>> لندن تتعهد بتحمل 80 بالمئة من رواتب العمال الذين لا يستطيعون الذهاب إلى العمل
قالت صحيفة فرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون هدد بإغلاق حدود فرنسا مع بريطانيا يوم الجمعة إذا تقاعس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
وكان جونسون قد أمر يوم الجمعة بإغلاق الحانات والمطاعم والمسارح ودور السينما وصالات الألعاب الرياضية لإبطاء الانتشار المتسارع للمرض وذلك بعد أيام من فرض دول أوروبية أخرى إغلاق للبلاد.
وبحسب موقع “ميدل إيست أونلاين”، قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية نقلا عن مصادر في مكتب ماكرون إن قرار جونسون جاء بعد أن وجه له الزعيم الفرنسي إنذارا صباح الجمعة مهددا بفرض حظر على دخول أي مسافر قادم من بريطانيا إذا لم تتخذ إجراءات جديدة.
ونقل التقرير عن مسؤول في الإليزيه قوله ” اضطررنا لتهديده بشكل واضح لجعله يتحرك في نهاية الأمر”.
وقالت الحكومة البريطانية إنها تتحرك بناء على إرشادات مستشاريها العلميين مع تعزيز جهودها للحد من تفشي المرض.
يأتي ذلك بعد أيام من مطالبة جونسون من البريطانيين الاستعداد “لتوديع أحبتهم” بسبب تفشي الفيروس في خطورة أثارت الرعب والغضب في صفوف المواطنين.
وكان جونسون قد رفض الاثنين دعوات لإغلاق المدارس ثم تم إقرار إغلاقها فعليا لاحقا الأربعاء.
والخميس، قال إنه “لا يوجد أي احتمال لفرض أي قيود على السفر داخل أو خارج لندن”.
وأضاف أن الشرطة ستظل مسؤولة عن الحفاظ على القانون والنظام ولا توجد أي خطط للجوء للجيش في هذا الشأن.
وفي حين بدأت بلدات أوروبية في التسريع في إجراءاتها الوقائية وجهت انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء البريطاني بسبب استجابته التي اتسمت بالبطء والحذر الشديدين في التعامل مع الفيروس، بحيث امتنع عن فرض اجراءات صارمة على غرار الدول الأخرى لمواجهة انتشار كوفيد-19.
ومع تسجيل إصابات بالآلاف في بلدان أخرى أجبر المتسوقون البريطانيون على التدافع للشراء بهدف تخزين السلع للتعامل مع فترة عزل قريبة فباتت المتاجر شبه فارغة من المنتجات الأساسية بينها المعكرونة والمعلبات وأوراق المراحيض.
وخلال مؤتمر صحافي السبت، طلب وزير البيئة جورج يوستيس من السكان “إظهار حس المسؤولية عندما تشترون حاجياتكم والتفكير بالآخرين”.
وقالت هيئة الصحة الوطنية البريطانية أمس السبت إن عدد الحالات التي تأكد وفاتها جراء الإصابة بفيروس كورونا في المملكة المتحدة ارتفع خلال 24 ساعة بواقع 56 شخصا ووصل إلى 233.
وتابعت الهيئة أن أعمار المتوفين تراوحت بين 41 و 94 عاما وجميعهم كانوا يعانون من مشاكل صحية.
وقالت إن نحو 72818 شخصا أجروا فحوصا حتى صباح السبت وجاءت نتيجة 5018 منهم إيجابية ارتفاعا من 3983 في اليوم السابق.
وقالت الهيئة إن عدد الوفيات الذي أعلن عنه في وقت سابق والذي بلغ 220 حالة يخص إنكلترا وحدها.
وحتى الآن، لا تفحص بريطانيا بشكل منهجي جميع المرضى وتركز على الحالات الأكثر خطورة، رغم توصيات منظمة الصحة العالمية بفحص جميع المصابين والمشتبه في اصابتهم.
ونقلت صحيفة “ذا صنداي تلغراف” عن جونسون قوله “إنّ تسارع وتيرة الإصابات والوفيات يُحمِّلُ هيئة الصحّة الوطنية فوق طاقتها”، مضيفة أنّ رئيس الوزراء أمر الأطباء بإعطاء الأولوية للمرضى الذين لديهم أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة.
وكشف وزير المالية البريطاني، ريشي سوناك، الجمعة، عن أن بلاده ستتحمل 80 بالمئة من رواتب العمال الذين لا يستطيعون الذهاب إلى العمل.
واليوم الأحد، طلبت الحكومة من 1.5 مليون شخص يعيشون في بريطانيا ويُعتبرون الأكثر ضعفاً حيال فيروس كورونا، أن يُلازموا منازلهم لمدّة ثلاثة أشهر.
وقالت الحكومة التي تستعد لسنوات صعبة بعد إقرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في بيان إنّ “ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في إنكلترا حدَّدتهم خدمة الصحّة العامّة على أنّهم معرّضون بشدّة لأمراض خطيرة إذا أصيبوا بفيروس كورونا المستجدّ، سيتعيّن عليهم البقاء في المنزل لحماية أنفسهم”.
وسيتمّ تخصيص خطّ هاتفي لمساعدة من هم في أمسّ الحاجة إليه، كما سيكون ممكناً توصيل أدوية وأغراض إلى منازل الأشخاص المعزولين.
وقال وزير المجتمعات المحلية روبرت جنريك “سيكون وقتا مقلقا، خصوصا بالنسبة الى أولئك الذين يعانون مشاكل صحية خطيرة، وهذا هو السبب في أننا نأخذ إجراءات عاجلة لضمان اتخاذ الأشخاص الضعفاء للغاية خطوات إضافية لحماية أنفسهم”.
وطلبت السلطات البريطانية السبت من السكان التصرف بمسؤولية أكبر وتفادي إفراغ رفوف المتاجر الكبرى من البضائع وعدم التنقل في أرجاء البلاد للحد من التفشي المتزايد للوباء.
أما في فرنسا فقد أمر ماكرون بفرض قيود صارمة على تنقل الناس في البلاد منذ الاثنين. وأغلقت المطاعم والحانات والمدراس في شتى أنحاء فرنسا وأمرت الحكومة الناس بأن يلزموا بيوتهم وألا يخرجوا إلا لشراء مستلزماتهم من السلع أو الذهاب للعمل أو التدريب أو للرعاية الطبية.
وحث ماكرون أيضا على أن تغلق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حدودها الخارجية الأسبوع الماضي.
وتخشى بريطانيا والدول الأوروبية تكرار سيناريو إيطاليا التي شهدت بدء تفشي الفيروس قبل شهر، وقد أصبحت الآن أكثر دولة متضررة في العالم، حيث سجلت السبت عددا قياسيا جديدا من الوفيات بالفيروس في 24 ساعة بلغ 793، ما يرفع الحصيلة الاجمالية الى 4825 وفاة في شهر واحد، وفق ارقام الدفاع المدني.
وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ليل السبت الأحد وقف “كلّ الأنشطة الإنتاجيّة” التي لا تُعتبر ضروريّة بالنسبة إلى تأمين السلع الأساسيّة للسكّان.
وقال إنّ الحكومة قرّرت “إغلاق كلّ الأنشطة الإنتاجيّة” التي لا تُعتبر “ضروريّة ومهمّة وحيويّة”، في خطوة إضافيّة تأتي في إطار التدابير المتّخذة في محاولة للقضاء على فيروس كورونا المستجدّ.
وفي إسبانيا حذرت الحكومة الإسبانية التي وعدت بفعل كل ما هو لازم لمكافحة جائحة كورونا، من أن” الأسوأ لم يأت بعد”، وذلك بعد تجاوز عدد حالات الوفاة في البلاد 1300 حالة ووصول عدد حالات الإصابة بالفيروس إلى ما يقرب من 25 ألف حالة .
وفي ألمانيا أحصى معهد روبرت كوخ السبت حوالى 16662 إصابة، بزيادة 2700 إصابة عن اليوم السابق، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 47.
وتعتزم حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المصادقة الإثنين على خطة مساعدة اقتصادية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، متخلية من أجل ذلك عن قواعدها المالية الصارمة.