وجهت مريم رجوي، زعيمة المقاومة الإيرانية، كلمة خلال إقامة مراسم الأربعين لشهداء انتفاضة نوفمبر في معسكر أشرف الثالث في العاصمة الألبانية تيرانا، حيت فيها المتظاهرين وأرواح الشهداء، وفيما يلي نص الكلمة:
أيها المنتفضون من أجل الحرية، أمّهات وآباء الشهداء، أيها الأبطال أعضاء معاقل الانتفاضة! أيها المواطنون، آلاف التحية والسلام لكم جميعًا عشية أربعينية شهداء انتفاضة إيران، اجتمعنا في أشرف الثالث مع مجاهدي خلق أنبل أبناء للشعب الإيراني. وقال مسعود «النهر الهادر لدماء الشهداء، كفيل بالنصر الحتمي لشعبنا». الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم من أجل إيران وأنعشوا وأحيوا المجتمع الإيراني. نحن نقوم بتكريم شهداء الانتفاضة نيابة عن جميع الأمهات والآباء المفجوعين. نيابة عن كل أولئك الذين بكوا على أبطال هذا العصر خلال الأربعين يومًا الماضية، وزادوا من غضبهم وعزمهم على اقتلاع دكتاتورية خامنئي المتعطّشة للدماء.
من كل قلبي وروحي، أتقدم بأحرّ التعازي إليكم جميعًا على فقدان فلذات قلوبكم وأحيّيكم على صبركم.
في أشرف الثالث، نكرّم إلى جانب مناضلي درب حرية الشعب الإيراني في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ونستذكر أكثر من 1500 شاب قضوا شهداء. ولاشكّ أن العدد الحقيقي للشهداء أكثر من ذلك.
ويل لهؤلاء القتلة المجرمين. تقام هذه المراسيم إحياء للشهداء نيابة عن تلك الأم التي كانت تلاحق جثة ابنها المتناثرة وهي تصرخ ”هذا ابني! » ونيابة عن الآباء الذين أجبرهم النظام على دفع ثمن الرصاص الذي اخترق رؤوس أطفالهم وقلوبهم.
وهذه مراسيم نيابة عن عائلات الفتيات والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 14 عامًا والذين قتلوا على أيدي أفراد الحرس. وهذه مراسيم للدعوة إلى تطبيق العدالة للشهداء، وردّ النيران على الخلافة الوحشية لخامنئي المتعطشة للدماء في إيران المحتلّة. الموت لخامنئي واللعن على خميني.
أزهار وبراعم جيل منتفض إنني أتحدث إلى شعب إيران وشبابها الشجعان وجميع الأصدقاء والرفاق للشهداء الكرام وأبناء بلدهم وحارتهم، وقبل أي شخص آخر، أتحدث إليكم أيتها العوائل الثكالى، وخاصة الأمهات المفجوعات، أتحدث باسم مقاومة تخوض القتال وتكافح ضد فظائع ودجل نظام الملالي الحاكمين منذ 40 عامًا.
منذ اليوم الذي فتحت فيه قوات الحرس النار على المنتفضين في طهران في 20 يونيو 1981، وأخذ الشباب المؤيدين لمنظمة مجاهدي خلق إلى المذابح؛ ومرورًا باليوم الذي اختطفوا فيه الشباب المصابين الغارقين في الدماء من على أسرّة المستشفيات في 27 سبتمبر1981؛ وإلى شهداء عملية الضياء الخالد في عام 1988 ومجزرة ثلاثين ألف سجين سياسي في العام نفسه ووصولاً إلى الهجمات الوحشية التي شنّها عملاء خامنئي والهجمات الصاروخية على معسكرات ”أشرف“ و”ليبرتي“.
طوال هذا الكفاح الذي دام 40 عامًا، تم قتل وإعدام عدد لا يحصى من الرفاق والأخوة والأخوات المجاهدين على أيدي الملالي. لذا، يجب أن تعلموا أن المجاهدين وأعضاء هذه المقاومة، يلمسون آلامكم ومعاناتكم من صميم قلوبهم ووجودهم.
