الهند تشعل اجواء الحرب فى كشمير مرة اخرى بعد اعلانها الغاء الحكم الذاتى وفرض تدابير امنية وحظر اى اجتماعات او تجمعات كما أمرت بإغلاق المدارس والجامعات في ولاية جامو ،واعتبرت باكستان ان هذه الخطوة غير شرعية واختراق للقانون الدولى محذرة المجتمع الدولى من اشتعال الحرب مرة اخرى بين البلدين.
الحكم الذاتى يعنى ان تحكم الاقاليم نفسها بعيدا عن القوة الاقليمبة المتنازعة عليها اى الاستقلال عنها ، وعادة مايكون الحكم الذاتى فى الاقاليم المتنازع عليها او المستعمرة وايضا فى الدول الفيدرالية لماذا يتنازعون على كشمير ؟
يرجع النزاع على اقليم كشمير الى اكثر من نصف قرن بين عدة دول اهمها النزاع الهندى باكستانى.
النزاع الجغرافى والتاريخى
يقع اقليم كشمير على حدود كل من الهند وباكستان والصين فى وسط اسيا، وترجع كلمة كشمير تاريخيا للوادى الذى يقع بين جبال الهيمالايا وجبال بير بنجال ، وتنقسم الى عدة اجزاء اكبرها (جامو كشمير) التابعة للهند ، ومنطقة (زاد كشمير)و ( جيليت بالتيستان التايعة لباكستان ، وبعض الناطق التابعة للصين مثل (اكساى تشين ، ترانس كاركورم).
حكمها المسلمون لعدة قرون ، خلفهم المسيحيين لفترة كبيرة حتى هزموا من البريطانيين فتحول الحكم فى كشمير تحت رعاية بريطانيا ، الغالبية العظمى من الشعب مسلمين الى جانب اقلية هندوسية.
عند تقسيم الهند عام ١٩٤٧ لم تحسم بريطانيا الوضع الجغرفى لاقليم كشمير واوضعته تحت الحكم الذاتى ليبقى دائما وابدا محل نزاع بين باكستان والهند ، كما فعلت بفلسطين عند تقسيم العالم العربى فى سايكس بيكو.
من هنا بدا الصراع التاريخى والجغرافى على كشمير بين الهند تحت السيطرة البريطانية وبين باكستان ،وايضا الصين كانت احد اطراف النزاع.
لماذا الصراع بين الهند وباكستان ؟
هما دولتان متجاورتان فى اسيا وترى كل منهما ان حدود اقليم كشمير يمثل لهما امن قومى ، يمثل اغلبية سكان كشمير من المسلمين و يتعرضون للاضطهاد من الحكومة الهندية فى المقابل كانت باكستان الاسلامية تناصر مسلمى كشمير، ولذلك ترى باكستان باحقيتها فى الاقليم اما الهند فتحتج بان هناك فى الاقليم من يطالب بالانضمام اليها .
اشتعلت عدة حروب بين الهند وباكستان بدات فى عام ١٩٤٧ وكانت اول قتال بين البلدين بداته باكستان عقب استقلالها لتامين حدودها بعد انتفاضة المسلمين فى كشمير ضد الحكومة الهندية ،تداخل القوتين الى الاقليم وانتهت الحرب وقتها باتفاقية لوقف اطلاق النار ، وقضت الامم المتحدة بانسحاب القوات الباكستانية وبقاء الحد الادنى من القوات الهندية.
بقيت الحرب الباردة لسنوات وعاد ت الحرب القتالية فى عام ١٩٦٥ وكانت مثل سابقتها بدات بالمناوشات وانتهت بوقف اطلاق النار دون حسم لاى طرف، واخرها كانت الحرب فى العام ١٩٩٩ وايضا لم تحسم الصراع او تنهييه.
ادت هذه الحروب جميعها الى نتيجة واحدة وهى سيطرة الهند على اكثر من ٤٠ بالمائة من الاقليم ، فيما سيطرت باكستان على اكثر من ثلاثون بالمائة منه.
ظل الاقليم تحت الحكم الذاتى المحلى مع استمرار مظاهر النزاع من مظاهرات ومناوشات من قبل الكشمريين تجاه الحكومة الهندية يطالب المسلمين الذين يمثلون اغلبية الاقليم بالاستقلال ،بينما الذين يطالبون بالانضمام الى الهند اغلبهم من البوذيين.
ظلت الصراعات من ناحية والمفاوضات من ناحية اخرى فى الصعود والهبوط بين البلدين قائمة رغم قرارات الامم المتحدة التى طالبت بانسحاب الطرفين واجراء استفتاء.
بقى الوضع على ما هو عليه الى ان اعلنت الهند خلال اليومين الماضيين الغاء الحكم الذاتى للشروع فى السيطرة على الاقليم ، الامر الذى لن تصمت عليه باكستان وفق تصريحات رئيس وزارئها عمران خان.