>> ما حدث في لبنان انتفاضة لم تصل لمرحلة الثورة
>> الإعلام اللبناني نجح مائة بالمائة في تغطية الانتفاضة وكان متوازنا في التغطية بشكل كبير
>> شاركت في الانتفاضة بتوصيل صوت الناس.. ومعركتنا ضد الطائفية والمحاصصة
>> الصحفي يشارك في الثورات بتوصيل صوت الناس.. وطوال الوقت الصحفي ثائر على الفساد
>> الاعلام والثورة مكملين لبعض.. والإعلام الذي يتجاهل السلطة إعلام ضعيف ومنحاز للسلطة
>> الدور السلمي للسلطة كان طبيعيا في بلد يتمتع بالديمقراطية وحرية الإعلام
>> التغيير لم يحدث حتى الآن.. والحكومة الجديدة كسابقتها بل أسوأ
نوال بري، اسم ارتبط بالانتفاضة اللبنانية والتغطية المتواصلة من صاحبتها للمظاهرات وإصرارها علي توصيل صوت الناس رغم تعرضها لمخاطر التظاهرات وأحيانا للاعتداء من بعض المتظاهرين.
وفي حوار خاص لـ”العربي الأفريقي” تروي الإعلامية الشابة التي انحازت لمهنتها قبل كل شيء وحملت ميكرفونها وكاميرتها وسط غليان الشارع، عن تجربتها في تغطية الانتفاضة اللبنانية.. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
* بصفتك من أهم الإعلاميات اللائي قمن بتغطية الثورة اللبنانية، كيف كانت التجربة؟
-التجربة كانت صعبة كثيرا ومتعبة ، كنا نواصل الليل بالنهار لتغطية كافة الأحداث، كان لدينا شعور مزدوج، كنا متحمسين جدا للشباب وحقوقهم ومطالبهم وفي ذات الوقت كنا قلقين علي مصير البلد ، هذا الشعور المختلط كان لدي وهنا اتحدث فقط عن شعوري الشخصي لانني لا اربد ان احكي باسم غيري.
* هل تتفقي مع وصفها ثورة ام انها فقط انتفاضة لم تصل لثورة الحقيقية ؟
– بالنسبة لي اعتبر ما حدث انتفاضة وليس ثورة؛ لأن الثورات تستمر اكثر وتحدث تغيرات اكبر ، وهناك بعض الثورات يحدث فيها اسالة دماء ونحمد الله ان هذا لم يحدث في لبنان.
* هل كانت الثورة هي أهم حدث قمت بتغطيته خاصة وانها اول ثورة في تاريخ لبنان ؟
– لقد قمت بتغطية أحداث اخري كبرى لا تقل أهمية عن الانتفاضة الأخيرة ، لقد شهدنا انتفاضة مشابهة حدثت في عام 2015 وحملت شعار ( طلعت ريحتكم) ولكن الأخيرة اكبر بالطبع.
* وهل شاركتِ في الثورة بدورك كإعلامية أم بدروك كمواطنة ثائرة، وهل يمكن الجمع بين الإثنين دون مساس بالمهنية البحتة؟
– اعتبر التغطية التي قمنا بها هي مشاركة حقيقية في الانتفاضة لان دورنا هو توصيل صوت الناس ومطالبهم وكشف الفساد ومحاربته، و اعتقد بأن الصحفي يمكن ان يكون ثائرا لأنه بالنهاية هو مثل أي مواطن ضد الفساد والجوع والأوضاع السيئة بالبلد.
* نود إلقاء الضوء على واقعة الاعتداء عليكِ أثناء المظاهرات؟
– لا أفضل الحديث عن هذه الواقعة فهي أصبحت بالنسبة لي جزء من الماضي، لا أريد أن اتذكره وشخصيا ليس لدي مشكلة مع أحد.
* كيف تجدين دور الإعلام في الثورات، هل يجب ان ينحاز إلى الشارع ، أم انه يجب أن يكون حياديا ؟
– الإعلام هو أساس اي ثورة و دوره المهم في تغطية الانتفاضة التي حدثت اعطاها زخما و داعم اساسي لتحفيز الناس علي المشاركة ، وبالاساس الإعلام هو وظيفته توصيل صوت الناس، ومعركتنا واحدة ضد الطائفية والمحاصصة.
* و هل كل الثورات تستحق الدعم الإعلامي ام ان بعضها له دورا تخريبيا على الاعلام كشفه؟
– برأيي ان الانتفاضة او الثورة شى ايجابي فهي كل تحرك سلمي ضد الظلم والفساد والاستبداد والطائفية و انا اري ان داىما الناس علي حق، اما الأعمال التخريبية والشغب فليس بثورة او انتفاضة هذا من عمل المندسين، وفي كل الثورات يوجد مندسين واصحاب الاجندات ولكنهم لا يمثلون الثورة ،واعتقد ان واجب الاعلام كشف هؤلاء وعمل فرز للثورة.