لكن يجب أن تعلموا أيضًا أن هؤلاء الشهداء أحياء يُرزقون. إنهم أزهار وبراعم لجيل منتفض. إنهم ثمار عزم وإرادة مقدسة لشعب صامد. إنهم رُسل لملاك الحرية لإيران مضرّجين بدمائهم.
لذلك، ارفعوا رؤوسكم. وكونوا فخورين بأنكم أمهات وآباء لأبطال هزّوا أركان وأسس النظام الحاكم في إيران بحيث لم يعد يستطيع الخلاص من محنته. انظروا إلى الطريق الواسع الذي فتحوه نحو الحرية. لاحظوا كيف انهارت هيبة الولي الفقيه خامنئي وقوات الحرس التابعة له. وانظروا كيف حطّموا قواعد القمع والجريمة في كل مدينة إيرانية. نعم، هذا الجيل وشهدائه مبعث فخر لجميع محبي الحرية في إيران والعالم.
إننا نعبّر عن امتناننا لجميع الأسر ومعاقل الانتفاضة التي عملت وتعمل بجدّ وبقبول المخاطر، على مدار الأسابيع القليلة الماضية لجمع أسماء وصور شهداء الانتفاضة. كما نقدّر عاليًا لأنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والأخوات والأخوة الذين يدعمون هذه المقاومة في جميع أنحاء العالم وينقلون للعالم رسالة شهداء انتفاضة إيران. لقد رأيناهم أيضًا في برنامج حملة التبرع مع قناة الحرية (INTV) حيث دافعوا بجدية عن انتفاضة إيران بكل إيمانهم.
هذه حملة قيّمة واستمرار لانتفاضة إيران في نوفمبر وصفحة من الانتفاضات المقبلة. جريمة ضد الإنسانية ارتكبت في الشوارع وفقا للتقارير التي تلقيناها حتى الآن، فإن عدد الشهداء يتجاوز بالتأكيد 1500 شهيد. بالطبع، الأرقام الحقيقية أكثر بكثير. هذا يعني أن النظام قد قتل مالايقل عن 60 مرة مما فعله في انتفاضة ديسمبر2017 إلى يناير2018 وأصاب أعدادًا أكثر بجروح باستخدام الأسلحة والفؤوس والرصاصات الكروية …
في الواقع، ما حدث هو جريمة ضد الإنسانية ارتكبت في الشوارع أمام أعين الناس الأبرياء. هذه واحدة من أفظع الجرائم في القرن الحادي والعشرين التي يشهدها العالم. يمكن للعالم أن يرى أن نظام الملالي لا يتردد حتى في قتل أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و 14 عامًا فقط.
أمير رضا عبد اللهي، 13 عامًا في ”إسلام شهر“؛ و”نيكتا إسفنداني“،14 عامًا في شارع ستار خان بطهران؛ وآرمين قادري، 15 عامًا، في حي دولت آباد في كرمانشاه؛ وخالد غزلاوي، 16 عامًا في خرمشهر؛ ورضا نيسي 16 عامًا في حي ”باستوريزه“ بمدينة الأهواز. هذه مجرد قائمة جزئية من المراهقين الذين استشهدوا في هذه الانتفاضة.
حقًا، «بأي ذنب قُتلت» نيكتا، وأمير، ورضا، ، وآرمين؟ لماذا اريقت دماء خالد ورضا على الأرض؟ صراخ دمائهم الذي يشقّ عنان السماء هو بأي ذنب قتلوا؟ بأي جريرة قُتلنا؟ من بين شهداء الانتفاضة الشامخين، نرى أسماء النساء الشجعان في إيران. أولئك اللاتي تغلبن على قوات الحرس بحماسهن وبسالتهن، لدرجة أن النظام اعترف مرارًا وتكرارًا بدورهن الحاسم في الانتفاضة. تحية لهؤلاء البطلات الباسلات.
المجازر تشير إلى نهاية نظام الملالي أيها المواطنون الأعزاء! كل شهداء الانتفاضة، سواء كانوا في سنّ المراهقة أو أولئك الذين كانوا أمهات لعدة أطفال أو أولئك الذين كانوا من القطاعات الأكثر حرمانًا من أبناء شعبنا، وكانوا في عنفوان شبابهم، كلهم يشتركون في سمة مشتركة، وهي براءتهم. كانت هذه النفوس العزيزة خالية الوفاض وعزّل خلال الانتفاضة في وجه العدو الوحشي القاسي.
