“أبو الغيط” : العدوان التركي على سوريا غزو على سيادة دولة عربية وتهديد حقيقي للامن والسلم الدوليين

آخر تحديث : السبت 12 أكتوبر 2019 - 2:18 مساءً
“أبو الغيط” : العدوان التركي على سوريا غزو على سيادة دولة عربية وتهديد حقيقي للامن والسلم الدوليين
هالة محمود:

حذر الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط من مغبة العدوان التركي السافر على سوريا.

وشدد ابو الغيط في كلمته امام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب اليوم الذي عقد برئاسة العراق على ان العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في شمال شرق سوريا ليس لها سوى اسم واحد هو الغزو والعدوان فهو غزو لأراضي دولة عربية، وعدوان على سيادتها وقال إنه غزوٌ مُدان لا يُمكن أن يقبل به عربي يعتز بعروبته.. ولا يُمكن أن يُقره العالم أو يتماشى معه فمهما كانت الذرائع التي يُقدمها الغازي، يظل العدوان عدواناً مرفوضاً ومداناً وخارجاً على الشرعية والقانون الدولي.

ولفت ابو الغيط الى الوضع المعقد القائم في سوريا منذ أكثر من ثماني سنوات موضحا انه وضعٌ كان من شأنه أن غابت الدولة السورية حتى هذه اللحظة عن احتلال مقعدها في مجلس جامعة الدول العربية على أن هذا الوضع، المؤقت بطبيعة الأمور، لا يُمكن ولا ينبغي أن يُتخذ تكئة لسلخ سوريا من عروبتها مشددا على ان سوريا دولة عربية عضو في هذه المنظمة.. كانت وستظل أرضها هي أرض عربية وأمنها جزء من الأمن العربي. واضاف ان الاعتداء، بهذه الصورة التي نراها اليوم على وحدة التراب السوري، هو بكل تأكيد تهديد للأمن العربي الجماعي.

واوضح ابو الغيط ان أجندات ومصالح أجنبية تصارعت على الأراضي السورية لسنوات على خلفية حرب طاحنة مزقت نسيج هذا البلد ، مضيفا ان المجلس أدان ويُدين كافة أشكال التدخل الأجنبي على الأراضي السورية، أياً كان الطرف الذي يمارسها.. بل يعتبر هذه التدخلات سبباً في نكبة سوريا وإطالة أمد أزمتها على أن ما نشهده اليوم من جانب تركيا هو أمر مختلف في مداه وغاياته.

ونبه ابو الغيط الى ان العدوان التركي، كما طُرحت خططه وحُددت أهدافه، يرمي إلى اقتطاع مساحة من الأراضي السورية بعمق يصل إلى 32 كيلومتراً .. وبطول يتجاوز 400 كيلومتراً.. ويسعى إلى اقتلاع السكان من هذه الأراضي.. ثم إحلال آخرين محلهم من اللاجئين لديه متسائلا إن لم يكن هذا احتلالاً وغزواً، فبماذا يُمكن تسميته؟

ولفت الى ان الساعات الأولى للغزو التركي شهدت فرار عشرات الآلاف من منازلهم وقد تصل أعداد الفارين والنازحين مع استمرار العمليات، ووفقاً لبعض التقديرات إلى أكثر من 300 ألفاً .وهناك مخاوف حقيقية من تطهير عرقي محتمل للأكراد في هذه المنطقة. .واعتبر ابو الغيط ان الإعلان عن خطط التغيير الديموغرافي بتسكين الملايين -كما أعلن الجانب التركي- محل من سيتم طردهم هي -في حقيقة الأمر- عارٌ أخلاقي وإنساني، فضلاً عن كونها منافية على طول الخط للقانون الدولي الذي ينص على العودة الطوعية الآمنة والكريمة للاجئين.

وقال ابو الغيط ان ما سمعناه في الأيام الأخيرة من استخدام اللاجئين كورقة مقايضة في مواجهة الجانب الأوروبي يعكس انحداراً جديداً غير مسبوق وإن الضغط على العالم بالتلويح بمصير اللاجئين ليس من الأخلاق وليس من الإنسانية وليس من الإسلام.

وقال ابو الغيط أن أهل سوريا، عرباً وكرداً، هم أهلنا نتألم لألمهم ونهتم بمصيرهم .. قد يكون للبعض منا تحفظاته المشروعة على أجندات وأهداف وتصرفات بعض الجماعات والتنظيمات الكردية، التي لا تصب في صالح وحدة التراب السوري .ولكن يظل الأكراد جزءاً من نسيج الدولة والمجتمع السوري ، مشيدا بما تحملوه من تكلفة – بالدم والعرق- من أجل إزاحة كابوس الحكم الداعشي من مناطق شرق سوريا.. واضاف انه لا يُمكن أن نُقر أبداً أن يتعرضوا للإبادة أو التطهير العرقي، أو أن يهجروا من بيوتهم التي جاءها الكثير منهم نازحاً من مواطن أخرى هاجمهتها تركيا في وقت سابق.

وشدد ابو الغيط على أن هذا العدوان التركي سوف يُفضي إلى أزمات جديدة ولاجئين ونازحين جدداً .. وعذابات إنسانية بلا حصر.. وربما كان الأثر الأخطر متعلقاً بتهديد الإنجازات التي تحققت في الحرب على داعش موضحا ان هناك 12 ألف عنصر إرهابي متحتجزين في سبع سجون، ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق التي تسعى تركيا إلى احتلالها.. من بين هؤلاء أربعة آلاف من المقاتلين الأجانب .. ولفت الى إن العدوان التركي، في ضوء هذه المعطيات، لا يُمثل فقط تهديداً للاستقرار الإقليمي .. وإنما يُعد خطراً حقيقياً على الأمن والسلم الدوليين.

ودعا ابو الغيط المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته حيال هذا التهديد الحال والداهم لأمن العالم.

واعرب ابو الغيط عن الأسف ان مجلس الأمن قد صادف فشلاً واضحاً، حتى الآن، في التعامل مع العدوان التركي .. بسبب بعض الاختلافات داخله، وبالأخص ما يتعلق بمواقف بعض الدول دائمة العضوية فيه.

وحث ابو الغيط مجلس الأمن، بما يمثله من مرجعية للشرعية الدولية، لتحمل مسئولياته حيال هذا الموضوع الخطير، والعمل بجدية أكبر من أجل التوصل لموقف دولي موحد بإدانة هذا العدوان ووقفه، وإزالة الآثار المترتبة عليه.

وطالب تركيا بوقف فوري وكامل لكافة العمليات العسكرية وسحب قواتها التي توغلت داخل الأراضي السورية .. ونحملها المسئولية كاملة عن التبعات الإنسانية والأمنية التي قد تترتب على هذا العدوان الخطير.

رابط مختصر
2019-10-12 2019-10-12
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر