قال البروفيسور بينى ديمبيتزر، عضو الفريق الحائز على جائزة نوبل للسلام عام ١٩٩٥، إن ٩٠٪ من اقتصاد القارة الإفريقية يقع فى منطقة الاقتصاد غير الرسمى، مؤكدا ضرورة أن تركز القارة السمراء على الزراعة لتوفير احتياجات شعوبها من الطعام.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها أمس فى مركز الدراسات الاقتصادية، بمناسبة أحدث إصدارات كتبه الذى يحمل عنوان «المجاعة قريبة.. أفريقيا تحترق.. والشمال يشاهد».
وقال ديمبيتزر إن الإفريقيين يعتبرون أوروبا الجنة وأنهم لن يستطيعوا العيش فى تلك القارة التى تحترق، بسبب عوامل عديدة منها زيادة عدد السكان والتغيرات المناخية، «عندما يزيد عدد السكان بنسبة 2.3% فى بلد مثل كينيا بواقع مليون شخص سنويا، فهذا يعنى ضرورة زيادة عدد الفصول بنحو ٣٠٠ فصل سنويا، وهذا لا يحدث رغم تأكيد الحكومة هناك أنه يحدث».
وقال إنه عادة ما تعتمد المؤسسات الدولية مثل البنك الدولى على الأرقام والإحصائيات التى تأخذها من حكومات إفريقيا وهى غير صحيحة ومخادعة فى معظم الوقت، فمثلا رئيس تنزانيا قال قبل عدة أشهر إن من يقول إحصائيات مخالفة للحكومة سوف يسجن». وأضاف أن دول الغرب لا تساند إفريقيا بقدر الاستفادة منها، فمثلا بريطانيا تحصل على ١٠ آلاف جنيه إسترلينى عن كل شخص تدربه من مجموعة تضم نحو ١٠٠ طبيب وألف ممرض من غانا سنويا.
وأوضح أن مشكلة إفريقيا أيضا تتمثل فى أن النمو يتم حسابه فيها على حسب عدد المبانى والطرق التى تم إنشاؤها، وليس بقدر تطوير الإنسان ونموه، حتى ممثلى المنظمات الدولية والأمن المتحدة يتعاملون معها «وهم جالسين فى مكاتبهم المكيفة»، مضيفا أن «برنامج الغذاء العالمى يدفع نحو ١٠٠ مليار دولار سنويا لدعم توفير الغذاء لكنه يشجع على زيادة الاستيراد بدلا من دفع تلك الدول إلى زراعة غذائها».
وأضاف أن تشجيع الزراعة فى إفريقيا يحتاج إلى علاج بعض النقاط منها تسجيل الأراضى فأقل من ٥٪ من أراضى إفريقيا فقط مسجلة، بينما عدم ملكية تلك الأراضى من قبل الأشخاص يعنى عدم زراعتها أو تمنيتها.
من جانبه قال صامويل كامارا، مسئول فى البنك الإفريقى للتنمية: إن التركيز على الزراعة فقط فى القارة السمراء ليس كافيا، مشيرا إلى أنه من المهم دعم التصنيع لتوفير فرص عمل أكثر، خاصة أن القطاع الزراعى حاليا لا يعمل فيه سوى كبار السن والنساء فى القارة. وأوضح دكتور إبراهيم عوض، مدير مركز دراسات الهجرة واللاجئين فى الجامعة الأمريكية، أن الهجرة من القارة بسبب ظروفها المعيشية تتراجع.