تم استهداف العديد من الرؤوس والقلوب المليئة بالأمل والحبّ بالذخيرة الحية. ولم يتم العثور على جثث العديد منهم، حتى الآن. لكن اسمحوا لي أن أؤكد أنه من المستحيل أن يبقى هذا النظام في السلطة بعد ما يخرج هؤلاء الشباب والمراهقين إلى الشوارع للإطاحة به. إن خامنئي وقوات الحرس التابعة له مخطئون تمامًا إذا اعتقدوا أن بإمكانهم مواصلة حكمهم من خلال ملء أهوار مدينة ماهشهر بدماء وجثث أبناء شعبنا العزّل. إنهم مخطئون تمامًا، إذا اعتقدوا أنهم قادرون على الحفاظ على هذا النظام المتداعي من خلال إنشاء حمامات دم في بلدتي”جعفر آباد“ و ”دولت آباد“ في كرمانشاه أو ”صدرا“ و”معالي آباد“ في شيراز أو بهبهان ومريوان.
هذه المجازر تشير إلى نهاية نظام الملالي اللاإنساني.
لقد جعل أبطالنا وشهدائنا الكرام، من خامنئي الديكتاتور الأكثر نفوراً وتعطشًا للدماء في عصرنا، باعتباره العقل المدبّر لهذه المذبحة الجسيمة في شوارع إيران. ولكن على الرغم من كل هذه الجرائم وسفك الدماء، ستبقى الانتفاضة الإيرانية مستمرة. ولن يكون الملالي قادرين على رؤية اليوم الذي يمكنهم فيه ”نهاية“ هذه الانتفاضة. وكما قال قائد المقاومة مسعود رجوي، «الانتفاضة والعصيان لإسقاط النظام وتحقيق سيادة الشعب الإيراني لا يمكن إنهاؤها … لقد حان الوقت لتوسيع ومضاعفة معاقل الانتفاضة وانتفاضة الأحياء والمدن، وليس نهايتها! ما هو مدرج في جدول أعمال الشعب هو اختتام الديكتاتورية الدينية كلها وشركائها».
الملاحظات الأساسية ونتائج أيها المواطنون والأخوات والأخوة،
اندلعت الانتفاضة في نوفمبر في جميع أنحاء البلاد في وقت لم يكن أمراً مباغتاً للنظام، وعلى عكس انتفاضة يناير من العام الماضي كان النظام على أهبة الاستعداد. وقد وضع النظام بالفعل قوات الأمن الخاصة له في حالة تأهب قصوى لمواجهة ردّ الفعل الاجتماعي على ارتفاع أسعار البنزين. منذ الانتفاضة في ديسمبر2017، بذل النظام كل جهده وباستخدام كل أنواع الأساليب القمعية والعديد من المحاولات الخادعة، للقضاء على أي أسباب وفرصة لاندلاع انتفاضة أخرى. لكنه فشل في ذلك. سأحاول أن ألخّص في هذه الفرصة الموجزة، الاستنتاجات الأساسية المستخلصة من الانتفاضة الأخيرة:
1. خلال الـ48 ساعة الأولى، وجهت انتفاضة نوفمبر2019، ضربة أساسية مفاجئة وصادمة للنظام لا يمكن تعويضها. واجه المتظاهرون الغاضبون قوات النظام القمعية، من خلال تحطيم مراكز الملالي للقمع والنهب. ووفقًا لقادة النظام، تم إحراق نحو 1000 بنك، و900 محطة وقود والعديد من مكاتب القائممقامية. وتعرض أكثر من 80 قاعدة لقوات الحرس والباسيج ومراكز الشرطة، وعدد كبير من الحوزات الدينية التابعة للنظام للهجوم أو الاستيلاء عليها. وحرّر المتظاهرون المنتفضون أجزاء واسعة من عدة مدن. من شيراز وصدرا، إلى ماهشهر وشهريار وإسلام شهر وبلدة قدس. وفي بعض الأماكن، مثل بلدة ”كوره“ في ماهشهر، حصل الناس على الأسلحة، وتحوّلت الانتفاضة والاحتجاج إلى معركة شاملة مع المجرمين من قوات الحرس. وهكذا بيّنوا للجميع طريق الانتصار في انتفاضة إيران وتحرير إيران من هذا النظام المعادي