمنية إن قوات موالية لحزب الإصلاح قامت بمهاجمة قوات النخبة الشبوانية، بعد ساعات من إبرام اتفاق رعته زعامات قبلية لنزع التوتر.
وأوضحت نفس المصادر أن العناصر الإخوانية انقلبت على الاتفاق وهاجمت مدرعة تابعة لقوات النخبة في مدينة عتق، كما هاجمت دورية للنخبة الشبوانية بجوار محكمة الاستئناف.
كما تجدّدت الأحد الاحتجاجات الشعبية في محافظة سقطرى على إثر محاولات حزب الإصلاح السيطرة على الأرخبيل الواقع بالمحيط الهندي قبالة السواحل الجنوبية لليمن.
وشارك سكان الأرخبيل بكثافة في مظاهرة انتظمت وسط مدينة حديبو مركز المحافظة ورفعت خلالها شعارات مناهضة للحزب ومندّدة بالمحافظ رمزي محروس ووزير الثروة السمكية فهد سليم كفاين المتهمين بتنفيذ أجندة جماعة الإخوان في سقطرى.
وعبّر مشاركون في المظاهرة عن إصرارهم على مواصلة الاحتجاجات حتى يرفع الإخوان أياديهم عن الجزيرة.
ووصف أحد الشبان حركة الاحتجاج بأنّها “بداية ثورة ضدّ الجماعة”، داعيا إلى “تعميمها على مختلف مناطق اليمن التي تتعرّض لمحاولات الهيمنة الإخوانية وعلى رأسها محافظة تعز”، بجنوب غرب اليمن.
ومثّلت مظاهرة الأحد امتدادا لاحتجاجات شهدتها سقطرى الأسبوع الماضي ورفع المحتجون خلالها شعارات تنتقد المحافظ وتصفه بالفاشل في إدارة الشأن العام بالجزيرة وبالخضوع لرغبات جماعة الإخوان، وتطالب بإقالته.