قال الزعيم الكردي مسعود بارزاني، إن مشكلة كركوك ليست عقدة سياسية خلافية بين حزبين، أو صراع سياسي بين عدد من الأطراف، بل هي في حقيقة الأمر موضوع تاريخي وسياسي قديم، وفي الوقت ذاته، قضية كبيرة لها أبعاد متعددة، وبسبب الظروف غير الطبيعة التي سادت فيها، ومن أجل تطبيع الأوضاع الأمنية والإدارية في المدينة، وخدمة أهاليها، ومعالجة كافة مشكلاتها، نؤيد الاتفاق بين الأطراف الكردية وتطابق آرائها، ونعتبرها خطوة مهمة.
وأضاف بارزاني، في رسالة وجهها إلى الرأي العام، اليوم السبت؛ “نعتقد أن بداية معالجة المشكلات بشأن كركوك وحسمها، بما فيها تعيين المحافظ، يجب أن تكون بالتوافق مع بغداد، وأن يكون الهدف، أيا كان مقبولاً من قبل كافة مكونات كركوك”.
وتابع بارزاني، مؤكدا أن الأجواء الإيجابية السائدة في العلاقات بين أربيل وبغداد، فرصة جيدة جداً، يمكن الاستفادة منها في سبيل معالجة المشكلات الأمنية والإدارية في كركوك، وفي إطار الدستور وإعادة المدينة إلى أوضاعها الطبيعية، لأنه من غير المقبول أن تستمر على هذا الحال.
واستطرد الزعيم الكردي، “أعلننا سابقاً، ونعلنها الآن، أننا لا نساوم على هوية كركوك الكردستانية، ويجب أن تكون هذه المدينة نموذجاً للتعايش القومي والديني، لكي تتمكن جميع مكوناتها من العيش معاً في سلام وتآخي ووئام”.
وقال مسئول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، شيركو حبيب، إن المادة ١٤٠ من الدستور تخص المناطق المتنازع عليها ومن ضمنها كركوك، وتنص على آلية تضم ثلاث مراحل، أولاها التطبيع وعلاج التغييرات التي طرأت على التركيبة السكانية في كركوك والمناطق المتنازع عليها في عهد الأنظمة السابقة وبعده، والثانية الإحصاء السكاني في تلك المناطق، وآخرها الاستفتاء لتحديد ما يريده سكانها.
وأضاف حبيب، أنه خلال الأسبوع الماضي، تم الاتفاق بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، على ترشيح شخصية كردية لمنصب محافظ كركوك، وأن الزعيم الكردي أكد على حل أزمة المدينة حسب الدستور وبالاتفاق مع الحكومة الاتحادية.
وكان لكركوك محافظ كردي بعد العام 2003، وبعد أحداث أكتوبر 2017، تم تنصيب محافظ بالوكالة دون موافقة مجلس المحافظة، فيما يؤكد الزعيم الكردي مسعود بارزاني على حقوق جميع المكونات القومية والدينية في كركوك.