للوطن. كانت انتفاضة نوفمبر مسرحًا للمواجهة بين المواطنين والنظام بأكمله 2. كانت انتفاضة نوفمبر مسرحا للمواجهة بين المنتفضين والشعب المنتفض ومعاقل الانتفاضة وبين مجمل النظام وقواته القمعية وجهازه السياسي. بحلول الساعة الثانية بعد منتصف الليل من يوم 16 نوفمبر، أعلن النظام على عجل حالة تأهب حمراء وتولّت قوات الحرس قيادة قمع الاحتجاجات تمامًا وأصبحت جميع القوى القمعية تحت القيادة المباشرة لقوات الحرس. ومع ذلك، لم يتمكنوا من السيطرة على الوضع. في الساعة 6.45 من صباح يوم الأحد 17 نوفمبر، دخل خامنئي على الخط مباشرة، وتحت ذريعة تدريس الفقه، ليعلن دعمه الكامل لارتفاع أسعار البنزين، وأصدر شخصياً أمرًا للهجوم على الناس، وقال «يتعين على مسؤولي البلاد القيام بواجباتهم بجدية». ورأى الجميع أنهم نشروا ناقلات جنود مدرعة ودبابات وطائرات هليكوبتر في مدن مثل خرمشهر وكرمانشاه وشيراز وماهشهر نقطة تحول لا رجعة فيها 3. على جبهة الشعب، قال وزير الداخلية للنظام، إن حوالي 600 ألف شخص شاركوا في المعارك والانتفاضات. وقال إن حوالي 130 إلى 200 ألف شخص «يتجوّلون طوال الوقت ويحرّضون على أعمال الشغب في أماكن مختلفة. على سبيل المثال، كان هناك 100 موقع اندلعت فيها حوادث واشتباكات يوم السبت في طهران فقط». هذا جزء من الواقع الذي اعترف به مسؤولو النظام. تخيلوا حجم الواقع. من الواضح أن النظام يقلّل من الأعداد الفعلية ويعترف فقط بجزء صغير من الواقع. ومع ذلك، يعترف في هذه الروايات المحدودة، بأن قوة قتالية معادية للنظام في حدود مئات الآلاف قد نهضت للقتال والإطاحة بالدكتاتورية الدينية. هذه هي القوة القتالية المناهضة للنظام التي تشكل العمود الفقري لحرب التحرير من أجل الإطاحة بالنظام، وقد أظهرت وجودها في الشوارع في جميع أنحاء البلاد خلال انتفاضة نوفمبر. لقد تحطّمت الجبروت المزّيف لقوات الحرس. وآمن الناس بقوتهم الخاصة، وانتقل الخوف من هذه الجبهة إلى جبهة العدو. والآن، النظام هو الذي يسيطره الخوف بشكل دائم. وهذه هي النتيجة السياسية والاستراتيجية الهامة التي تمخضت عنه الانتفاضة في نوفمبر. لقد دفع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ثمناً باهظاً لتحقيق هذه القفزة النوعية التي لا رجعة فيها إلى الأمام. لقد عَبَر كل من النظام وقواته القمعية وكذلك الشعب ورجال الانتفاضة والشباب ومعاقل الانتفاضة من منعطف، والعودة إلى ظروف ما قبل نوفمبر 98 أمر لا يمكن تصوره. مجتمع محتقن حدّ الانفجار ومدن الانتفاضة 4. الأساس الموضوعي لهذه الانتفاضة هي مجتمع محتقن وغاضب حدّ الانفجار. اندلعت الاحتجاجات من المدن التي يقطن فيها محرومون نزحوا من القرى والمدن الصغيرة. من إسلام شهر، وقلعة حسن خان، وشهريار، ورباط كريم، ومارليك، في جنوب وغرب طهران، إلى فرديس وكلشهر في كرج، ومن جعفر آباد، وإلهية ودولت آباد في كرمانشاه ، إلى زورآباد وشريف آباد في سنندج، ومريوان، إلى معالي آباد وكوزكري في شيراز، وزينبيه في أصفهان. نعم، سكان هذه المدن يحترقون من الفقر والبطالة، وهم محرومون من الخدمات المعيشية الحضرية، وتم