لم تفلح وتنجح الاستعدادات التقليدية التي قامت بها محافظة القاهرة وأجهزتها التنفيذية، في السيطرة على أزمة السيول والأمطار التي تعرضت لها العاصمة أمس الإثنين، برغم التنبؤات المسبقة بذلك، من قبل هيئة الأرصاد الجوية.
وبحسب “بوابة الأهرام”، تعتاد أجهزة المحافظة والأحياء، قبل دخول الشتاء من كل عام، على التنسيق بين الجهات المعنية، كوزارة الري وهيئة الأرصاد الجوية وشركتي مياه الشرب والصرف الصحي، لتطهير بالوعات الصرف والأمطار، ومخرات السيول (المعصرة – حلوان – طرة)، في جنوب القاهرة، وبرغم التطهير، إلا أن ما يقرب من 21 ألف بالوعة أمطار على مستوى الأحياء، فشلت في استيعاب كمية المياه، كما أن الأنفاق – وبرغم غمرها بالمياه منذ أسبوع في محاكاة وتجربة عملية للواقع- غرقت جميعها في مياه الأمطار، وكان أبرزها “نفق العروبة”، في محور صلاح سالم.
وهو ما اعترف به اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، أمس الإثنين، مؤكدًا أن منطقتي شرق القاهرة ومصر الجديدة، تعرضتا لسيول استمرت لما يقرب من الـ90 دقيقة، بكمية أمطار بمقدار 650 ألف متر مكعب من المياه.
وأوضح المحافظ، في بيان رسمي أصدرته المحافظة أمس، أن جميع أجهزة الأحياء كانت مستعدة، لكن كمية الأمطار التي سقطت لم تستوعبها شبكات الصرف الصحي، مما أدى لغرق مناطق في مدينة نصر والأتوستراد ونفق العروبة ومصر الجديدة وغيرها، كما أن الشوارع في مدينة نصر ذات مناسيب منخفضة.
ووجه محافظ القاهرة، بسرعة توزيع شفاطات المياه والمعدات الحديثة ومواتير المياه وفرق الطوارئ، لرفع تراكمات المياه بالشوارع والميادين والمحاور الرئيسية، نتيجة سقوط أمطار رعدية على معظم أنحاء القاهرة.
جاء ذلك، عقب تفقده لمحور صلاح سالم، بعد تعطل حركة المرور به، وغرق “نفق العروبة”، نتيجة شدة الأمطار، مكلفا جميع الأجهزة التنفيذية وشركتي مياه الشرب والصرف الصحي، بالتحرك السريع وتوزيع المهام لمواجهة تراكمات المياه، كما كلف بالتواصل مع غرفة العمليات المركزية بالمحافظة للإبلاغ عن أي طارئ أو طلب المساندة.
وطهرت أجهزة أحياء جنوب القاهرة التي بنطاقها مخرات سيول (كطرة والمعصرة وحلوان)، جميع المخرات، ورفعت المخلفات من محيطها، مع تحذير هيئة الأرصاد الجوية، بهطول أمطار اليوم الأربعاء، حيث تستمر الموجة حتى الجمعة المقبلة.
كما كلف محافظ القاهرة، جميع رؤساء الأحياء، بترك مكاتبهم، والنزول للشارع، لمواجهة تراكمات المياه، والمستمرة منذ أمس، مع التأكد من تطهير جميع بالوعات الأمطار والصرف الصحي، لأن بعضها لم يعمل بكفاءة.
ومن ناحية أخرى تسببت أزمة السيول والأمطار، التي تعرضت لها العاصمة أمس، في زحام محاور القاهرة المرورية كافة، خاصة مدينة نصر وصلاح سالم، مما أسفر عن تأخر وتعطل كثير من باصات المدارس، وبقائها في الشوارع لساعات متأخرة من الليل، بسبب الزحام، والسير عكس الاتجاه.