*هل يستطيع الإعلام تحريك الشارع، أم أنه فقط يتبع أهواء الثائرين ؟
– الاعلام والثورة الاثنان مكملين لبعضهما، الثورة بدون اعلام لا تستطيع الوصول بشكل صحيح لانه كما قلت يعطيه الزخم ، اما الاعلام الذي يتجاهل الثورةهو اعلام ضعيف ومنحاز للسلطة، والاعلام لا يستطيع ان يكون محركا أساسيا للشارع، الناس تحركت من تلقاء نفسها ولكن الاعلام فقط ساعد في توصيل الحدث للمشاهد ومن ثما تحفيز المشاهد علي النزول والمشاركة.
* هل نجح الاعلام في تغطية الثورة، ام انه تأثر بالطائفية الحاضرة عند بعض المتظاهربن ؟
– الاعلام اللبناني نجح بنسبة مائة في المائة في تغطية الانتفاضة، واستطاع ان يتجاوز الطائفية وكان متوازنا في التغطيات بشكل كبير، وكل المؤسسات الإعلامية كانت راىعة وناجحة جدا في تغطية المظاهرات، وكنا حاضرين بشكل اكثر من كافي وبأعداد هائلة من المراسلين وكانت التغطية مباشرة ومتواصلة 24 ساعة .
* هل ساهم الإعلام في زيادة أعداد المتظاهرين أم أنه لحق بالثورة متأخرا وركب الموجة الثورية؟
– كما قلت لك من اول يوم في الانتفاضة الاعلام كان مواكبا لها بكل تفصيلة كبيرة كانت او صغيرة ، وكان له دور ايجابي جدا في تحفيز الناس وتشجيعهم علي المشاركة.
* ام ان الفضل يرجع إلى السلطةالتي تعاملت مع الاعلام دون منعه ومع المتظاهرين دون قمعهم؟
– لا نستطيع ان ننكر دور السلطة السلمي في الثورة وهذا بالطبع دورها الاساسي في بلد ديمقراطي مثل لبنان، وبه حرية اعلام ، والضغط السياسي ايضا لم يستطيع التحكم في دور القنوات الاعلامية وهذا امر اراه جيدا.
* انتقادات كثيرة وجهت للقنوات الفضائية اللبنانية عن دورها في تغطية التظاهرات، منها علي سبيل المثال انصراف الاعلام عن الثورة بعد اسقاط الحكومة وتعتيم اعلامي علي باقي التظاهرات ؟
– ابدا، لم ينصرف الاعلام عن الثورة ، ولكن الانتفاضة هي التي انطفأ توهجها بعد اسقاط الحكومة وهذا امر اثار علامات استفهام كبرى لدي الكثيرين وهم محقين في ذلك .
* البعض اتهم الإعلام بالطائفية لأن الثورة رفعت شعار (كلن يعني كلن) ، ولكنها بالنهاية لم تسقط فقط سوي رئيس الوزراء ( الذي يمثل الطائفة السنية )، بينما أبقت علي باقي الرؤساء الذين يمثلون الطوائف الاخري والاعلام هو من ساعد في ذلك ؟
– هذا سؤال محق جدا ، وانا شخصيا اوافقك عليه بل واشارك في طرحه، واقول لماذا توقفت الانتفاضة بعد سقوط رئيس الحكومة سعد الحريري، وانا طرحت هذا التساؤل في احدي تغريداتي على موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر)، وقلت متعجبة (هل اصبح ان سعد الحريري هو كلن يعني كلن) اين استكمال باقي مطالب الانتفاضة.
*هل ترين ان الانتفاضة نجحت في إحداث تغيير باسقاط حكومة الحريري؟
– التغيير لم يحدث بنظري لان الحكومة التي تتشكل اليوم لا تختلف عن سابقتها من حيث المحاصصة، بل هي اسوء والانتفاضة انخفض زخمها بعد استقالة الحكومة مما اعطي خيبة امل للبنانيين ، ولا اعرف هل ستعود مرة اخري الي قوتها ، وان كنت اري انها ان عادت لن تعود بنفس القوة والزخم ، وقد راينا الناس لم تعد الي الشارع بنفس القوة والزخم رغم وجود اعتراضات علي اختيار رئيس الحكومة الجديد، وبالنهاية الناس هي من تقرر النزول الي الشارع او لا وهذا حقهم.