إقصاؤهم من سكان البلاد من نواح كثيرة. هذه المدن والبلدات هي نتيجة لنهب النظام وسياساته التدميرية، خاصةً منذ التسعينيات وحتى يومنا هذا، ولم تكن وليدة الساعة. لذلك، لا يمكن للنظام إيجاد أي حل لهم، لأن النظام هو الذي خلق الكثير من البؤس والعوز والكوارث الاجتماعية. ونتيجة لذلك، فإن الملالي في طريق مسدود في مواجهة بؤر الانتفاضة والعصيان في هذه المدن وهم في مأزق. وهذا هو المصير الذي سوف يصيب هذا النظام مرة أخرى في مستقبل قريب. معاقل الانتفاضة محرّك انتفاضة الشعب 5. يعترف النظام الآن بلغته الخاصة بأن معاقل الانتفاضة كانت تعمل بلا انقطاع على مدار العامين الماضيين، وأنها هي التي حدّدت اتجاه حركة الاحتجاج للشعب الإيراني. وكانت أنشطة معاقل الانتفاضة منذ يناير2018 حتى اليوم متداخلة مع العديد من الاعتقالات والتضحيات للحفاظ على لهيب الانتفاضة. وكما قال مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية في نوفمبر 2018، «معاقل الانتفاضة تدخل بمثابة الشرارة التي تشعل الاحتجاجات. أعضاء معاقل الانتفاضة يقودون الانتفاضات ويقومون بدور المحفزّات والموجِّهات. إنهم يشكّلون عنصر الاستمرارية، وضمان التقدم والنصر. ومن خلال تثبيتهم وتكاثرهم، واندماج بعضهم البعض ستتشكل وحدات جيش التحرير في المدن المنتفضة». وأثبتت انتفاضة نوفمبر صحة ودقة الاستراتيجية القائمة على معاقل الانتفاضة ومدن الانتفاضة. خطّط قائد المقاومة الإيرانية هذه الإستراتيجية وأعلنها في عام 2013 بعد مجزرة أعضاء مجاهدي خلق في أشرف بالعراق. نعم إن ظاهرة ”معاقل الانتفاضة“ هي الفكرة الخارقة والدليل الموجه لجيل الشباب المنتفض في إيران. مجزرة جيل مناضل في الشوارع 6. ارتكبت الدكتاتورية الدينية جريمة ضد الإنسانية في مواجهة انتفاضة تحرير الشعب الإيراني. في العام 1988، نفذ خميني مجزرة سرًا في داخل السجون. لكن خامنئي لجأ الآن إلى تنفيذ المجزرة علانية في الشوارع. وأطلق الرصاص على رأس وقلب الشباب من مسافة قريبة، مما أسفر عن مقتل المحتجين وإلقاء جثثهم في الأنهار وقنوات المياه وضرب المحتجين الجرحى بالفأس في الشوارع. خامنئي وحرسه المجرمون يحفرون قبورهم بأيديهم بأعمال القتل هذه. إن سفك الدماء هذا، جعل المجتمع الإيراني في غضب مائة مرة أكثر من الماضي، وهذا يوفّر المزيد من الديناميكية للانتفاضات المستقبلة ويزيد من إصرار الشعب الإيراني على كفاحه من أجل الحرية. دخل جيل شجاع، لا يعرف الخوف متحليًا بالشجاعة والوعي وبدوافع عالية، ساحة المعركة للإطاحة بالنظام. إن جيل انتفاضة نوفمبر، هو القوة الحاسمة للمعركة القادمة لجيش الحرية العظيم للشعب الإيراني. انظروا الى هذه الصور لم أتمكن من تركيبها جميعًا في صفحة واحدة. انظروا إلى وجوههم وإلى أعمارهم. انظروا إلى عزمهم. وغضبهم الذي كان جزءًا من غضب أمة أسيرة لم تعد قادرة على تحمل الظروف في ظل حكم الملالي. نلقي نظرة فاحصة على ما يقولون وما يريدون. إنهم يريدون إسقاط هذا النظام بكامله بأي ثمن. هذا هو السبب في أنهم تحدّوا وابلًا من الرصاص وضحّوا بحياتهم بشجاعة واستشهدوا. تحية لهم جميعًا.
