تتحرك الإدارة الأميركية في مسارين بشأن الهجوم التركي على شمال سوريا. الأول، اجتماع يعقده الرئيس دونالد ترمب الأربعاء، في البيت الأبيض، مع الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين لمجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى لجنتي الشؤون الخارجية والقوات المسلحة في المجلسين، لبحث الوضع في سوريا، وفق ما قال مساعدون في الكونغرس لوكالة “رويترز”.
وذكرت المصادر أن من بين المدعوين ميتش ماكونيل زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ونانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وزعيمة الديمقراطيين ورئيس وكبار أعضاء كل من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والشؤون الخارجية بمجلس النواب ولجنتي القوات المسلحة بمجلسي الشيوخ والنواب.
ويتزامن الاجتماع مع تزايد القلق بين أعضاء الكونغرس الأميركي بمن فيهم بعض الجمهوريين بشأن قرار ترمب سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، الذي فتح الطريق أمام الهجوم التركي على فصائل كردية متحالفة مع الولايات المتحدة، كانت تقاتل تنظيم “داعش” جنباً إلى جنب مع الأميركيين.
بنس إلى أنقرة
وفي المسار الثاني، يلتقي نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في أنقرة، الخميس، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإقناعه بإعلان “وقف فوري لإطلاق النار”.
ويرأس بنس في زيارته إلى تركيا وفداً يضمّ كلاً من وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين والمبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، بحسب ما أعلن البيت الأبيض الثلاثاء.
وقالت الرئاسة في بيان إنّ زيارة بنس تهدف إلى تأمين “وقف فوري لإطلاق النار وتوفير الظروف لحل تفاوضي”.
وأضاف البيان أنّ بنس سيعقد الخميس اجتماعاً ثنائياً مع أردوغان “سيجدّد خلاله التأكيد على التزام الرئيس ترمب الإبقاء على العقوبات الاقتصادية العقابية على تركيا إلى حين التوصل إلى حل”.
وأوضح البيان أنّ “العنف المستمر في المنطقة يقوّض بشدة الحملة ضد تنظيم داعش، ويعرّض المدنيين والأقليّات الدينية للخطر ويهدّد أمن المنطقة بأسرها”.
وأضاف أنّ إدارة ترمب “مصمّمة على الحفاظ على الأمن في المنطقة، وعلى سلامة المدنيين، وعلى استمرار احتجاز مقاتلي داعش”.
من جهته، أوضح الرئيس الأميركي أنّ نائبه سيهدّد أردوغان بالمزيد من العقوبات الاقتصادية الأميركية على تركيا إذا لم توافق على وقف إطلاق النار.
وقال ترمب في تصريح للصحافيين بالبيت الأبيض “نطالب بوقف لإطلاق النار”، وذلك غداة اتصاله بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ودعوته إياه إلى انهاء هجوم الجيش التركي.
وأضاف الرئيس الأميركي “لقد فرضنا أقوى العقوبات التي يمكنكم تخيّلها”.
وأضاف أنّه في حال تبيّن أنّ هذه العقوبات لن يكون لها التأثير الكافي فإن الولايات المتحدة تمتلك خيارات كثيرة أخرى “بما في ذلك فرض رسوم جمركية ضخمة على الصلب. إنهم (الأتراك) يصدّرون الكثير من الصلب إلى الولايات المتحدة. إنّهم يجنون الكثير من المال من تصدير الصلب. لن يكسبوا الكثير من المال”.
وردّاً على التهديدات الأميركية، قال أردوغان “إنّهم يضغطون علينا لوقف العملية. لدينا هدف واضح. لسنا قلقين بشأن العقوبات”.
وأضاف “لا يمكننا أن نعلن وقفاً لإطلاق النار” قبل أن تقضي تركيا على أي وجود “للتنظيم الإرهابي” قرب حدودها، في إشارة إلى الوحدات الكردية.
دعم الأكراد
في السياق نفسه، أعلن مسؤول كبير في البنتاغون، الثلاثاء، أنّ الولايات المتحدة تريد مواصلة التعاون مع المقاتلين الأكراد في قوات سوريا الديمقراطية في الحرب ضد “داعش”.
وقال المسؤول الكبير للصحافيين، طالباً عدم الكشف عن اسمه، “سنرى نوع الدعم الذي يمكننا الاستمرار في تقديمه لقوات سوريا الديمقراطية حتى إن لم تعد لدينا قوات في شمال” سوريا.
وأضاف “سنحافظ على موقع التنف الذي سيسمح لنا على الأرجح بمواصلة هذه المهمة في الجنوب”.
وردّاً على سؤال عن انعدام ثقة المقاتلين الأكراد بالولايات المتحدة بعدما تخلّت عنهم وتركتهم لقمة سائغة لتركيا، قال المسؤول في البنتاغون إنّ العلاقات بين الأكراد والجيش الأميركي لا تزال قوية بما يكفي لمواصلة التعاون بين الطرفين.
ومنذ أسبوع يشنّ الجيش التركي هجوماً على “وحدات حماية الشعب”، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، لإبعاد هذه الفصائل الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيمات إرهابية، عن الحدود الجنوبية لتركيا.
أردوغان إلى موسكو
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله إن الرئيس التركي قد يزور روسيا لإجراء محادثات بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث في اتصال هاتفي مع أردوغان النزاع في سوريا ودعاه إلى زيارة روسيا “في الأيام القادمة”، وفق ما أعلن الكرملين في بيان مساء الثلاثاء.
وقال الكرملين إن بوتين دعا أردوغان إلى “زيارة عمل في الأيام القادمة. تم قبول الدعوة”. وأضاف البيان أن الزعيمين أكدا “ضرورة منع مواجهة بين الوحدات التركية والسورية” في شمال سوريا.