زوال الأوهام والأساطير في الانتفاضة 7. أبطلت انتفاضة نوفمبر الدامية سلسلة من الأوهام والأساطير حول النظام. هذا النظام غير قادر على البقاء ولا يتمتع بأي استقرار وتوازن. أثبتت هذه الانتفاضة أن الثورات الملونة المخملية في إيران ليست سوى وهم. لم يعلّق أي شخص في إيران الآمال بالتغيير من داخل النظام. الحل الوحيد هو الإطاحة بالنظام برمته، وهذا ما سيتحقق بالتأكيد. يجب على المجتمع الدولي أن ينهي صمته وتجاهله تجاه النظام 8. يجب على المجتمع الدولي أن ينهي صمته وتهاونه. على حكومات العالم والهيئات الدولية أن تضع حداً بشكل فوري لعمليات القتل والاعتقالات. خامنئي الذي أمر علناً بالقمع، وروحاني رئيس النظام الذي أعلن مرارًا وتكرارًا دعمه للعمليات القمعية، وجلادون مثل شمخاني، أمين المجلس الأعلى لأمن النظام، وحسين سلامي قائد قوات الحرس، هم مجرمون ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية. يجب على مجلس الأمن الدولي أن يعلن قادة النظام مجرمين ضد الإنسانية بسبب كل هذا القمع وسفك الدماء ويجب تقديمهم إلى العدالة. يجب على الأمم المتحدة إرسال بعثات لتقصي الحقائق على الفور إلى إيران للتحقيق حول الشهداء والجرحى والسجناء. يجب على العالم أن يدعم شرعية المقاومة ونضال الشباب المنتفضين في إيران ضد وحوش قوات الحرس والاعتراف بكفاح الشعب الإيراني للإطاحة بالنظام. هذا هو الحق المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي الثورة الفرنسية وفي بيان استقلال الولايات المتحدة. فقد نهض الشعب الإيراني، كما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، «للثورة كآخر علاج ضد الاضطهاد والقمع». يجب الاعتراف بذلك. مدرسة للملايين من الشباب المنتفضين في إيران أيها المواطنون! يا شعب إيران الواعي والمحبّ للحرية، انتفاضة نوفمبر هي نقلة نوعية في التاريخ الإيراني مع الكثير من الدروس الرائعة والدائمة. إنها مدرسة للملايين من شبان بلادنا المنتفضين: – في تعلم استراتيجية وتكتيكات الانتفاضة والإطاحة بالنظام؛ – لاكتساب فهم عميق لاستعداد المجتمع لإحداث تغيير جذري وأساسي؛ – تحقيق فهم أوضح لاهتراء النظام عديم الحيلة للخروج من الأزمات؛ – في الفراغ من سراب «الاعتدال» و«الإصلاح» والبحث عن حل دون دفع ثمن؛ -رؤية زوال حلول هوامش النظام والاستراتيجيات الجوفاء المزيفة، – تبخّر كل خطابات النظام وإشكاليات حلفائه الفعليين على استراتيجية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وسياستهم، من 20 يونيو 1981إلى يومنا هذا. – وفتح الأعين على القوة المناهضة للنظام والعمود الفقري لمعركة الإطاحة. – اتضح أن عقوبة هذا النظام، كما قال مسعود، هي وابل من النار. ويجب تحطيم قوات الحرس. أي جهد لاجتذاب قوات الحرس أو جزء منها ليس سوى الانجذاب فيها. وهكذا انكشفت حقيقة تصنيع البدائل المزيفة – بالمشاركة المباشرة أو غير المباشرة للنظام- بناء على طلب من هذه الحكومة أو تلك أو الخدمة الخارجية. وخرجت المقاومة الإيرانية معززة بالفخر. وصل جيش التحرير الوطني إلى ذروته مع الشباب المنتفضين وقوات الانتفاضة، وجيوش الجياع والعاطلين عن العمل والمضطهدين. السؤال ببساطة واضحة هي: ما هي القوة والستراتيجية والسياسة القادرة على إسقاط هذا النظام؟ هل هي عفوية أم منظمة؟ هل هي تتجه نحو الماضي أم نحو المستقبل؟ بكلمات رخيصة وجوفاء أم أنها تتقدم بدماء حمراء؟ هل هي طبخة الغرباء والبلدان الأجنبية، أم أنها نتجت عن 6 عقود من الصراع المضني الغارق في الدم ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي؟ نحن نرحّب بكل من يريد ويستطيع عمليًا الإطاحة بهذا النظام. شريطة أن يركزّوا على إيران الملالي والفاشية الدينية الحاكمة. بشرط أن يعملوا على إسقاط عدو الشعب، وأن يتجنبوا الشعارات العامة الجوفاء، والشعارات غير المجدية التي لا تضر النظام. نعم، يعرف الجميع اليوم أن الإسم الأكثر حظرًا والخط الأحمر الأول للنظام لا يزال اسم مجاهدي خلق منذ 40 عامًا. يعترف مسؤولو النظام بكل صراحة أن خطهم الأحمر ليس حتى زعيم النظام خامنئي، بل ”منظمة مجاهدي خلق الإيرانية“. … كان حديثنا عن المنظمة وعن مجاهدي خلق مع أكثر من خمسة عقود من النضال والتضحية، واليوم ، لدينا شهود أوفياء على هذه الحقيقة.
التضامن ضروري لاستمرار الانتفاضة
أخواتي إخوتي، دعونا نستذكر هنا عضوين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق من سكان أشرف الثالث اللذين كرّسا حياتهما من أجل حرية الشعب والوطن وتوفيا في 14 و 15 ديسمبر. أقصد المجاهدين الصديقين عبد الصمد ساجديان وأختي العزيزة بهناز مُجلّل. آلاف التحية لهما. كان أخي العزيز صمد ساجديان، عضوًا في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية منذ 53 عامًا، وقد تأثرت حياته وشخصيته تأثرًا عميقًا بتعاليم وقيم مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. لقد كان مثالا يحتذى به من التواضع، ورفيق درب مسعود رجوي، ومظهر من مظاهر الكفاح المجيد في عصرنا. أفضل وصف له هو كلماته الخاصة التي تقول: «عادة ما يكون أولئك الذين يكنزون الثروة، يتركون هذا العالم خالي الوفاض عندما يحين وقت وداعهم، لكن أولئك الذين اختاروا الكفاح وضحوا بكل ما لديهم من أجل شعبهم، ولا يريدون أي شيء لأنفسهم في هذا العالم، فهم يتركون العالم بأيدي مزوّدة بالثروة» آلاف التحية له. وأختي العزيزة بهناز، التي، توفّيت بعد معاناة مرض خطير، أوفت بواجبها تجاه الله والشعب وانضمّت إلى قافلة شهداء المجاهدين وشهداء الحرية.
كانت بهناز مجلل عضوة في المجلس المركزي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وإنها عرضت شخصية امرأة مجاهدة رائدة ومتحررة، سواء في النضال أو في كفاحها ضد المرض. آلاف التحية لها إننا نحيي هؤلاء المجاهدين النبلاء، ونحن على ثقة من أن طريق الشرف والفخر الذي مرّوا به في مقاومة ديكتاتوريات الشاه والملالي سيستمر من قبل الأجيال الشابة من المنتفضين في إيران حتى النصر النهائي. أيها المواطنون الأعزاء، أخواتي وإخوتي يا أبناء إيران النبلاء، التضامن والتعاون هما العنصران الأساسيان في استمرار الانتفاضة. إن دعم أسر الشهداء والعناية بالجرحى ومساعدة معاقل الانتفاضة بأي شكل من الأشكال وإلى أي حد ممكن هو واجب وطني. من خلال استذكار أبناء الشعب الإيراني المضحّين، وتكريم تضحياتهم، ارفعوا معنويات وعزم الشعب الإيراني أينما كنتم. إن دعمكم لمعاقل الانتفاضة ضروري ومساهمة في تقرير مصير إيران الغد المشرق. تحية للشهداء، تحية للمنتفضين، تحية للحرية وجيش التحرير
المصدر: موقع الرسمی لمریم رجوي
https://www.maryam-rajavi.com/ar/item/maryam-rajavi-martyrs-iran-uprising-have-exposed-khamenei-most-reviled-dictator-our-time